ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أزمة في أروقة الثقافة المصرية بسبب فيلم "الخروج".. والوزارة: منع الفيلم لأسباب تاريخية.. والأزهر ليس له دور في ذلك

نعيم يوسف | 2014-12-28 18:15:33

وزارة الثقافة: الفيلم يصور المصريون بطريقة بشعة
الوزارة: كنا نود عرض الفيلم ولكن يؤدى إلى تسريب الأفكار المغلوطة عن مصر

كتب – نعيم يوسف
فيلم مثير للجدل
أثار فيلم "الخروج: آلهة وملوك"، منذ الإعلان عنه جدلا واسعا خاصة وأنه يتعرض للأديان الثلاثة وتصوير الذات الإلهية وتشخيص النبي موسى، حيث يروي الفيلم قصة خروج شعب بني إسرائيل من مصر بقيادة موسى، ويصور الفيلم تجسّد الذات الإلهية في صورة طفل يخاطب النبي موسى.

فيلم "الخروج: الآلهة والملوك"، تم إنتاجه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهو من إخراج ريدلي سكوت وبطولة كريستيان بيل في دور "موسى النبي"، وجويل إجيرتون في دور "رمسيس الثاني"، وآرون بول في دور "يشوع بن نون".

مصر تمنع الفيلم
في مصر قررت السلطات المصرية منع عرض الفيلم، وذلك حسبما أعلنت شركة "توينتيث سنشري فوكس" الجمعة الماضية، وامتنعت الشركة عن تقديم سبب لهذا الحظر، الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول أسباب منع الفيلم، وذهب البعض إلى أن الأزهر الشريف له دخل في الأمر، حيث أعترض الأزهر من قبل على بعض الأفلام كان آخرها "نوح".

الثقافة: الأزهر بعيد عن منع الفيلم
ومن جانبها أصدرت وزارة الثقافة المصرية، اليوم، الأحد، بيانا، أوضحت فيه أسباب رفض الفيلم، مؤكدة عدم تدخل الأزهر في هذا الأمر، مشيرة إلى أنه لم يعرض على أي من رجال الدين من الأصل، وأن أسباب رفضه ليست لها علاقة بالأديان.

الشركة تخدع السلطات المصرية
وأوضح البيان أن شركة الخدمات (هاما فيلم بوردكشن) المسئولة عن تصوير مشاهد الفيلم فى مصر بعملية تمويه وخداع متعمدة، وذلك بإخفاء المعلومات الحقيقية عن طبيعة وقصة وسيناريو وحوار هذا الفيلم ، فقد تقدمت الشركة ببضع وريقات قليلة بغرض تصوير فيلم سياحي عن مصر، يتكون من عدة مشاهد بدون أشخاص، ولم تقدم الشركة النص الأصلي لسيناريو الفيلم، وبناء على ذلك تم منحها الترخيص بالتصوير داخل مصر، وقامت بتصوير مشاهد الفيلم الحقيقية خلسة.

مغالطات تاريخية فادحة
وأكدت الوزارة في بيانها، أن الفيلم تضمن مغالطات تاريخية فادحة متعمدة تسيء لمصر وحضارتها الفرعونية وتاريخها العريق، في محاولة ليست هي الأولى لتهويد الحضارة المصرية، مما يؤكد بصمات الصهيونية العالمية على الفيلم، الذي بنيت فكرته على عدد كبير من تزييف الحقائق التاريخية.

وأشارت الوزارة إلى الأخطاء التاريخية للفيلم، وأولها وقوع أحداث الفيلم عام 1300 قبل الميلاد في مدينة ممفيس حيث قضى العبرانيين 400 سنة في العبودية في بناء الأهرامات والتماثيل الفرعونية، ثم قام موسى بتكوين جماعات مسلحة لمقاومة الظلم.

مخالفة للكتب السماوية
ومن بين الأسباب الأخرى أيضا مخالفة الفيلم للتوراة والكتب السماوية الثلاثة، بالإضافة إلى ظهور طفل صغير عدة مرات على أنه الوحي الإلهي، كما قدم الفيلم "يهود موسى" على أنهم الطبقة القادرة في مصر وليست المستضعفة فيقومون بتفجير السفن التجارية ويحرقون بيوت المصريين ويجبرون الفرعون على الخروج.

صورة خاطئة عن المصريون
وأكدت الوزارة في بيانها أن الفيلم أظهر المصريين على أنهم متوحشون، يقتلون يهود موسى ويشنقونهم، وينكلون بهم ويمثلون بجثثهم في الشوارع، بصورة بشعة، وهذا يتنافى تاريخيا مع الحقائق التاريخية ، حيث إن المصريين القدماء لم يعرفوا عملية الشنق وهذه الأحداث ليس لها أي سند تاريخي ، فهذه المشاهد لم تحدث نهائيا ولم يثبت تاريخيا إنها حدثت.

ويشير الفيلم إلى أن اللعنات على مصر كانت بسبب ظلمهم ليهود موسى، وفى نهاية الفيلم يعود موسى لزوجته ومعه أتباعه، لتسأله: (هل عدت وحدك ؟) فيرد قائلا : "لقد نجوت بالصفوة"، أي شعب الله المختار ، في إشارة عنصرية واضحة.

لجنة علمية لمتابعة الفيلم
ومن جانبه شكل وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور لجنة علمية خارجية برئاسة الدكتور محمد عفيفى وعضوية رئيس الرقابة د.عبدالستار فتحى ، واثنين من أساتذة الآثار المصرية ، لمشاهدة الفيلم وكتابة تقريرهم عن ذات الفيلم، وجاء تقرير اللجنة العلمية مطابقا تماما لما ورد في تقرير لجنة الرقباء، ليؤكدوا نفس المغالطات التاريخية، ويوصوا بعدم عرض الفيلم نهائيا لأنه يعطى صورة ذهنية مزيفة وخاطئة ومغلوطة عن تاريخ مصر.

وأعربت وزارة الثقافة المصرية عن أمنيتها في التصريح بعدم عرض الفيلم "إلا أن هذا قد يؤدى إلى تسريب تلك الأفكار المغلوطة التي يبثها الفيلم ، لجيل يستقى معظم معارفه وثقافته عبر تلك الأفلام، والتي تضرب التاريخ المصري في مقتل، ولذلك توصى اللجنة برفض الفيلم ، وعدم عرضه في دور العرض المصرية ".

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com