ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الإحتفال بعيد ميلاد يسوع المسيح الناصرى فى الشرق والغرب

نادر محمد | 2014-12-21 08:49:51
بقلم - نادر محمد
للمسيحيين ثلاثة أعياد مهمة وهم عيد الميلاد وعيد القيامة وعيد حلول الروح القدس (على تلاميذ المسيح بعد القيامة بخمسين يوم), إلا أن بالنسبة للمسيحيين الشرقيين يمثل عيد الميلاد عيدهم الصغير وعيد القيامة عيدهم الكبير, على العكس من الغرب الذى يعد عيد الميلاد أهم أعيادهم على الإطلاق.
 
تفسير أسماء يسوع المسيح الناصرى الذى نحتفل بعيده
إسم يسوع فى اللغة العبرية يعنى الله هو المساعدة أو النجدة أو الخلاص.
إسم  المسيح: كان المسح فى إسرائيل القديمة بالزيت على إسم الله من أجل التكريس لرسالة, فالمسيح عندهم هو المرسل من قبل الله. كان المسح بالزيت يتم.
أولا: للملوك: 1- كما فى سفر صموئيل الأول, الأصحاح التاسع, أية ١٦, ( غدا في مثل الان ارسل اليك رجلا من ارض
بنيامين فامسحه رئيسا لشعبي اسرائيل فيخلص شعبي من يد الفلسطينيين لاني نظرت الى شعبي لان صراخهم قد جاء الي).
2- كما فى سفر صموئيل الأول, الأصحاح العاشر, الأية الأولى, ( فاخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على راسه وقبّله وقال اليس لان الرب قد مسحك على ميراثه رئيسا.)
 
3- كما فى سفر صموئيل الأول, الأصحاح السادس عشر, الأيتان ١٢و ١٣ (12 فارسل واتى به.وكان اشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر.فقال الرب قم امسحه لان هذا هو. 13 فاخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط اخوته.وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا.ثم قام صموئيل وذهب الى الرامة.).
4-كما فى سفر الملوك الأول, الأصحاح الأول, أية ٣٩, ( 39 فاخذ صادوق الكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح سليمان.وضربوا بالبوق وقال جميع الشعب ليحي الملك سليمان.)
 
ثانيا للكهنة: 1-كما فى سفر الخروج, الأصحاح التاسع والعشرين, الأية السابعة, 7 وتاخذ دهن المسحة وتسكبه على راسه وتمسحه.
2- سفر اللاويين أصحاح ٨ أية ١٢, 12 وصب من دهن المسحة على راس هرون ومسحه لتقديسه.
ثالثا للأنبياء وهذا كان نادراً:
1- كما فى سفر الملوك الأول, الأصحاح ١٩, أية ١٦, ( 16 وامسح ياهو بن نمشي ملكا على اسرائيل وامسح اليشع بن شافاط من ابل محولة نبيا عوضا عنك.).
تفسير إسم  الناصرى: حيث أنه عاش أغلب حياته فى مدينة الناصرة, وفى تلك المدينة أيضا بشر رئيس الملائكة جبرائيل السيدة العذراء مريم بميلاده.
أقدم المصادر المسيحية لمعلوماتنا عن يسوع المسيح هى رسائل بولس الرسول والتى تعد أقدم من الأناجيل, إلا أن بولس لم يذكر الكثير عن يسوع إلا ما قد سمعه من التلاميذ عنه. ترجع تلك الرسائل للعام العشرين بعد موت السيد المسيح أى حوالى سنة ٥٠ ميلادية.
من المصادر التاريخية الغير مسيحية عن المسيح والمسيحيين كتابات تاسيتس(55-120م) , بلينيوس الأصغر (61 – 112 تقريبًا), كذلك ما كتبه المؤرخ اليهودى يوسيفوس فلافيوس (38-10).
 
