افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى صالة الركاب ٢ بمطار الغردقة، أمس، وأعمال التطوير فى المطار، بتكلفة ٢.٤ مليار جنيه، وبطاقة استيعابية ٧.٥ مليون راكب، وحرص خلال جولته بالمطار على الحديث للسائحين، ومصافحتهم، فيما أدار حديثا مع سائحين روس، وطالبهم بنقل ما شاهدوه فى مصر من أمن وأمان للخارج، ونقل صورة إيجابية عنها.
وألقى الرئيس السيسى كلمة خلال الافتتاح، أكد فيها أن المصريين كتلة واحدة، وستظل دائما واحدة ومتحدة مهما كانت الظروف والتحديات، مشيرا إلى أن هذا الشعب لا يخاف من أحد أو تنظيم، وأن هناك أطرافا كثيرة تتخوف من تحرك الشعب المصرى خلف قيادته المنتخبة.
ودعا «السيسى» الشعب إلى التمسك بوحدته من أجل مصر، قائلا: «نختلف فكريا، لكن لا نختلف أبدا على بلدنا أو ننقسم مهما حدث، ومحدش هيقدر على مصر طول ما أهلها متماسكين، ومفيش حاجة اسمها نظام أو غيره، فيه حاجة اسمها بلد، اسمها مصر، بمؤسساتها، وإعلامها، وجيشها، وقضائها، وأى أحد يتم تغييره يأتى من يخلفه، لكن يجب أن يكون المبدأ لدينا هو أن نكمل الطريق بالدولة المصرية، دون أشخاص».
وقال «السيسى» إن مرحلة ارتباط مصر بالأنظمة انتهت، وإنها من الآن فصاعدا ستكون دولة مؤسسات لها خطة تنفذها وفقا لاستراتيجية محددة حتى إذا ما رحل الأشخاص، فإن البلد باق، مشيرا إلى أن ما فعله الشعب المصرى فى ثورة ٣٠ يونيو يعتبر تحديا للأمة وانتصارا لها.
وأضاف «السيسى»: «لا أحد يستطيع أن يعود بمصر إلى الوراء، وهذا ليس كلاما من أجل خاطر الناس، فأنتم يا مصريين غيرتم الدنيا كلها، والأربع سنوات الماضية علمتنا كثيرا، والمصريون هم من سيمنعون أى شخص لا يمثل إرادتهم، وكل مصرى يخاف على بلده ويقدرها جيدا، ولو عاوزين نموت عشان خاطر بلدنا هنعمل كده».
وشدد «السيسى» على أن العمل والثقة والصبر هى مفتاح النجاح لهذا البلد، والفترة المقبلة ستشهد حجم عمل وجهد كبير جدا على جميع المستويات، وسيتم افتتاح مشروعات عملاقة، محذرا من محاولات البعض بث روح الفرقة بين المصريين، وقال: «محدش من فضلكم يفرقكم عن بعضكم، ولازم نكون كتلة واحدة، ومحدش يتدخل بينى وبين المصريين، لأن الشعب هو من يأتى بالحاكم».
وقال «السيسى» إن المصريين يجب أن يضعوا أمام أعينهم الحوادث الإرهابية المختلفة التى تشهدها العديد من بلدان العالم، مستشهدا بعدد من الحوادث التى وقعت مؤخرا فى باكستان، حيث قتل ٩ من الإرهابيين ١٤١ تلميذا فى مدرسة، وكذلك احتجاز رهائن فى مدينة سيدنى بأستراليا.
ووجه الرئيس المسؤولين فى وزارة الطيران المدنى إلى ضرورة الانتهاء من أعمال الحقل الجوى لمطار الغردقة خلال مدة لا تزيد على ٤ أو ٥ أشهر على أقصى تقدير، بعدما كان مقدرا لها عاما كاملا، إلى جانب تقليل التكلفة المقدرة بـ٤٥٠ مليون جنيه، والتفاوض مع الشركات المنفذة لهذا المشروع للوصول إلى أفضل عروض ممكنة لتقليل التكلفة الإجمالية.
وأشار «السيسى» إلى أن مصر فى الوقت الراهن لا يمكن أن تعمل وفقا للمعدلات التقليدية، ولابد أن يراعى كل مقاول أو رجل أعمال أو شركة وطنية، ضرورة تقليل مكاسبهم لصالح خدمة التنمية فى مصر فى المرحلة المقبلة.
كما افتتح الرئيس أعمال تطوير ميناء الغردقة البحرى، بتكلفة ١٧٠ مليون جنيه بما يسهم فى استقبال الأفواج السياحية، وتقديم الخدمات لهم على رصيف الميناء وتطوير منظومة إجراءات للركاب والمصرين العاملين بدول الخليج العربى.
