ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

بروفايل| شيماء الصباغ.. شهيدة "طلعت حرب "

الوطن | 2015-01-24 19:36:03

 طلقة خرطوش قطعت مسافة أمتار قليلة لصيد ابتسامتها حين استقرت بوجهها، فتسقط من بين الذين شاركوها ذكرى مرور أربع سنوات على حلم الحرية، لتروي دماؤها إكليل الزهور الذي كانت تنوي وضعه على نصب تذكاري بالميدان، الشاهد على تقدمها بخطوات عن الشباب حتى يزول الخوف من قلوبهم، لتخلد بعمرها كأول شهيدة في رابع ذكرى تمر على ثورة 25 يناير.

 
شيماء الصباغ، إحدى قيادات شباب الثورة بالإسكندرية، كانت ضمن من أشعلوا الشرارة الأولى لانتفاضة الثورة، وأسست مع زملائها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، واحتلت منصب أمين العمل الجماهيري للحزب بالإسكندرية حتى وفاتها، قطعت المسافة إلى القاهرة ومعها زملاؤها، لتشارك قيادات الحزب في وقفة رمزية للاحتفال بذكرى ثورة الـ25 من يناير، تحركت معهم من أمام المقر بشارع هدى شعراوي، وقفت بينهم في طلعت حرب تهتف من أجل الحلم الذي لم يكتمل، ليتحول المشهد في لحظة من سلميته لاشتباكات مع الأمن، لتقتلها طلقة خرطوش غادرة، ويُعتقل ويُصاب الآخرون.
 
اهتمت الصباغ بالشأن العمالي وقضاياه، ساندت العديد من العمال المفصولين حتى ضمنت لهم حقوقهم وأعادت إليهم عملهم، ووحَّدت الصفوف بين هذه الفئة وأسست العديد من النقابات العمالية في الإسكندرية، وشاركت في العديد من الوقفات والفعاليات في عهد المعزول محمد مرسي، وتعرَّضت للضرب مرات عدة وإصابات بالخرطوش، حتى تلقى مصرعها هذه المرة بعد أن كتبت عبر حسابها على "فيس بوك": "البلد دي بقت بتوجع ومفيهاش دفا.. يا رب يكون ترابها براح وحضن أرضها أوسع من السماء"، لتكون المفارقة أن تنهي عمرها وهي تهتف "عيش حرية عدالة اجتماعية".
 
شيماء التي تربَّت وسط أسرة سكندرية بسيطة متوسطة الحال، وتزوَّجت من أستاذ بكلية التربية النوعية بجامعة الإسكندرية، كانت أمًا لـ"بلال" ابن الست سنوات، ورحلت وهي في الـ28 من عمرها، خفيفة الظل تخطف انتباه من حولها، فتدخل قلوبهم من النظرة الأولى، ولم يصدق من يعرفها خبر استشهادها، ويقفون أمام المشرحة متسائلين: "شيماء ماتت؟".
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com