الهدف من الإشارة لتلك المصادر هو محاولة التأكيد على المجئ الأول للمسيح, حيث أن هذا المجئ مؤكد لكلا من المسيحيين والمسلمين إلا أن اليهود لا يؤمنون به مازلوا ينتظروا مسيحهم حتى الأن. المجئ الأول للمسيح مرتبط بالإيمان برسالة للمسيح,
 
هذة الرسالة بالنسبة للإخوة المسيحيين هى الخلاص من الخطيئة الأزلية لأدم وحواء فى حق الله, والفداء بنفسه من أجلهم, إلا أنه له رسائل أخرى فى المٌثل العليا ولكن الإخوة المسيحيون لا يركزوا عليها مثل التركيز على الخلاص والفداء, هذة الرسائل الأخرى وهى بديهية لمسيحيي الشرق هى حب الجيران والصدق والتواضع والتوبة عن المعاصى.
 
أما بالنسبة لإيمان المسلمين بالمجئ الأول للمسيح مرتبط بدعوة الناس لعبادة الله الواحد الأحد, والتبشير بنبى يأتى من بعده وهو النبى محمد.
بالنسبة للمجئ الثانى للمسيح طبقا للاهوت المسيحى هو مجئ فى أخر الزمان حيث ستٌبدل الأرض غير الأرض والسماء غير السماء بهذا المجئ سوف يتم به خلاص البشر تماما.
 
وقت و مكان الميلاد المسيح:
يت لحم هى مسقط رأس يسوع المسيح ومعنى إسم المدينة بيت الخبز .
حيث أن الكنيسة الأولى هى كنيسة شهداء فإن ما كان يهمها هو عيد النياحة وليس عيد الميلاد, إلا أنه يمكن الميل إلى ميلاد السيد المسيح فى العام السابع قبل بدء ميعاد حساب وقتنا وما نطلق عليه التقويم الميلادى (-7), الدليل على ذلك هو التاريخ الموثوق فيه لموت الملك هيرودوس الأول ملك اليهود فى العام الرابع قبل بدء تقومينا (-4), إلا أنه مات وقد بلغ سن المسيح ما يزيد على ٣ سنوات قضاها فى مصر طبقا لبردية أثرية بجامعة كولونيا بألمانيا, فميلاد المسيح يقع فى الفترة ما بين (-7 و 4-) من تقويمنا الميلادى.
 
بالنسبة لتحديد يوم الميلاد, أميل لرأى إكليمندس الإسكندري (150 وتوفي بين عامي 211 و 215), الذى يراه فى ٢٠ مايو (Stromata I, 145, 6), فبعد الختان فى اليوم الثامن ٢٨ مايو, ومسيرة ثلاثة أيام من القدس لرفح, تدخل العائلة المقدسة فى الأول من يونيو أرض مصر, كما تحتفل الكنيسة القبطية بعيد دخول العائلة القدسة إلى مصر حتى يومنا هذا.
 
ذكر رواية الميلاد في إنجيلي متى ولوقا:
 عناصر الرواية الإنجيلية للميلاد مفادها أن العذراء مريم قد ظهر لها الملاك جبرائيل مرسلاً من قبل الله وأخبرها أنها (ستحبل بقوّة الروح القدس بطفل يكون عظيمًا وإبن العلي يدعى, ولن يكون لملكه نهاية), [لوقا 1/32] وعندما إضطرب يوسف النجار خطيب العذراء مريم من روايتها ظهر له الملاك أيضًا في الحلم تصديقًا لرواية مريم وتشجيعًا له, إلا أن  أغسطس قيصر طلب إحصاء سكان الإمبراطورية الرومانية تمهيدًا لدفع الضرائب, لذلك سافر يوسف النجار مع العذراء مريم من الناصرة وكان حينها قد ضمها إلى بيته كزوجته دون أن تنشأ بينهما علاقة زوجية, وعند وصولهما إلى بيت لحم لم يجدا مكانًا للإقامة في فندق أو نزل وحان وقت وضع مريم, فبحسب إنجيل لوقا وضعت طفلها في مذود ولفته بقماط. [لوقا 2/7].

