المسيرة كانت سلمية عددهم لا يتجاوز ٣٠ شخص معهم ورد ويفط.. والشرطة كان عددها كبير جدا
الشرطة اطلقت الاعيرة النارية والغاز خلال دقائق من بداية هتاف (عيش حرية عدالة إجتماعية)
فوجئنا بعد التحقيق ان النيابة تحولني لمتهمة وقال وكيل النيابة تم القبض علي عزة سليمان في سراي النيابة و بدأ التحقيق
كتبت الحقوقية عزة سليمان شهادتها عن واقعة استشهاد شيماء الصباغ خلال مظاهرة حزب التحالف الاشتراكي وانها عندما أدلت بشهادتها في القضية وأكدت خلالها انها رأت الداخلية تطلق الخرطوش فوجئت بوكيل النيابة يحولها لمتهمة بالقضية معلنا انه تم القبض عليها بسراي النيابة .. وإلى نص الشهادة :
- بالامس كنت بتغدي في مطعم ريش مع عائلتي واصدقائي حوالي الساعة ٣ ونصف، سمعت اصوات مسيرة٬ خرجت للمشاهدة وجدت الاستاذ حلمي شعراوي ، طلعت فهمي ، الهام المرغني واخرين من التحالف الشعبي سلمت علي بعضهم وضحكنا وكان عددهم حوالي ٢٥ ل ٣٠ شخص ومعهم ورود . انتقلوا الي الرصيف المواجه لي عند ميدان طلعت حرب رحت اخد صور.
-الشرطة بدأت السارينه والاقتراب منهم وكان بعضهم ملثم ومعهم بنادق سودا طويلة جالي نديم ابني وقالي "لو سمحتي تعالي معي هما هايضربوا أنا شفت الموقف ده كثير قبل كده" قلت له: "اكيد لا لو علي الغاز انا متعودة"٬ لم اكمل الجملة حتي بدا ضرب الاعيرة النارية والغاز كل الناس جريت وورانا الشرطة علي الرصيف التاني امام ريش شوفت حد وقع مش عارفة شاب ام شابة لغاية لما انتقلت الي الممر المجاور الي ريش عرفت انها بنت وشوفت دم بسيط لم اري وجهها واللي معاها بيزعق "اسعااااف" و ضابط من الملثمين ومعاه سلاحه بيقرب منهم.
- طلعت كان في اتجاهنا الا ان ضابط خده من يده الي ميدان طلعت حرب. اصحاب البنت خدوها للاسعاف لم اعرف تفاصيل. طبعا الشرطة كانت زي الجراد بشارع طلعت حرب وراء الناس وشوفتهم وهما بيقبضوا علي اتنين من الشباب لم اعرفهم.
- بدأت اكتب اللي حصل اتصل بي عدد من الاصدقاء للاطمئنان وطلبت منهم يقولولي اخبار البنت اللي اتصابت ايه لو يعرفوها .في طريقي للبيت اتصلت باحد صديقاتي لتطمئنني علي طلعت فهمي . عاودت الاتصال بي وبلغتني ان البنت ماتت وطلعت مقبوض عليه بقسم قصر النيل مع اخرين.
- نزلت تاني من البيت وانا مش مصدقة ان البنت ماتت٬ ماتت خلال دقائق روحت مشرحة زينهم وكان مشهد رهيب اغلب اصدقاها وصديقاتها اعرفهم شباب وشابات مناضلات ارتفع الصراخ والعويل منهم وعرفت ان الشهيدة لها ابن عمره ٤ او ٥ سنوات.
- سالني احمد راغب المحامي عن رغبتي بالإدلاء بشهادتي قلت له اني موجودة عشان كده ذهبنا جميعا مع محامين ومحاميات وشهود من حزب التحالف الشعبي الي نيابة عابدين.
- بعد حوالي ساعة قابلنا رئيس النيابة و اخد مننا بطاقات الشهود وكارنيه المحاماة الخاص بي للشهادة. حدثت مشادات بينه وبين بعض المحاميين حوالين المقبوض عليهم بقسم عابدين.
