تقع الحنجرة فى منتصف الرقبة، وتتكون الحنجرة من ثلاثة أجزاء: الأول هو لسان المزمار ويتصل بالجزء الخلفى للسان والجزء الوسط وهى الأحبال الصوتية، أما الثالث فيتصل بالقصبة الهوائية.
وتعتبر الأحبال الصوتية أهم جزء بالحنجرة، فعندما تنبسط الأحبال الصوتية، ويمر الهواء من خلالها إلى الرئة حاملاً الأوكسجين لتنفس الإنسان، وعندما تنقبض الأحبال الصوتية أمام الهواء الخارج خلالها من الرئة تصدر ذبذبات الصوت، وبالتالى يستطيع الإنسان الكلام.
الأعصاب المسئولة عن حركة الأحبال الصوتية تمر بجوار القصبة الهوائية والمرىء ثم تخترق الغدة الدرقية بالرقبة فى طريقها إلى الحنجرة، وقد ينتج شلل الأحبال الصوتية عن أورام وجراحات الغدة الدرقية، وكذلك أورام المرىء والرئة، وإذا أصيب حبل صوتى واحد بالشلل يعانى المريض من ضعف الصوت وعدم القدرة على الكلام باستمرار، وفى تلك الحالة يمكن إجراء تدريبات تخاطب لتحسين الصوت، انتظاراً لعودة حركة الحبل الصوتى لطبيعتها. لكن إذا لم يحدث ذلك خلال ستة شهور يمكن حقن الحبل الصوتى المشلول بمادة مثل الكولاجين، بحيث تزيد من حجمه وبالتالى تتحسن نبرة وحدة الصوت إلى حد كبير.
إذا أصيب كلا الحبلين الصوتيين بالشلل فإن المريض يعانى من صعوبة التنفس والاختناق، وعند ذلك لا بد من إجراء شق بالقصبة الهوائية لإنقاذ حياة المريض، فإذا لم يحدث تحسن فى حركة الأحبال الصوتية خلال ستة أشهر من حدوث الشلل يتم استئصال الجزء الخلفى من الحبل الصوتى بواسطة الليزر الجراحى لتوسيع مجرى التنفس بالحنجرة.
وقد مكن تطبيق استخدام شعاع ليزر ثانى أوكسيد الكربون فى جراحات الحنجرة توسيع مجرى التنفس دون الحاجة إلى إجراء فتح خارجى بالرقبة. ولا بد فى النهاية من التركيز على أهمية إجراء فحص لحركة الأحبال الصوتية قبل إجراء عمليات الرقبة والغدة الدرقية، وكذلك التدريب المكثف لشباب الأطباء على جراحات الرقبة والغدة الدرقية لتقليل نسبة إصابة الأعصاب المغذية للأحبال الصوتية أثناء تلك العمليات واستخدام الأجهزة الحديثة التى تكشف وجود الأعصاب المغذية للأحبال الصوتية أثناء جراحات الغدة الدرقية والرقبة وبالتالى تجنب إصابتها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com