ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

المرأة في عيدها

زهير دعيم | 2015-03-07 12:00:05
زهير دعيم 
 لا شكَّ أنّ المرأة هي أجمل مخلوق خلقه الله على وجه البسيطة، فهي كُتلة من الجمال والمشاعر النبيلة والذوق الرفيع ، تمشي على قدميْن، بل هي كما قال أحد الشعراء الفرنسيين :"أجمل زهرة تُعطِّر حقل حياتنا وتُلوّنه ".
 
انّها الزوجةُ والامّ والابنة والأخت والحبيبة .
 
انّها مُلهمة الشُّعراء على مدى التاريخ .
 
انّها الاحساس المُرهف ونبع العطاء الذي لا ينضب.
 
فهل نقف حِيالها صامتين  ونحن نراها  تئنّ وتتوجّع ؟
 
وهل نرضى ونحن في الألفية الثالثة أن نستمرّ في هضم حقوقها وتكبيل معصميها بالاستعباد ؟!
 
انّ شرقنا كان وما زال يعشق المرأة ، يعشقها على طريقته الخاصّة ، فيخنقها ويخنق حُريتها ؛ يخنقها بالحيْرة والغيْرة والرواسب والعادات المُهترئة ، فيمنع أريجها من أن يصلَ الى اُنوفنا ، وان وصل وَجَدَها مزكومة ..رحم الله شوقي القائل في رائعته مجنون ليلى : 
 
وما ضَرَّ الورودُ وما عليها 
 
اذا المزكومُ لم يَطْعَمْ شذاها 
 
انّ رجولتنا نحن الشرقيين تتأذّى كثيرًا إن نحن ساوينا المرأة بنا ، فأعطيناها حقّها ، فهذا المجتمع ألذكوري يأبى أن يتنازل .
 
انَّ مصيبتنا في الشرق هي النظرة الخاطئة الى المرأة ، وكأنها هي عنوان الشرّ وملعقة الشيطان، وأصل كلّ الشّرور والآثام ، فلذلك يجب أن تبقى في حِجر صحيّ ، فلا لقاء بينها وبين الشّاب في المدرسة ،ولا تلاقٍ في المَسبَح  ،وليس من حقّها ان تسوق السّيّارة في بعض البلدان، ولا تواصل في الحياة ...انّها "بُعبع" ليس إلا ، وَجَبَ الابتعاد عنه ومنه ، وأحيانًا من المُفضّل وضعه في قُمقُم .
 
ولكن الصحيح هو في التغيير . تغيير نظرتنا الى المرأة ، وتغيير مفاهيمنا ومناهجنا وسلوكنا؛ مناهجنا في التعليم والحياة والمجتمع ، تغيير عقليتنا وفكرنا ،وهذا التغيير صعبٌ ولا يأتي هكذا بالمجّان ، وانما بالتربية الصحيحة المبنيّة على العدل وعلى الاعتراف بأنها هي العُنصر الجميل والذكي والخلّاق ، والمُبدِع المُكمّل لنا ، وهي الإلهام الذي يستدرّ الشِّعر والموسيقى ، وإننا الرجال يجب من منطلق الجمالية أن ندور كعَبّاد الشمس حولها!!
 
فالطائر لا يطير إلا بجناحيه ، وإذا كان احد الجناحين مكسورًا , فما اظنّ انَّ هذا الطائر سيقوى على التحليق والانطلاق والوصول الى القمّة ، لذلك قارئي العزيز نرى ونلمس اليوم اننا في هذا الشرق نقبع في حضيض سُلّم الحضارة .
 
وكيف لا يكون هذا ونحن لا نتورّع أحيانًا من قتل المرأة ، إن هي تجرّأت وأحبت على ذوقها ، وخِلافًا لرأينا ... وكيف لا يكون هذا ونحن نمنعها من التصويت وترشيح نفسها للمناصب السياسية والقيادية في كثير من دولنا العربية والشرقية!!.
 
آن لنا حقًّا أن نضع حدًّا لهذه المهزلة ، مهزلة استعباد المرأة ، ومسألة الفصل بينها وبين الرجل ، ومسألة النظر إليها من فوق ،وكأنها خُلِقت فقط للذُلّ والمُتعة .
دعونا نعطي للمجتمع أن يُصفّق بيديه الاثنتين ، ودعونا نحذف من قاموسنا  كلمات ومصطلحات  مثل "نجاسة المرأة " و "عوْرة المرأة "وعندها فقط قد نطير ونُحلّق مع موكب الأيام الى حيث الطُمأنينة والسعادة .
 
فإليك يا أختاه في كلّ مكان وفي عيدكِ ، عيد المرأة العالمي ، اليك أحرّ الأمنيات  بغدٍ مُشرقٍ ، تكسرين فيه القيد ، وتنعمين بحياة رغيدة ملؤها الحُرّية والمُساواة.
 
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com