أستاذ بجامعة القاهرة: الحرب على أفغانستان كانت "مكلفة" للأمريكيين.. وزادت من الإرهاب
بعد أن دامت حرب الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان لمدة 13 عامًا، يرى الخبراء أن نتائجها على المستوى الدولي تضر بأمريكا أكثر مما قد تسببه لغيرها، فهي تعد "النار التي أكلت نفسها" في هذه الدولة الحبيسة.
يرى الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحرب على أفغانستان كانت مكلِّفة جدًا للأمريكيين، متمثلة في السُّمعة والمال والأصدقاء، فلم تكن فُسحة أو نزهة، لكن من أهم نتائجها هو تأثيرها سلبيًا على الولايات المتحدة التي تكلَّفت مبالغ ضخمة قد تتعدى الـ300 مليار دولار، دون وجود عائد مؤكد، إلى جانب أنها لم تقضِ على الإرهاب بل ربما زادت منه بتأسيس "داعش".
وأشار "حسين" إلى بعض نتائج الحرب الأخرى، في تصريح لـ"الوطن"، متمثلة في طمع دول أخرى في الولايات المتحدة لأن الجميع أصبح يعلم أنها كالأسير الجريح سياسيًا واقتصاديًا، فلم تعد تتحكَّم في الدول كسابق عهدها وما زال الدولار في انخفاض، وهو ما يؤثِّر عليها من الناحية المادية، ولا توجد نتائج على دول أخرى لأن أفغانستان دولة حبيسة ليس لها بحور ولا نشاطات، واحتلال أمريكا لها قلل من مسيرتها.
وأوضح الدكتور حسن وجيه، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الأزهر، لـ"الوطن"، أن نتائج الحرب تزيد من ارتباك السياسة الأمريكية، لأنها دخلت في حربين "بالخطأ" وهما حربها في العراق وأفغانستان، وإعلانها فيما بعد أن حركة طالبان إرهابية، وأنها زادت من الإرهاب في العالم، ودليل على أن سياستها الخارجية مرتبكة ومندفعة وتزيد من الصورة السيئة عنها دوليًا.
فيما يقول الدكتور ناجي الغطريفي، خبير العلاقات الدولية، إن النتيجة التي خلَّفتها الحرب على المستوى الدولي أن أمريكا لم يعد لديها تأثير إيجابي من ناحية العلاقات مع دول منطقة جنوب آسيا، وما ستفعله أمريكا هو إعلانها بأن استقلال الحكومة الأفغانية الآن وتحكمها في كل سلطاتها من أحد إنجازات الحرب.
وأضاف "الغطريفي"، في تصريح لـ"الوطن"، أن أفغانستان ستستقر بعد رحيل القوات الأمريكية، لأنها كانت جبهة تسببت في نزيف الإدارة الأمريكية فيما يتعلَّق بحلفائها وقواتها، وهو ما قد يؤدي إلى التفات أمريكا لدول أخرى بالمنطقة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com