ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

فماذا نحن فاعلون؟

شريف رزق | 2014-11-29 13:59:53

بقلم شريف رزق
ينشغل كثيرون بالدفاع عن الإسلام، وهناك محاولات مستميتة للفصل بين سلوك الأفراد المنتمين للإسلام والإسلام ذاته. لكن عفواً ليست تلك هى القضية. وبنفس المنطق يحاول البعض الدفاع عن السيسى وكأنه فى وضع اتهام ويحتاج لمن يدافع عنه. ويحاول آخرون الدفاع عن أحداث 25 يناير وغيرهم عن 30 يونيو.

تلك الحالات الدفاعية تصل إلى حد من التطرف فى الدفاع مما قد يسىء للمدافع ولمن يدافع عنه.. ونأتى هنا للمثل الشهير عن الدبة اللى قتلت صاحبها.

الحقيقة أن التطرف الدينى فى العالم الإسلامى، وبصفة خاصة فى الشرق الأوسط، له عوامل متعددة، ليس أهمها بعض النصوص التى قد يساء فهمها، الموضوع له أبعاد أكثر خطورة وأهمية. والتطرف موجود فى كل شىء الآن فى الرياضة وفى العمل.. وغير ذلك.

يحدد عالم النفس الأمريكى ماسلو فى هرم الاحتياجات، الحاجات الفسيولوجية فى قاع الهرم ثم الأمان ثم الحب والانتماء ثم الاحترام وفى قمة الهرم تحقيق الذات. وعلى أساس فكرتى التوازن وهرم ماسلو يصبح من الواضح والجلى فشل كثير من الحكومات فى الشرق الأوسط لخلق ظروف حياتية تجعل من التطرف أمراً مستبعداً. فكلما فشل الإنسان فى تحقيق أساسيات الحياة، وبات لا يشعر بالأمان والحب والاحترام- أصبح فى مهب الريح وفى بؤرة أهتمام جماعات قتل الحياة وجلب التعاسة والشقاء.

القضية ليست فقط فى محاربة التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش والجهاد وأنصار بيت المقدس. المشكلة الكبرى هى أننا نخلق كل يوم متطرفين جدداً.

النظام التعليمى الفاشل فى مصر سوف يخلق متطرفين جدداً. وسوف ينمى الشعور بالذنب حين يحتفل البعض بالحياة، وسوف يظل ينتج رجال الدين من أمثال محمود شعبان وفتاواهم التى لا تنقطع عن أمور لا يعلمون عنها شيئاً، فيعلق لنا الشيخ محمود شعبان على مشروع قناة السويس

وهو بالأساس موضوع اقتصادى، وكأنه يملك كل الحقائق، ومن الواضح جهله الشديد بقواعد الاقتصاد، ومحمود شعبان ومن على شاكلته يجدون من يصغون لهم، ولو كان لدينا نظام تعليمى أفضل يساعد فى تنمية مهارات الحوار والتفكير النقدى ما خرج علينا هؤلاء بصوتهم الجهورى وفكرهم المضمحل وأفتوا فيما لا يعلمون.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com