"6 إبريل" وشباب الثورة يندمون على اجتماع "فيرمونت" بعدما أخلف الإخوان عهدهم
تحقيق: هدى زكريا " نقلاً عن العدد اليومى" فى حياة كل منا مواقف قد تدفعه يوما لمراجعة نفسه وطريقة تفكيره، بحثًا عن الأسباب التى جعلته يتبنى وجهة نظر أو رأيا سياسيا فى وقت ما، وتنقيبًا عن أسباب أخرى تجعله يتمسك برؤى جديدة،
وهذا ما حدث مع عدد من الشخصيات العامة والسياسية فى تاريخ مصر الحديث، حيث تنوعت مواقف عدد منهم وفقا للمستجدات التى طرأت فى حياتهم وظروف العمل المختلفة.
«اليوم السابع» تستعرض أبرز الشخصيات التى ندمت خلال عملها السياسى فى فترة ما بسبب تبنيها رأيا أو وجهة نظر رأت أنه من الأفضل التراجع عنها، بداية من الندم على دعم شخصية بعينها ووصولا إلى التراجع عن أيديولوجية فكرية بعينها وبالرغم من أن التأييد للمواقف السياسية يمكن اعتباره نتاج سباق سياسى معين إلا أن أصحابه قد يندمون عليه.
حمدى قنديل..لم يندم فى حياته قدر ندمه على تأييد مرسى
خلال جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية قبل الأخيرة التى كانت بين كل من الفريق أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسى الرئيس الأسبق، لم يجد كثير من القوى السياسية والشخصيات العامة مفرا من تأييد الأخير على اعتبار أنه رمز للدولة المدنية التى اشتاق إليها غالبية المصريين ولم يشهدوها منذ الخمسينيات من القرن الماضى، حتى وإن كانوا رافضين نظام جماعة الإخوان المسلمين وفكرها.
وكان من أبرز تلك الشخصيات الإعلامى حمدى قنديل الذى أعلن من قبل جولة الإعادة أنه مع المرشح السابق حمدين صباحى قلبا وقالبا، ولكن بعد خروج مرشحه كان من أشد الداعمين لمرسى الذى كان فى نظره واحدا من المنتمين لثورة الخامس والعشرين من يناير وليس له أى صله بنظام مبارك البائد، لذا تجب مساندته، وذلك على الرغم من الصيحات التى تعالت وقتها ودعت لمقاطعة جولة الإعادة برمتها، على اعتبار أن الاختيار بين الشخصيتين أمر فى غاية الصعوبة سيختلف شكل الدولة تماما فى عهد أى منهما.
وكان تأييد قنديل لمرسى على أساس حصول الأول على وعود تضمن مدنية الدولة وتحقق أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولكن بدأ قنديل يسلك اتجاه المعارضة بعدما وجد أن تلك الوعود لم تجد سبيلا على أرض الواقع واستمر مرسى فى تطبيق سياسة الصوت الواحد استجابة لرغبة جماعته بدءا من الإعلان الدستورى الذى اعترض عليه كثيرون ورأوا عدم شرعيته، مرورا بأحداث الاتحادية وطريقة تعامل النظام مع المعارضة وغيرها.
وأخيرا أعلن قنديل ندمه صراحة لدعمه مرسى قائلاً خلال ندوة على هامش معرض الكتاب الجزائرى: «لم أندم فى حياتى على شىء مثل ندمى على دعم محمد مرسى».
ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد الذى تراجع فيه قنديل، فعلى الرغم من أنه عرف بتأييده للدكتور محمد البرادعى منذ اندلاع شرارة الثورة وسانده فإنه أعلن صراحة أن الأخير لا يصلح لرئاسة مصر.
حسن البنا.. النادم على الدخول فى السياسة
أنشئت كجماعة دينية ذات هدف دعوى، على هذا الأساس فندت الروايات التاريخية، كما يروى القيادى المنشق عن الجماعة ثروت الخرباوى، سبب تأسيس جماعة الإخوان المسلمين لإمامها حسن البنا، حيث بدأت كجماعة دعوية وانتهى بها الأمر للانخراط فى العمل السياسى، ولهذا السبب ندم البنا على انخراط الجماعة السياسى، بعدما أراد تخصيص جناح نظامى منها للعمل السياسى، وآخر يتفرغ للدعوة، ولكنه فشل فى تحقيق هذا، حيث قال للشيخ محمد الغزالى: «لو استقبلت من أمرى ما استدبرت، لعدت بالإخوان إلى زمن المأثورات».