- المهم اكثر من ٥ ساعات بالنيابة دخلت للشهادة٬ دخل معي الاستاذ احمد راغب والاستاذة سيدة وبدأت اسئلة النيابة٫ حكيت اللي حصل:
- اولا وجودي كان بالصدفة حيث كنت اتناول الغذاء بمطعم ريش
- ثانيا المسيرة كانت سلمية عددهم لا يتجاوز ٣٠ شخص معهم ورد ويفط
- ثالثا الشرطة كانت عدد كبير جدا لا يتناسب مع عدد المسيرة
- رابعا الشرطة كانوا بهم ملثمين شكلهم مرعب مما ينم انها تنوي الغدر بالمسيرة.
- خامسا الشرطة اطلقت الاعيرة النارية (الخرطوش)والغاز خلال دقائق من بداية الهتاف (الهتافات عيش حرية عدالة إجتماعية) سلمية خالص.
- سادسا الهجوم علي المسيرة وتتبعهم والجري وملاحقتهم كالجراد في شارع طلعت حرب.
- سابعا مقتل احد افراد المسيرة واسمها شيماء الصباغ وان الشرطة هي اللي قتلت شيماء اشهد علي ذلك يمين احاسب عليه.
- بعد هذا التحقيق فوجئنا ان النيابة تحولني الي متهمة ويتم التحقيق معي ويبدأ وكيل النيابة بانه تم القبض علي عزة سليمان في سراي النيابة و بدأ في سرد سني وشكلي ولبسي وطولي .... الخ طبعا اعترضنا وقلنا انه ليس قانوني واني شاهدة متطوعة ..... الخ ولكن وكيل النيابة قال كلام فعلا لا قانوني ولا منطقي ولا اي شئ .... المهم بدات الاسئلة والاتهام وسرد ما جاء في محضر الشرطة ضد المسيرة بانها غير مصرح بها مع استخدام احجار وضرب الشرطة واستخدام شماريخ نارية ومقاومة الشرطة. وان الشرطة استخدمت مياة لتفريقهم الا انهم قاوموا.
ماهي اقوالك؟
- قلت له ان التقرير كله كدب وتلفيق وعدت عليه ما تم من انتهاكات واعتدءات الشرطة علي المسيرة اللي نتيجتها قتل شيماء الصباغ.
طلب احمد راغب خروج المتهمه (اللي هي انا) الافراج عني باي ضمان فأنا رفضت بشدة واصريت علي خروجي بضمان محل اقامتي٫ تدخل وكيل النيابة وبلغني ان خروجي سوف يتم بالضمان الشخصي.
- معني الكلام ده ايه:
١ ان النظام مقرر يخوف ويخرس كل الاصوات حتي لو فكرت تقول الحق عبر شهادة
٢ يتم لوي كل القوانين والاجهزة لترسيخ سلطة النظام
٣ انهاك اي فرد او قوى تحاول ان تعبر عن اي استياء من النظام او تساعد او تدعم اخرين يتعرضوا للظلم
٤ من المفارقات المحزنة بين الساعة ١٢ ونصف والواحدة بعد نصف الليل تمت مشادة بيني وبين رئيس النيابة علي التأخير وانه لابد من تحديد موعد بدايه سماع الشهادة فحضرته قال لي "والله لو عايزة تمشي امشي". ده معناه ببساطة اني حرة في وجودي بالنيابة او حرة في الادلاء بشهادتي . ثم اتحول بقدرة قادر الي متهمة وهما اللي يقرروا يفرجوا عني.
- الان مش عارفة انا وضعي القانوني ايه بالقضية التي متهمة فيها الداخلية بقتل شيماء الصباغ.
شاهدة بالصدفة تتحول الي متهمة لايحدث غير في دول بوليسة استبدادية زي مصر
عزة سليمان
محامية
السن ٤٨
٢٤ يناير ٢٠١٥
نقلا عن البداية
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com