ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

النيابة بـ«مذبحة بورسعيد»: المتهمون ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية

المصر اليوم | 2014-12-21 07:44:06

 واصلت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة فى أكاديمية الشرطة، أمس، جلسات إعادة محاكمة المتهمين فى قضية «مذبحة بورسعيد» التى راح ضحيتها ٧٤ من أعضاء ألتراس أهلاوى والمتهم فيها ٧٣، بينهم ٩ قيادات أمنية، والتى جرت أحداثها عقب مباراة المصرى والأهلى.

 
واستمعت المحكمة لمرافعة النيابة التى طالبت بالقصاص من المتهمين وتوقيع أقصى عقوبة عليهم لارتكابهم جرائم لا صلة لها بالإنسانية، إذ ذبحوا الضحايا غدرا وكسروا عظام رقابهم وقررت المحكمة التأجيل الى جلسة اليوم لسماع مرافعة الدفاع.
 
بدأت الجلسة فى ١٠.٣٠ صباح أمس، برئاسة المستشار محمد السعيد محمد وعضوية المستشارين سعيد عيسى حسن وبهاء الدين فؤاد توفيق وحضور طارق كروم ومحمد الجميل، وكيلى النيابة، وأمانة سر محمد عبدالستار وأحمد عطية، ونبه القاضى المتهمين وأهاليهم بعدم مقاطعة النيابة عند الترافع،
 
وبدأ ممثل النيابة مرافعته بتلاوة القرآن، ثم طالب المحكمة بالضرب بـ«يد من حديد» على من تعدوا على حق البشر وحياتهم حتى تنقذ المجتمع من لهيب القسوة والغدر والخيانة.
 
ووصفت النيابة القضية بأنها حلقة من حلقات المتعصبين الذين أسالوا الدماء عقب ثورة شعبية كانت تهدف إلى مستقبل زاهر، لكن بعد هذه الفترة شهد المجتمع انحرافاً مجتمعياً وأخلاقيا عند بعض المدفوعين ضد الوطن.
 
وتابعت النيابة: «لا عيب فى انتماء مجموعة معينة إلى ناد من الأندية لأن هذا شعور صادق، لكن لا يجب فرض الفكرة بالقوة على المجتمع ويكون عرض وجهات النظر عن طريق الحوار، وما تتعرض له البلاد هو تعصب هدام لوحدة وكرامه المجتمع والدولة».
 
وبكى أهالى الضحايا عندما قال ممثل النيابة إن المتهمين ارتكبوا جرائم لا صلة لها بالإنسانية، حيث ذبحوا المجنى عليهم بدم بارد وتعاملوا معهم بقسوة بإلقائهم من أعلى المدرجات بعد كسر عظام رقابهم.
 
ونظر ممثل النيابة إلى قفص الاتهام وقال إن الموجودين فيه هم نتاج شر البشر ثقافتهم الهمجية ولم تعرف قلوبهم الرحمة ولديهم رجس من عمل الشيطان وعاثوا فى البلاد خراباً وتكالبوا على فرائسهم وقتلوهم بدم بارد.
 
وتابع: «هؤلاء الصبية المتهمون بالقضية حولوا ملاعبنا لساحات للتنافس وشوهوا آذاننا بهتافات بذيئة بعد اختلاط المفاهيم لديهم وأصبحت مبادئهم الفوضى العارمة وكانوا بسلوكهم مدخلاً لأن تصبح الساحات الرياضية فى مصر مسرحاً للحروب، ونجح بعضهم فى تشويه اسم مصر إلى أكثر البلاد دموية وإجراماً، وخفضت راية البلاد بعد أن كانت الكرة المصرية معروفة فى العالم وحقق منتخبنا انتصارات القارة السمراء»، وأشار إلى أن التعصب هو الذى أدى إلى وقوع تلك الجرائم، حيث لطخ بدماء المجنى عليهم الذكية استاد بورسعيد.
 
وتابع: «نسألكم قصاصا لـ٤٣ زهرة من شباب مصر، نطالب عدلاً فى شأن جماعات الفوضى والتعصب يكون رادعاً لكل من تسول له نفسه سلب الأرواح وهدم دولة القانون، ونسألكم قضاء يكون نبراسا لأسر فقدت أبناءها، باسم كل أم وأب وكل من روعه الحدث ومجتمع هالته الفاجعة ودولة دمرها المارقين من أبنائها.. أنزلوا على المتهمين عقوبة مزلزلة لتعيد قيم الحق وأعيدوا للوطن بسمته، واقتلعوا فتنة التعصب من بلادنا».
 
وسردت النيابة خلال مرافعتها وقائع الدعوى مؤكدة أنها حققت فى الواقعة ولم تترك دليلاً إلا وحققت فيه والله هداها إلى أنها إزاء واقعة جنائية بحتة لا سياسية، وتوصلت إلى أن هؤلاء المتهمين هم القتلى، اتخذوا من الرياضة ستاراً لتخفى وحشيتهم ورغبتهم المسمومة فى الانتقام وسبقت الواقعة عبارات مشحونة بالبغض تدل على وجود رغبه مبيتة على القتل وارتكاب مذابح دموية ووضعت الخطة لرفع راية الدم، وتم إعداد الأدوات والأسلحة البيضاء والألعاب النارية واختير استاد بورسعيد ليجدوا موقعاً للجريمة الدموية للقضاء على الفريق المنافس وتم توزيعهم على المدرجات بإحكام من جميع الجهات وعندما بدأت ساحة النحر يسهل القضاء على الذبيحة.
 
وسرد ممثل النيابة وقائع الدعوى بقوله إن المتهم توفيق مالكان فصل التيار الكهربائى مرة واحدة عمداً ما تسبب فى زيادة الكارثة، وهذا بناء على أقوال الشهود.
 
وأضاف أن المسؤولية تقع على جميع مسؤولى وموظفى النادى المصرى، وذلك بعد رصد الرسائل التحذيرية والتهديدية والتى تؤكد وجود مذابح وحرب ألفاظ بذيئة ولم يلتفت لها أحد، إلى جانب اجتماع رابطتى ألتراس مصراوى وألتراس جرين إيجلس قبل المباراة واتفاقهم على قتل المجنى عليهم. وأوضحت النيابة أن المتهم العقيد محمد سعد كان مسؤولاً عن المدرج الشرقى وتساءل: أين كان هذا الضابط وقت صرخات الضحايا بينما أغلق باب المدرج بالقفل، ولم يظهر إلا بعد وقوع البوابة بربع ساعة، مؤكداً أن غيابه عن مكان خدمته تسبب فى تفاقم الحادث، ولولا العناية الإلهية وانهيار البوابة لزاد عدد الضحايا.
 
وتحدث ممثل النيابة عن المتهمين من ٦٢ وحتى ٦٣ و٦٤ و٦٥ ومن بينهم مدير أمن بورسعيد الأسبق ومساعدوه الثلاثة، إذ أصر الأول على إقامة المباراة رغم التحذيرات ووقف مساعدوه الثلاثة مكتوفى الأيدى ولم يعترضوا وتمت إقامة المأساة.
 
وقال إن المتهم عصام سمك تواجد فى أرض الملعب وشهد الأحداث وشهد مدير مكتبه بإدانته، والمتهم مساعد مدير الأمن شاهد تكدس الجماهير وباعترافه لم يحاول إنقاذهم وفتح الباب، وجاء ذلك باعترافه بأنه فقد التركيز ولم يستطع التصرف، وكذلك باقى مساعدى مديرى الأمن الذين رأوا الباب ينهار ولم يحركوا ساكناً.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com