وتورطت الجماعة فى أعمال سياسية كثيرة منذ عهد البنا، وتعرض أعضاؤها للاعتقال أكثر من مرة قديمًا وحتى وقتنا هذا. ونتيجة لذلك كان انشقاق عدد كبير من قيادات الجماعة عنها مثل الدكتور محمد حبيب والمحامى مختار نوح والدكتور ثروت الخرباوى وغيرهم، بسبب اختلاف سياسة جماعة الإخوان المسلمين فى الوقت الراهن عن الرسائل الأساسية لإمامهم حسن البنا، فيما عزم عدد من تلك القيادات على إجراء مراجعات فكرية فى الفترة المقبلة وحث شباب الجماعة على تقديم استقالتهم للبدء من جديد، وأخيرًا التقى مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان فى مكتبه بعدد من مجموعات شباب الإخوان وعقد معهم اجتماعات كثيرة تم فيها دراسة رسائل مؤسس الجماعة حسن البنا، والقواعد الفقهية والأصول فى رسائله، بجانب كتاب ألغام فى منهج الإخوان للقيادى السابق بالجماعة أحمد ربيع الغزالى.
يسرى فودة..يعتذر للمصريين عن دعمه لمرسى
ولم يختلف الأمر كثيرا مع الإعلامى يسرى فودة الذى أعلن صراحة رفضه لسياسة نظام مرسى عقب أحداث الاتحادية مباشرة، بسبب الإعلان الدستورى عندما قال فودة كلماته الشهيرة: «وعدت فأخلفت، فقسمت الشعب، فخرجت من باب خلفى، وتركت شعبًا فى مهب الريح، فحق على أنا أن أعتذر، اخدعنى مرة عار عليك، اخدعنى مرتين عار علىّ، أعلن اليوم استقالتى من حبك فبدون ذلك لا أستطيع أن أحتفظ باحترامى لنفسى، وبقدر كل صوت مر من خلالى إليك أعتذر لشعب مصر».
حازم عبدالعظيم..«النادم» على توتر علاقته بالمجلس العسكرى
مرت المراحل الفكرية والمواقف السياسية للدكتور حازم عبدالعظيم، بتغيرات عدة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتى وقتنا هذا، ففى البداية لمع اسم عبدالعظيم كمرشح لتولى حقيبة وزارة الاتصالات فى فترة إدارة المجلس العسكرى لشؤون البلاد، ولكن فجأة تم التراجع عن قرار تعيينه فى الحكومة.
وقال الدكتور على السلمى، نائب رئيس مجلس الوزراء وقتها، إن الأمر يتعلق بأن الأول مساهم فى شركة على علاقة بأخرى إسرائيلية وهذا سبب استبعاده، فى حين فسر عبدالعظيم الأمر نفسه بأنه جاء نتيجة بسبب علاقته بالدكتور محمد البرادعى والجبهة الوطنية للتغيير.
بعد ذلك انضم عبدالعظيم لصفوف المعارضة للمجلس العسكرى فى تلك الفترة، وبدأ التعليق على سياسة وإدارة المجلس للبلاد وتوجيه الانتقادات له، وبدأ يتبنى عبر صفحته على فيس بوك وتويتر موجات الهجوم على المجلس والترويج لأن بقاءه فى الحكم ليس فى مصلحة الثورة، ولكن هذا الموقف تبدل تماما فى أوائل عام 2013 عندما أعلن من خلال منابره الاجتماعية تلك أنه يرفض هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر» لأن حدوث ذلك فى مصلحة جماعة الإخوان المسلمين.
ومع رحيل مرسى من الرئاسة والإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسى أصبح عبدالعظيم من أشد المؤيدين للرئيس عبدالفتاح السيسى، بل شغل منصب الأمين العام للجنة الشباب بحملته.
