ما أشاهده الآن في معظم المجالات من غياب احترام الكبير شيء يندى له الجبين.. فالاحترام أصبح عملة نادرة، والشتائم والسباب سمة المجتمع في هذه الأيام، ويتضح ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيس بوك وتويتر.. تربينا زمان على احترام الكبير، فمجرد أنك تضع قدما على قدم أمام الأكبر منك فهي "قلة أدب" وجريمة كبرى.. كما أن تعليمات ديننا الحنيف وجميع الأديان السماوية تحث على الاحترام والأخلاق.. إنما في هذا العصر تحولت المناقشات كلها إلى سباب وشتائم لمجرد أنك تتخذ موقفاً أو رأيا مخالفا كما أن السباب انتقل من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الشاشات والجرائد وكل وسائل الإعلام وأصبح الجميع ينصحون بعضا دون النظر إلى أنفسهم أو محاولة تغيير سلبياتهم فالآخر يريد تغييرك ولا أحد يريد تغيير نفسه.. فالعيال كبرت على الأخلاق الفاضلة والتسامح والأدب والاحترام وأصبحوا في نظري ونظر الكثيرين عيال لأن العيل لا حرج عليه أما الشاب المتعلم والمثقف فلديه قدر من الاحترام والتقدير للكبير والصغير والسبب في ذلك هو التربية والبيئة.
نأتي على الكبار فعندما يصل الكبير لمرحلة نهاية العمر تكون المفاجأة أنه يعود إلى طفل صغير فنجده عنيدا وفي بعض الأحيان شتاما وأناني ولا يريد إلا نفسه ويريد أن يكون الجميع خداما له، فمعظم الكبار عندنا أصبحوا تتحكم فيهم المصلحة والمنطق ويتشابكون على أتفه الأسباب ويدخلون في شجارات مع من هم أصغر منهم "بعشرين وتلاتين" سنة ويدخلون في قضايا ومحاكم لإثبات الذات ولمصلحتهم الشخصية فمثلا نجد أن كل خناقات الوسط الرياضي على بند الـ8 سنوات وتجد خناقة بين الأهلي والزمالك والأصل فيها استعراض القوة والنفوذ وتجد مجلس إدارة الأهلي يرفض حضور مباراة المصري خوفا من أسرة الشهداء وأولتراس أهلاوي وليس خوفا من الله.. فالكبير هو من يواجه ويحتوى ويقدر الموقف لكن للأسف الكل لديه حسابات أخرى.. وتجد لاعبي الأهلي يرفضون تحية لاعبي المصري قبل مباراتهم في الدوري وبعد المباراة تكرر الموقف وكأنهم هم القتلة والغريب والعجيب أن تجد مؤمن زكريا وسعد سمير اللذين لعبا في صفوف المصري ضد الأهلي في مباراة الكارثة لكنهما قوبلا بالأحضان والقبلات في الأهلي فهكذا تكون "الشيزوفرنيا" لهذا أقول الكبار عيلوا .. ولكِ الله يا مصر.
نقلا عن البوابة نيوز
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com