بقلم - ماجدة سيدهم
" ويل لأمة فرغت من الرحمة وتفرغت للصلاة "
من سنكسار الوجع الحي : وفي مثل هذا اليوم وكل يوم يولد الإنسان على غير مشيئة الشيطان..ذاك المولع بملاحقة الموت على ضفاف النبع ، المهتاج هذيا على صليب الرقة ،المرتطم في ذاته ، والمغشي عليه لكثرة ركام الشج ، ثم نكاحا وافتخار النحر تحت أقدام ملكات العزلة المرعبة ثم الذوبان في حريق يشتعل بسعار الخرب والتهام الطيبون ثم نكاحا مبينا فوق دماء الإنسان .
فيا الذي تصيح صراخا عبر صدأ مآذن الفزع و المجاهد بالخيبة أعلى مرتفعات السقوط..انتبه ..أنت ميت .. أنت مكسور ..ممزق .. خائف .. ومن فم الجهال والأولياء أنت مراقب لذا أنت خائن .. تزهق أخيك وتظن لنفسك أبقيت حياة ، بينما الدم يطارد دمك والحلم يشك مضجعك والإنسان يلاحقك بالهرب ، انتبه ولصراخ السؤال التفت ، من أنت ..ولماذا أنت ..ولماذا البغضة فيك تآفعت ونسجتك بالكلية ورما متقيحا ، تجرك إلى غبار الطين ووحشة التسول ،تلخصك محض موت أسود ، وطريق العمى ملون بالابتذال ثم تكبيرات آلهة الخواتم السقيمة حيث القلب نجيس من يعلمه ..!
ما أمرض القلب لتزاحم العارفون بأمر الآلهة على فتات التعابى، وما أثقل من وسائد تخلو من مرح الخبز ما اتعس المرء في كفن الغفلة يسير.. يصنع حطاما ورعبا ..يتنفس الخرافة والنبوءة الصدئة ثم يمضي مرتفعا مخيفا هناك يكون التهاويوالسقوط ..الوطن يصمد وحده، يجابه وحده ، وينزع الفارس النبيل لثام التورط في ملوحة الأديان كي يـُسقط وصايا الكذب و يـُبعث على غبار مساحات الذبيح الإنسان من جديد ..المتعبون يلفظون ثرثرة الأنبياء ويتناولون فيما بينهم اختراع إله جيد ويجيد الغناء والتصفيق :
أبانا الذي على امتداد الطرق
تحت قصف المدرعات
بين ضجة انفجارات الليل المخيفة
وهلع الاباء بين ممرات المشرحة
الأبناء تشوهوا وامتزج الدم بالحرف..بالبحر ..بالرمال
والاشتعال يدوي في قاعات الوجهاء بالخرس
ليأتي ملكوت الفتيان اليافعة بانتصار ضحك الأمنيات ، وحلم ينمو من جديد
خبز الفهم كفافنا
اغفرلنا اشلاء خطايانا
وهبنا نصنع دربا يتحسس بصيص نور
يدلنا عن مستقبل بلا اختصار أوالتواء أو رسم لحدود التوقعات غير الآمنة
أبانا الذي يحصي عظامنا بدقة ويعرف أين يمضي مسرب الدم والضوء معا
لا تنسى أرقامنا وحقائبنا .. خيباتنا وأحلامنا
لأن لك الوعي بمكان تشردنا من الآن وإلى مرتفع الصعود المنتظر .. آمين ..!
* يا بنت شعبي .. حولي عيناك عني فقد غلبتاني .. ومررت عليك ووجدت زمنك هو للمحبة ..انتظري مشرق الجمال من حقول راحتيك ، من نبيذ خديك، من عسل نهديك ، من جدائل نهرك الصاعد إلى كروم الطيب وحتى مطلعك الثائر ...! حي هو الإنسان وأيضا لا يموت..
ولم ينته بعد ..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com