تحدثنا فى مقال الأسبوع الماضى عن بعض الأفكار التى يمكن إذا تم تطبيقها وتبنتها الحكومة أو الرئيس أن تسهم فى بناء الدولة عبر أفكار مبتكرة، وطرحنا عدة أفكار تحتاج إلى تطبيق، وفتحنا باب المشاركة من القراء الأعزاء وقبل أن نستعرض بعض الرسائل التى وصلتنا نعرض لفكرة أيضا ربما تسهم فى خفض استهلاك المياه العذبة أو مياه الشرب فى مصر، خاصة أننا نتجه إلى الفقر المائى خلال السنوات المقبلة وبسرعة. الفكرة تتلخص فى التالى: معروف أن هناك حوالى ٧ ملايين سيارة تجرى فى أنحاء الجمهورية وأن هناك آلاف محطات البنزين وغسيل السيارات التى تستخدم المياه العذبة فى غسيل السيارات.. صحيح أنها تدفع ثمن هذه المياه بالسعر التجارى ولكن هذا السعر التجارى لا يمثل القيمة الحقيقية لسعر المياه فى ظل الأزمة التى نعانيها.. ومعروف أيضا أن مصر بها مناطق تنقطع عنها مياه الشرب ١٢ ساعة يوميا، كى يتم ضخ تلك المياه إلى مناطق أخرى كى تشرب، فى الوقت الذى يتم فيه استخدام المياه الحلوة فى غسيل ملايين السيارات يوميا.
إذن الحل يكمن فى إلزام محطات تموين وغسيل السيارات «البنزيمات» بإنشاء وحدة معالجة للمياه تقوم بإعادة ضخ المياه المستخدمة على أن تتم مساعدتهم فى إنشاء تلك الوحدات بمعرفة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبالتالى نرشد ملايين الأمتار المكعبة من المياه النظيفة، إضافة إلى تفعيل قوانين تجريم إهدار المياه العذبة.
ننتقل إلى رسالة من القارئ محمد عبدالعزيز محمود الذى أرسل جملة من المقترحات يقترح فيها:١- اختيار مشكلة واحدة فقط لحلها لمدة سنتين أو ثلاث - بحيث يتم التركيز وتوفير الأموال والجهود، مثل محو الأمية، أطفال الشوارع، العشوائيات، سكان المقابر، التلوث.
٢- أن يتم عقد مؤتمر أهلى لمناقشة هذه الأمور.
٣- تشكيل أمانة عامة لهذا المؤتمر من الشخصيات العامة المشهورة بالصدق والوطنية والإخلاص.
٤- الاستفادة من الخبرات المصرية فى الداخل والخارج فى هذا الشأن.
٥- الاستفادة من تجارب دول العالم (إيران الشاه محت الأمية فى سنتين..أغلقت الجامعات لمدة سنة وأنزلت الضباط والصف والأساتذة وطلاب الجامعات للريف.. وكوريا الجنوبية وجهت ٨٠% من دخلها للتعليم والبحث العلمى لمدة سنتين فكانت الطفرة).. وتجربة البرازيل لحل مشكلة «أطفال الشوارع » والتجارب كثيرة.. فلنأخذ منها ما يُناسبنا.
٦- إغراء الجمعيات الكبرى العاملة الآن بالتخصص فى عمل اجتماعى خدمى واحد فقط.
٧- يمكن تشكيل لجنة لتوفير الموارد (حفلات ومباريات خيرية، فرض ٣% فقط على تذاكر السينما الفاخرة، وعلى عقود الفنانين ولاعبى الكرة، وتراخيص ومخالفات المرور).
ورسالة أخرى من الأستاذ الدكتور نصار عبدالله أستاذ فلسفة القانون، يقترح فيها حلا لمشكلة محلية جدا فى محافظة سوهاج تتعلق بكوبرى سوهاج الذى أصبح شكله مزريا، يقول عنها: الكوبرى كان فى أيام افتتاحه الأولى نظيفا ولامعا بحيث أصبح فى تلك الحقبة متنزها رائعا لكل راغب فى التريض.. ثم تكدست الأتربة على جوانبه فأصبح منظره مفزعا.. ولقد سبق لى أن نشرت اقتراحى فى الأهرام منذ سنوات وخلاصته أن يقوم مجلس المدينة بشراء مضخة شفط مياه من النيل مباشرة وبذلك يغتسل الكوبرى ويصبح لامعا دون تكلفة تذكر، ويومها اعترض أحد المسؤولين على اقتراحى بحجة أن المياه سوف تتسبب فى تلف الأسفلت، وأظن أن هذه الحجة غير صحيحة لأنى شاهدت بنفسى شوارع وسط القاهرة وهى تغسل يوميا فى مطلع الستينيات من القرن الماضى، وكانت تبدو بعد غسيلها لامعة كالأبنوس ولم يقل أحد يومها إن غسيل الأسفلت يتلفه (اللهم إلا إذا كان هذا اكتشافا لاحقا).
المختصر المفيد
مصر مش ناقصها دين.. مصر ناقصها علم.. المفكر الكبير جمال البنا
charlcairo@gmail.com
نقلا عن المصري اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com