وشاهد عيان قنبلة من العيار الثقيل
د. ميشيل فهمي
دير الأنبا مكاريوس السكندري كما يطلق عليه اليوم ، لم يكن له وجود علي الإطلاق حتى عام ١٩٦٠ بدأت الحياة الرهبانية به علي يد الأب متى المسكين في هذا العام ، بعد أن ترك بيت التكريس بحلوان بناء علي أوامر من البابا كيرلس السادس ، بضرورة ترك القاهرة خلال ٤٨ ساعة ونقل الأمر له الأسقف بنيامين أسقف المنوفية وقتها ، وقرر الأب متى المسكين اختيار وادي الريان لأنه كان ملم بهذه المنطقة من أيام دير الأنبا صموئيل
وبمعونة احد الإعرابيين بالمنطقة وجدوا ( المغارة الكبيرة ) ، وهكذا بدا الدير الذي لم يكن دير علي الإطلاق، وقضي سنوات طويلة بهذا الدير الذي أنشأه هو وتلامذته ،بعد أن عاني معاناة شديدة في تشييد قلالي صالحة لسكن الرهبان وعبادتهم ، وشيد كنيسة ، واستمر بتعمير الدير وعاش مع تلامذته عيشة في منتهي الصعوبة والمعاناة من انعدام المياه العذبة وندرة الطعام وصعوبة المواصلات
حتى شهر مايو ١٩٦٩ أمرهم البابا كيرلس بالذهاب إلي دير القديس الأنبا مقار بوادي النطرون كتعويض لهم علي ما عانوه بوادي الريان ، وكان من بين تلامذته الرهبان كيرلس المقاري ويعقوب المقاري ويوحنا المقاري والأب مينا المقاري ...والراهب اليشع المقاري ، وأقاموا به حتى اليوم في ما عدا الراهب إليشع .
لكن ..... ، بعد عدة سنوات من الإقامة لدير الأنبا مقار وعمل التطوير الروحي والمعماري الذي هو عليه الآن
ابتعد الراهب اليشع عن الدير رويداً رويداً .
وكان أثناء رهبنته بالدير احد المسؤلين - بتكليف من أبيه الروحي - الأب متى المسكين عن جمع التبرعات ، ولأول مرة في حياته كلفة بالسفر الي ألمانيا للتعاقد علي شراء أبقار فريزيان وأقام عند احد محبي الدير الدكتور ميشيل باخوم وأصبح الراهب اليشع معروفاً بين أراخنة ألمانيا وكبار المتبرعين للدير
ولا استطيع إلا أن أقول أن : الراهب اليشع انفصل تماماً عن دير الأنبا مقار وبدأ في خلق مشاكل اغلبها ( مالية ) من مشكلة دير الراهبات وبيت المغتربات واستقل تماماً بأموال التبرعات التي هي في أساسها موجهة لدير الأنبا مقار في العودة إلي المكان الذي أقام به مع أبيه الروحي في وادي الريان في عام ١٩٩٥ وأسماه لأول مرة (( دير القديس مكاريوس السكندري )) ، واضعاً يده علي آلاف الأفدنة من الأراضي المصنفة كمحمية طبيعية بدون أوراق أو مستندات ، ومدعيا انه دير اثري قديم ،عالما أتم العلم انه لم يكن ديرا حتى ذهب إليه الأب متي في ١٩٦٠ وفي أعقاب هوجة ٢٥ يناير بني سور بطول ٨ كيلومترات بدون ترخيص وخارج نطاق ممتلكات الإقامة.
الحقيقة :
ما يقال عن دير القديس مكاريوس السكندري ليس بحقيقة ، لانه لم يكن ديراً علي الاطلاق ، الا منذ بداية عام ١٩٦٠ وإقامة الأب متي وتلامذته به
ما يقال او ما يقوله الراهب اليشع عن ان تبعية هذا الدير كنسياً لدير القديس الأنبار مقار لا استطيع وصفه الا انه (( غير حقيقي )) بل عاري تماماً عن الصدق ، بدليل ان الأسقف ابيفانيوس رييس الدير موقع علي قرار مجمع الأساقفة من عزل الراهب اليشع عن الإشراف علي الدير المزعوم بوادي الريان
ما وراء الموضوع وخلفياته يجب أن يسال عنها الراهب اليشع لماذا يصر علي رياسة دير وخلق المشاكل وادعاء أن هذا الدير تابع للأب متي المسكين وهذا بعيد عن الحقيقية تماماً .
لابد أن يسأل الراهب اليشع لماذا الإصرار علي أن يحتفظ بلقب
( المقاري ) ؟ رغم انه مشرف علي دير به عدد بسيط من الرهبان يلقبون ( بالرياني ) كإرهاب داوود وغيره؟
هذا الدير المزعوم ليس به رهبنة حقيقية ، واغلب من فيه الآن مجموعة شباب من طالبي الرهبنة السهلة الرغدة العيش، بعد أن تيسرت به الحياة الحديثة عكس ما كان في الستينيات.
توجه اغلب هؤلاء الشباب ومعهم عمال من الدير من لابسي الجلباب الأسود وتظاهروا معبرين عن أخلاق وسلوكيات بعيدة تمامًاً عن أخلاق وسلوكيات الرهبنة القبطية.
لا استطيع الخوض اكثر من ذلك في هذا الموضوع الذي عشته وعايشته
الكنيسة موقفها سليم تماماً.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com