بقلم على سالم
فى دورى الصلح العربى، وعلى استاد جامعة الدولة العربية، أقيمت المباراة بين قطر ومصر، وكان الحكم سعوديا ومساعدوه إماراتيين. ولحساسية المباراة حدث تعديل فى قانون اللعبة العالمى، تقرر ألا يلعب الفريقان على ملعب واحد بل على ملعبين متجاورين، وكان تعليق الفيفا على هذا التعديل: أنتم أحرار فى الطريقة التى تلعبون بها.
من مكانى فى مصر لا أستطيع وصف ما يحدث فى الملعب القطرى، ولذلك سأعتمد على شاشة التليفزيون الموجودة أمامى.. نزل الحكم ومساعدوه إلى الملعب، كما تشاهدون حضراتكم هو ينظر فى ساعته، يتلفت حوله.. المباراة على وشك أن تبدأ، يضع يده فى جيبه ليخرج الصفارة، لحظات ارتباك وحيرة، يفتش جيوبه كلها فى عصبية، هو لا يجد الصفارة، أحد المساعدين يسرع ويعطيه صفارة. انتهت مشكلة الصفارة لتبدأ مشكلة الكرة، يبدو أن الشخص المكلف بإحضار الكرة لم يحضرها لسبب ما.. صاح الحكم غاضبا: الكرة فين.. ولّا احنا جايين نلعب حاجة تانية؟
هرج ومرج، صيحات.. هات الكورة يا عبده.. الكورة مع مين يا جدعان؟ شوف الكورة راحت فين يا سيد.
المذيع الداخلى يقول: أيها السادة.. كله تمام.. لم يسرق أحد الكرة أو يخفيها.. اتضح أن الكرة فى الملعب القطرى.. الحمد لله.. أطمئن حضراتكم.. ستبدأ المباراة بعد لحظات.
من مكانى، وبمتابعة شاشة محطة الجزيرة، هى لاتزال تتابع برامجها المعتادة. لم تنتقل إلى الملعب بعد. كما ترون حضراتكم لقد انتهى لاعبونا من التسخين وطلب منهم المدرب الجلوس على الخط لعدم إضاعة جهدهم قبل المباراة.. نحن الآن جميعا فى انتظار أن يشوط أحد اللاعبين الكرة شوطة قوية توصلها إلى الملعب المصرى.
بلغنى الآن أن الحكم ومساعديه يجرون اتصالات تليفونية بالمسؤولين عن ملعب قطر ليعرفوا منهم الموعد الذى سيبدأون فيه اللعب. بالطبع لست أعرف فحوى هذه المكالمات ولا ماذا قال الجانب القطرى.. خير خير إن شاء الله خير. لازم حايلعبوا الكورة طبعا.. أمال حايعملوا إيه؟
اسمحوا لى أوجه التحية للجمهور الصامد، هم واثقون أنهم سيشاهدون مباراة قوية ولذلك لم يغضبوا من التأخير.. ولكن لابد من القول إن عددا كبيرا منهم بدأ ينصرف لكى يلحق بمباراة الأهلى والزمالك على استاد القاهرة.
اتصل رئيس اتحاد كرة القدم فى مصر بمندوب قطر فى الجامعة العربية لكى يستفسر منه عن موقف قطر من المباراة، ولقد عرفت من مصدر مسؤول أن مندوب قطر أوضح أن السبب فى هذا التأخير هو أن مصر عند الاتفاق على هذه المباراة كانت تعمل بالتوقيت الصيفى، غير أن قطر فوجئت بعد ذلك بأن مصر انتقلت للتوقيت الخريفى ثم التوقيت الشتوى، وهو ما أحدث ارتباكا فى خطط اللعب، للأسف بعض اللاعبين فى هذه الأثناء سافروا إلى دبى، ولقد أرسلنا طائرات خاصة لإعادتهم إلى الملعب مباشرة.
انتقلت الآن محطة الجزيرة إلى الملعب.. فعلاً عدد من الطائرات تهبط إلى الملعب وينزل منها عدد من اللاعبين جاهزين للعب.. الحكم ينظر فى ساعته، يطلق صفارة البداية.. ينظر حوله، لا توجد كرة قدم.
هرج ومرج.. أين الكرة؟.. فين الكورة يا أحمد.. الكورة فين يا حضرات؟
لا توجد كرة ليلعبها أحد، وهذا هو ما يهدد دورى الصلح العربى بل ويضربه فى مقتل.
نقلآ عن الشرق الأوسط
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com