مجدي جورج
من مادبا الاردنية الي المنيا المصرية الفعل واضح والهدف غير واضح ، فقد قرأت بجريدة الوطن ان محافظ المنيا صلاح زيادة سيفتتح مسجد ودار مناسبات ودار لتحفيظ القران تحت اسم ( مسجد السيدة العذراء )
http://www.elwatannews.com/news/details/594310
وبصرف النظر عن ان هذا البناء المقام في منطقة ابو فيلو الزراعية التي تقع شرق كوبري المنيا بما يعني ان هذا البناء ربما كان مقام علي أراضي زراعية وهذا امر غير مستحب وايضاً غير قانوني الا ان القانون في مصر لا يستطيع ان يقف في وجه بناء مسجد فالقانون لا يطبق الا علي الغلابة من الاقباط المحرمون من حق بناء اي دور عبادة حتي لو استرفوا جميع الإجراءات القانونيه .
عموما هذا ليس موضوعنا ولكن موضوعنا اسم هذا المسجد فاختيار اسم السيدة العذراء لإطلاقه علي مسجد هي سابقة في مصر وهي ليست بالخطوة البسيطة ، وان كانت قد سبقتنا الأردن في ذلك المضمار عندما أقامت مسجد المسيح عيسي في مدينة مادبا الاردنية
http://www.alghad.com/m/articles/813329
وقد قال المواطن الأردني الذي قام بهذه الخطوة انه قام بفعلته تلك ردا وإكراما لمواطن أردني مسيحي كان قد قام بالتبرع بقطعة في القرن الماضي لبناء مسجد علي اسم الملك الأردني السابق حسين في قلب مدينة مادبا وقال المواطن الأردني الذي اطلق علي هذا المسجد اسم مسجد النبي عيسي ان خطوته تلك تهدف الي تاكيد التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين بالأردن وتبين حب المسلمين للمسيح . طبعا لن ننكر علي المواطن الأردني شهامته ومرؤته ولكننا نقول له :-
اولا كانت خطوتك تلك ستكون افضل رد علي خطوة مواطنك المسيحي الأردني لو انك قمت بالتبرع ببناء كنيسة في مدينتك تلك بدلا من رد الفعل ببناء مسجد ردا علي تكرمه ببناء مسجد خصوصا ان التقرير يقول ان هناك ١٥٠ مسجد في تلك المدينة وهذا عدد ليس بالقليل فهذه الفعله لصالحك وليست لصالح أخيك المسيحي .
ثانيا يقول التقرير انه لا توجد موانع شرعيه لإطلاق اسم المسيح عيسي علي احد المساجد ولكنني كنت اتمني ان تسال أهل الشرع هل توجد موانع شرعيه للرد الإيجابي علي اخي المسيحي والتبرع ببناء كنيسة له ؟
وبالعودة الي مسجد السيدة العذراء بالمنيا الذي ربما تبرع به احدهم طمعا في الحصول علي مطمع ما من مطامع الدنيا الزائلة فإنني أقول انه
بدون تهويل او تهوبن .
هل تعتقدون ان هذا الفعل من باب الوحدة الوطنية كما تقول معظم التعليقات علي هذا الفعل ؟
انا أقول وبكل صراحة لا ، فهذه التسمية لا تعني لي اي شي فلو كان صاحبها يريد منها الوطنية والإخاء لتبرع مثلا بقطعة ارض لبناء كتيسة ولقام الوزير الهمام المحافظ صلاح زيادة بافتتاحها بنفسه بدلا من سعيه الدائم لإغلاق باب الأمل لبناء اي كنيسة جديدة لقرية محرومه من وجود اي كنيسة بها كما فعلها في قرية المجيدي ، او لإعادة كنيسة افتتاح كنيسة مغلقة كما في اكثر من قرية بمركز سمالوط .
وهذه الخطوة أيضاً للأسف لا تعني ان صاحب هذا التبرع في مصر وفي الأردن اصبح بين يوم وليلة يعترف ويقبل المسيحين كما هم بل هو يقبل عيسي بن مريم ووالدته العذراء مريم كما وردت في كتبه وليس كما يعتقد فيهما المسيحيين . أقول هذا لاحبائي المسلمين لأنهم يقولون بأننا نجل ونحب السيدة العذراء والمسيح ولكن عذراً ما تجلونه وتحبونه وتحترمونه في كتابكم ليس هو مسيحنا الذي نعرفه وليست هي العذراء التي نعرفها .
أرجوكم لو كُنْتُمْ تقولون أنكم تقبلون المسيحيين وتعترفون بالمسيحية فاقبلوهم كما هم واعترفوا بمسيحيتهم كما يعتقدونها هم وليس علي الصورة التي في مخيلتكم . او علي الأقل اتركونا نعتقد كما نعتقد ونؤمن كما نريد ونعبد من نعبد حتي لو عبدنا وقدسنا بشر او حجر فحسابنا كلنا عند الله سبحانه وتعالي .
Magdigeorge2005@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com