وزارة التعليم تغلق القرية.. وإدارة القرية تفتح تحقيقا موسعا
مطالب إعلامية بعدم الذهاب إلى القرية.. وإطلاق اسم الضحية على شارع بحدائق الأهرام
كتب – نعيم يوسف
"مصر المصغرة" بـ290 مليون جنية
أقيمت القرية الكونية "كوزموس" على مساحة 190 فدانا، على طريق "الفيوم – الواحات" ويطلق عليه أيضا، "مصر المصغرة"، حيث تبنته وزارة التربية والتعليم، وتشرف عليه القوات المسلحة، وكان من المفترض أن يتم افتتاحه في عام 2011 إلا أنه تم تأجيل ذلك بسبب الأحداث السياسية المتعاقبة، وقد تم تنفيذ المشروع لاستقطاب طلبة المدارس والجامعات، في الأساس، ولكنه أيضا يستهدف السياح والمواطنين العاديين.
من مشروع سياحي إلى مقبرة سياحية
تحول المشروع الذي يحوي نماذج مصغرة لكل المناطق السياحية في مصر، بسبب عدم توافر وسائل أمان، وإنقاذ سريع في الحالات الطارئة، إلى مقبرة بدلا من كونه مزارا سياحيا، بسبب تكرار حالات الوفاة فيه، الأمر الذي دفع بعض للمطالبة بعدم زيارة هذا المكان، الذي كلفته الدولة 290 مليون جنية، ليكون قرية تعليمية وترفيهية وسياحية.
كارثة جديدة
منذ أيام قليلة، لقي المهندس محمد إدريس، مصرعه في إحدى البرك المائية بالقرية، أثناء محاولته إنقاذ عائلته من الغرق بعد أن أوشكت الأسرة كلها على الغرق، الأمر الذي دعا الإعلامية دعاء فاروق، مقدمة برنامج "الدين والحياة" على شاشة تلفزيون الحياة الفضائية، لمطالبة المواطنين بعدم زيارة القرية مرة أخرى، ووزارة التربية والتعليم بإغلاقها.
الزوجة تروي تفاصيل الحادث
تروي، زوجة الضحية، الحادث، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتقول، أنهم ذهبوا مع رحلة تضم حوالي 150 شخصا إلى القرية، وأثناء سيرهم وأولادهم بمحاذاة البركة، أمسك ابنها الصغير حجرا وقال لها: "أرمي دي يا مامي؟ ثم انزلقت قدمه في المياه، وبسرعة اندفع زوجها الذي يعمل مهندس اتصالات، وراء ابنه لينقذه، ولكنه غطس هو الأخر فاندفعت هي ورائهم لإنقاذهم، ولكن الأمر كان صعبا عليهم جدا، فجاء أحد الشباب "الشهم" وحاول إنقاذهما، وأخيرا جاء رجل أخر وأنقذ ابنها، ثم ألقت لها إحدى السيدات "جاكيت"، وأمسكت الزوجة بطرفه، وسحبتها السيدة إلى الخارج، ولكن للأسف فقدت زوجها في هذا الحدث.
الإدارة والضحايا السابقين
وتؤكد الزوجة، أن المياه عميقة "جدا جدا"، وليست متدرجة في العمق، مشيرة إلى أن مدير القرية جاء أخيرا، وكلمها "بكل برود" وقال لها: دوروا عليه هنا والا هنا تلتقيه خرج من المية ونايم على الشط!!" ثم بعد حوالى نصف ساعة 4 آخرين ولكنهم أخذوا يبحثوا فى مكان مختلف وقالوا لى ربما جرفه التيار... تيار إيه دى بركة... وقلت لهم لا لقد سقط هنا بالضبط".
وتضيف زوجة الضحية، "وعندما ذهبنا لعمل محضر في القسم قالوا لقد غرق في هذا المكان اثنين من قبل. أحدهما عامل والأخرى فتاه في الـ17 من عمرها واﻵن أخذوا زوجي أب لطفل وطفلة عمرها عام واحد".
شكوى إلى الله
وتابعت: "أنا هختصم يوم القيامة مدير القرية والمهندس اللى صممها اللى ركز على الظهر الجمالى لشواطئ مصر كما يقول الموقع اﻹلكترونى للقرية ونسى حياة شباب مصر"، مضيفة، "حرام عليكم قتلتوا زوجى ويتمتوا أولادى وكسرتوا قلب أمه اللى كانت هترمى نفسها وراه فى المية".
إغلاق القرية
من جانبه أكد هاني كمال، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، إن الوزارة أصدرت قرارا بإغلاق القرية، لأجل غير مسمى، بعد وفاة المهندس محمد لحين انتهاء صدور قرارا من النيابة العامة بشأن الواقعة، مشيرا إلى أن إدارة القرية قامت بفتح تحقيقات موسعة بشأن الحادث.
مبادرات شعبية
شعبيا، أنشأ عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'' صفحة بعنوان، ''هنجيب حق محمد إدريس ضحية إهمال القرية الكونية''، حيث نشرت زوجته بعض الصور الخاصة بزوجها على الصفحة التي وصل عدد متابعيها حوالي 6 آلاف شخص.
كما أطلقت مجموعة "أسرة سكان حدائق الأهرام" مبادرة لإطلاق اسم "الشهيد محمد إدريس" على الشارع، ووضع لافتات بذلك، وقالوا في بيان مقتضب عبر موقع التواصل الاجتماعي "يجب ذكر تكاتف جميع سكان حدائق الأهرام ووقوفهم يد واحدة وأسرة واحدة في أسمي مواقف الشهامة وحسن الجيرة".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com