وقال الرئيس السيسى، على هامش الافتتاح، إن القوات المسلحة تنظم عمل الشركات المدنية التى تنفذ المشروعات القومية، لافتاً إلى أن الشركات الوطنية، والعمالة المصرية تشارك بما يزيد على ٩٠% من الأعمال الهندسية التى يتم تنفيذها فى الفترة الراهنة.
وأوضح أن التكلفة الإجمالية لمشروع إنشاء طرق بمسافة ٣٤٠٠ كيلو متر، تبلغ نحو ٣٤ مليار جنيه، داعياً إلى ضرورة تقليل النفقات الخاصة بعمليات الإنشاء والتفاوض مع الشركات المنفذة على تخفيض المبالغ المالية المطلوبة.
وافتتح الرئيس السيسى، أعمال تطوير العبارة السريعة «الرياض»، التابعة لشركة القاهرة للعبارات التى تمتلكها وزارة النقل، وحينما بدأ اللواء حسين الهرميل، رئيس الشركة، ومحمد فتحى حسن، ربان المركب، شرح عمل المركب، وأنها تنقل «المصريين الغلابة العاملين فى الخليج»، استوقفهم الرئيس، وقال: العاملون المصريون دول مش غلابة، دول غلابة أوى أوى، أرجوكم أرجوكم اهتموا برعايتهم ومعاملتهم، لأنهم يستحقونها.رافق الرئيس، خلال الافتتاح، المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وهانى قدرى دميان، وزير المالية، وحسام كمال، وزير الطيران المدنى، وهشام زعزوع، وزير السياحة، وأشرف العربى، وزير التخطيط، وعادل لبيب، وزير التنمية المحلية، ومحافظ البحر الأحمر.
من جانبه، قال حسام كمال، وزير الطيران، إن افتتاح المبنى الجديد فى مطار الغردقة سيعزز من الطاقة الاستيعابية للمطار، لتصل إلى نحو ١٣ مليون راكب، من ركاب الرحلات الدولية والمحلية، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للمبنى الجديد نحو ٧.٥ مليون راكب، مشيرا إلى أنه مزوّد بمدرج جديد للطائرات بطول ٤ كيلومترات، ومواز للمدرج الحالى لخدمة أحدث الطائرات، ويتكون من ٣ طوابق بمساحة إجمالية حوالى ٩٠ ألف متر مربع (بطول حوالى ٧٥٠ مترا وعرض ١٣٥ وارتفاع ٢٠ مترا)، ويوفر المبنى فصلا تاما بين المغادرين والقادمين ويحتوى على جميع الصالات والخدمات لتأمين راحة الركاب والزائرين. وأضاف «كمال» أن المبنى الجديد يضم ١١ بوابة مغادرة متصلة بالطائرات بواسطة جسور مباشرة، إلى جانب ٩ بوابات مغادرة لخدمة الطائرات البعيدة بواسطة حافلات، كما يضم المبنى الجديد ٧٢ كاونتر حجز لتسجيل المغادرين وتسلم الحقائب، إضافة إلى ٢ كاونتر لخدمة الأمتعة كبيرة الحجم، منها ١٨ كاونتر لتوثيق حجوزات الركاب المغادرين و١٦ كاونتر لتوثيق جوازات الركاب القادمين، ويضم أيضا نظام نقل حقائب آليا يحتوى على ٦ سيور لنقل أمتعة الركاب المغادرين، و٩ سيور كهربائية لتسلم أمتعة الركاب القادمين.
وأوضح «كمال» أن المشروع يشمل ٥ مراحل أمنية لمراقبة أمتعة المسافرين طبقا لأحدث المعايير العالمية، كما تم تأمين طريق سيارات منفصل للسفر والوصول على مستويين وأماكن لانتظار عدد حوالى ١١٥ حافلة و٨٥ سيارة، إلى جانب أماكن صف الحافلات والسيارات على رصيف المبنى بطول ٣٢٥ مترا.
واستعرض المهندس هانى ضاحى، وزير النقل، استراتيجية الوزارة لتحديث وتطوير منظومة النقل البحرى والموانئ المصرية للمساهمة فى عملية التنمية التى تشهدها البلاد ومواكبة الزيادة المتوقعة خلال الفترة المقبلة من الحركة التجارية والسياحية بالبلاد. وقال وزير النقل إن الوزارة وضعت خطة لتطوير ٥ موانئ على البحر الأحمر، هى نويبع والأدبية وبور توفيق وسفاجا والغردقة، بتكلفة ٨٠٠ مليون جنيه، تم افتتاح ٢ منها هى نويبع والغردقة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com