في غضون ذلك، كان ملاك من السماء قد ظهر لرعاة  في المنطقة مبشرًا إياهم بميلاد المسيح, وظهر في إثره جندٌ من السماء حسب المصطلح الإنجيلي, مُسبحين وشاكرين, أما الرعاة فقد زاروا مكان مولده وشاهدوه مع أمه ويوسف وانطلقوا مخبرين بما قيل لهم من قبل الملاك, ولذلك هم أول من إحتفل بعيد الميلاد وفق التقليد. ولعلّ زيارة المجوس الثلاثة هي من أشد الأحداث اللاحقة للميلاد ارتباطًا به, ولا ُيعرف من رواية إنجيل متى عددهم غير أنه قد درج التقليد على إعتبارهم ثلاث للهدايا الثلاث التي قدموها وهي الذهب والبخور والمر, [متى 2/11] بعد أن سجدوا له. وقد قام نجم من السماء بهداية المجوس من بلادهم إلى موقع الميلاد.

أما أبرز الأحداث اللاحقة للميلاد فهي ختان يسوع في القدس، وهرب العائلة إلى مصر خوفًا على حياته من هيرودوس الذي أراد قتله, ومن ثم عودة العائلة من مصر بعد وفاة الملك. ويذكر أيضًا، أن عيد الميلاد هو عيد ميلاد يسوع المسيح بالجسد أما من حيث الوجود, فهو منذ الأزل, وبالتالي وكما جاء في قانون الإيمان هو مولود غير مخلوق.
 
الإحتفال بعيد الميلاد:
العيد الوثنى الأب لعيد الميلاد فى الغرب هو عيد الشمس المنتصرة الذى يجسد الإمبراطور الرومانى نفسه, الذى أدخل هذا العيد هو الإمبراطور الرومانى أورليانوس (212 - 275 ) سنة ٢٧٤ ميلادية. ولكن منذ منتصف القرن الرابع وتزامن الإحتفال بعيد الميلاد مع عيد دورة شمس الشتاء (336) , لإظهار إنتصار المسيحية على الوثنية, ليكون ميلاد المسيح شمس البر خير من عيد الإمبراطور والشمس المنتصرة, هذا المسيح المولود فى عائلة متواضعة وأول من أستقبله فى هذا العالم كان رعاة بسطاء ولكن فى هذا الفقر أشرقت عظمة السماء.
 
مظاهر عيد الميلاد:
مسيرات وإحتفالات وتبادل للهدايا وغيرها من العادات الرومانية والجرمانية القديمة أو الغير مسيحية مثل الشمع والأشجار ونجوم عيد الميلاد. فتكثر الأضواء على سبيل المثال بسبب التنافس القديم مع العيد الرومانى القديم للشمس المنتصرة, إلا أن مسرحيات وعروض عيد الميلاد لها أساس طقسى كنسى. يأكل الأوروبيين سمك الشبوط الشائع والأوز.
 
أشهر عيظات عيد الميلاد:
يوحنا ذهبى الفم سنة ٣٨٨ فى أنطاكية.
غريغوريوس النزينزي (اللاهوتي) سنة ٣٧٧ فى القسطنطينية
غريغوريوس أسقف نيصص سنة ٣٨٢ فى كابادوكيا
بالإضافة إلى وعظتى أوغسطينوس وأمبروسيوس من أباء الكنيسة اللاتين.
 
عيد الميلاد فى الفن المسيحى القديم:
1.أقدم رسمة لعيد الميلاد فى كاتكومب روما وتوايت مسيحية من القرن الرابع الميلادى وهو نفس بدء الإهتمام بعيد الميلاد, تلك الرسوم البدائية لميلاد السيد المسيح توضحه راقدا فى سلة صغيرة داخل كوخ بلا سقف ويتوجه له حمار وثور وتجلس السيدة العذراء مريم بجواره وكأنها لم تشارك فى الحدث.
2. فى القرن السادس الميلادى نقل الفن البيزنطى الحدث من الكوخ إلى كهف وأدخل ملائكة ورعاة مبجلين المسيح الطفل, والعذراء ترقد كمشاركة فى الحدث.
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com