محمود سعد..شائعات وعود الإخوان بمنصب مقابل التأييد
ولحق بهم الإعلامى محمود سعد، الذى سبق وأن أعلن صراحة رفضه ترشح الفريق أحمد شفيق على اعتبار أنه يمثل عودة لنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وقد تسبب تأييد ودعم سعد لمرسى فى أن يناله انتقادات كثيرة وشائعات مفادها أن هناك منصبا ينتظر سعد فى حكومة الإخوان، ولكن هذا لم يتحقق، وأثبت سعد معارضته لنظام الجماعة ممثلا فى مرسى عندما بدأ يعارضه بإبداء رأيه صراحة أو استضافة شخصيات عامة تنتقد سياسة مرسى. أما الكاتب بلال فضل، فبعد تأييده الواضح فى البداية لمرسى بحجة أن أخطاء الإخوان سياسية يمكن محاسبتهم عليها وإلزامهم بتحقيق أهداف الثورة، أما شفيق فهو جزء من نظام مبارك الذى تسبب فى كل ما نال البلاد، إلا أنه سرعان ما أعلن رفضه لسياسة مرسى، وطالب بدعم رحيله حقنا لدماء المصريين بعد الاشتباكات التى اندلعت عقب الإعلان الدستورى.
كرم زهدى..يؤكد على خطأ رأيه بقتل السادات
فى الوقت الذى برر فيه الشقيقان عبود وطارق الزمر اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، أعلن أمير الجماعة الإسلامية السابق كرم زهدى، ندمه على تلك الخطوة، ذاكرا فى تصريحات صحفية سابقه له، أنه أخطأ عندما شارك بالرأى فى قتل السادات، وأن الهدف من الفكرة بأكملها هو توصيل رسالة للحاكم الذى يسب العلماء حتى لو كان ثمن ذلك دماءهم. واقعة الاغتيال التى هزت الأرجاء السياسية العربية والغربية وصدر فيها حكم بإعدام خالد الإسلامبولى، قال عنها زهدى الذى بدأ حياته مخرجا مسرحيا ثم سرعان ما التحق بالجماعة الإسلامية، إنه يشعر بارتكاب خطأ كبير داعيا الله أن يغفر له، ومقدما اعتذارا للشعب المصرى على تلك الواقعة.
وجاء ذلك بعدما قضى زهدى ما يزيد على عشرين عاما فى السجن عقب اغتيال السادات مباشرة أطلق خلالها مبادرة وقف العنف وأجرى مجموعة من المراجعات الفقهية والفكرية للتخلى عن العنف وحمل السلاح ورفض الصراع مع الدولة، وقدم اعتذارا عن جميع العمليات الإرهابية التى تبنتها الجماعة الإسلامية.
أسامة الغزالى حرب..ندم لا يغادره على الانضمام لـ«الوطنى»
ندم السياسى الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، على انضمامه لأمانة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، بسبب انحراف الأخير عن المسار الديمقراطى الذى كان يزعم اتباعه طوال الوقت.
ففى مارس 2006، تقدم حرب باستقالته معلنا نيته تأسيس حزب جديد يعمل على سد الفراغ بين الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين، وشرح وقتها فى استقالته الأسباب التى وقفت وراء هذا القرار، وهى أولا أنه دخل الحزب الوطنى على أساس أن يكون جزءًا من برنامج إصلاحى، لكنه يرى أن هذا البرنامج لا يسير بالقدر والسرعة المطلوبين، والثانى أنه كان يمارس نشاطه داخل الحزب من خلال حضور اجتماعات المجلس الأعلى للسياسات وأمانة السياسات، لكنه كان مجرد حضور ولم تكن هناك وسيلة يستفيد بها الحزب من طاقات أعضاء الأمانة. وأكد وقتها أنه لا يعد ما يحدث فى الحزب إصلاحا جذريا حقيقيا، وإنما مجرد تعديلات ومسائل تجميلية ليست إلا، فالإصلاح فى رأيه يجب ألا يقتصر على الحزب، وإنما يجب أن يكون برغبة من النظام نفسه.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com