في الوقت الذي سخر وتهكم الإعلام العالمي والعربي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تصرفاته الفجة في باريس، سخر أيضًا منه الإعلام الإسرائيلي وفتح بعض كتاب اليسار، النار على "نتنياهو" ولقبوه بالمُخذل الذي أضحك العالم على إسرائيل وأصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي .
أول أخطاء "نتنياهو" كما رصدها الكتاب، كانت إصراره على الحضور للمشاركة في المسيرة رغم عدم ترحيب الإدارة الفرنسية به، وتخوفهم من استغلال الأمر لصالح دعايته الانتخابية وهو ما تحقق فعلًا لاحقًا، الأمر الذي جعل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، يدعو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن للمشاركة في المسيرة في صفها الأول، أما الخطأ الثاني لنتنياهو فكما وصفه الكاتب شمعون شيفي في مقال بجريدة "يديعوت أحرونوت" هو تدافعه نحو أتوبيس الزعماء في مشهد هزلي أثار سخرية وسائل الإعلام .
ليس هذه فقط فثالث أخطاءه كان في قيامه بحيلة للتسلل إلى الصفوف الأولى في المسيرة، فبعد أن كان مكانه في الصف الثاني من المسيرة، صافح رئيس جمهورية مالي إبراهيم كايتا وتبادل معه بعض العبارات القصيرة ليقف إلى جواره في الصف الأول. ليصبح إلى جانب الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأبو مازن في إشارة ضمنية منه أنه يرفض أن يتقدمه الرئيس الفلسطيني من جهة، وكأنه يريد أن يرسل للعالم رسالة مفاداها أنه من أهم قادة العالم الذين يحاربون الإرهاب.
رابع أخطاء "نتنياهو"، كانت تلويحه إلى الجماهير التي كانت على جانبي الطريق في حركة استعراضية، كما لو أنهم مجتمعين من أجله، وأن المسيرة تأتي للاحتفال وليس للحداد رغم أن باقي الزعماء ساروا في صمت وبحزن واضحين على ملامحهم حيث علق "شيفي" قائلًا: "رئيس وزرائنا أصبح شخصية مكروهة من زعماء أوروبا. وبدا كأنه جاء ليس لتعزيز الشرف الإسرائيلي بل لتسويق نفسه بكل ثمن على حساب الإسرائيليين أنفسهم".
أما الخطأ الخامس لرئيس الوزراء الإسرائيلي كما رصده الكاتب عودة براشات في جريدة "هآرتس" كان تشجيعه على هجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل وهو ما جعل الكاتب يسخر منه قائلًا: "حديث نتنياهو عن هجرة يهود فرنسا لإسرائيل، تُصوّر اليهودي الفرنسي ابن الثقافة المفتخرة للثورة الفرنسية التي وضعت قواعد قوية لكرامة الإنسان أيًا كان، كيهودي يعيش في إيران أو في الدول التي يسود بها ظلم القرون الوسطى"، وأضاف أن نتنياهو يحاول رسم صورة ترعب العدو وهو في لحظة الحقيقة يرسم صورة اليهودي على شكل لاجئ مسكين تخلى عنه الجميع، وهو ما سيتسبب في أزمة حقيقية بين نتنياهو وبين الإدارة الأوروبية على اعتبار أنها لا تستطيع تحقيق الأمان لشعبها .
الخطأ السادس الذي وقع فيه نتنياهو، كان أثناء الخطاب الذي ألقاه في الكنيس حيث حاول أن يستغل الأمر ويشن هجومًا على "حماس" وتحدث بلغة إرشادية لا تليق بالموقف حسب شمعون شيفي الذي علق قائلًا: "نتنياهو تحدث بلهجة من يلقن الأوروبيين بشكل عام والفرنسيين بشكل خاص درسًا في ما هو مطلوب منهم الآن وهو مكافحة الإسلام المتطرف"، وأضاف ساخرًا من نتنياهو: "خسارة أن شهادته في هذه المسائل تقترب من الراسب، يكفي أن نتذكر أنه هو الذي حرر زعيم حماس الشيخ أحمد ياسين، حرر أكثر من ألف مخرب مقابل جلعاد شاليط ".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com