سوهاج – حسن عبدالقادر
تعتبر محافظة سوهاج، واحده من محافظات الصعيد التي تشهد العديد من النزاعات والمشاجرات الثأرية، التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، بسبب انتشار السلاح والمواد المخدرة بشكلٍ ملحوظ. بالإضافة إلي استخدام تلك الجزر كمعقل للتنظيمات الإرهابية بمختلف أنواعها سواء أكانت دينية أو سياسية أو حتى جنائية.
أضافت الطبيعة المناخية للمحافظة، وجها آخر جعلها تحتل المركز الرابع في تعداد الجرائم والحوادث المسلحة، طبقا ً لما أعلنته مديرية الأمن من خلال تصنيفات المحافظات من حيث تكرار الجرائم المسلحة.
تتمركز الاشتباكات المسلحة والجرائم وحوادث الاختطاف، في عدة مناطق يعرفها الكثير من المواطنين، وهي في غالب الأحيان تكون في نواحي متطرفة من المحافظة تتمثل في 3 جُزر منها ما يقع وسط النيل، ومنها ما يقع علي ضفة النيل، تتميز باتفاق في ظاهرة تستحق الوقوف عندها بتأمل وكذلك تتطلب عمل جاد من أجهزة الدولة للسيطرة علي تلك الجزر التي باتت تشكل أزمة حقيقية ليس علي المجتمع السوهاجي فحسب، بل علي المجتمع المصري بأكمله.
جزيرة "الشٌورانية" ..هجرها البهائيون واستوطنها المجرمون
جزيرة "الشٌورانية" ..هجرها البهائيون واستوطنها المجرمون،وهي إحدى قرى مركز المراغة، شمال محافظة سوهاج، يطلق عليها سكانها "الجزيرة المنسية"، لأنها سقطت من حسابات الحكومات المتتالية، ولا تهتم بها فهي تفتقر إلى الخدمات الضرورية، ولا سيما العُزلة التي تعيشها الجزيرة في ساعات طويلة من اليوم.
الفقر والأمية مع العزلة، كونوا تربة خصبة ساعدت على انتشار التجارات الممنوعة كالسلاح والمخدرات، وأدت إلى ظهور مجموعة من البهائيين، والذين لم يتحملهم أهل الجزيرة، فحرقوا منازلهم وطردوهم في 2009 إثر ظهور أحدهم على الفضائيات، وذكر أن الجزيرة بها عدد كبير من البهائيين، مما أثار حفيظة الناس، كما يصل غياب الأمن مداه نظرًا لضعف نقطة الشرطة بالجزيرة نتيجة قلة عدد أفرادها، وضعف التسليح وتقف العزلة أيضًا في وجه تلقى إمدادات لذلك.
تعاني من مشاكل مركبة ومتعددة، والحكومة تتناسانا فيوجد طرق كثيرة تعاني من الظلام التام ولا يستطيع أحد السير فيها ليلاً، لأنه لا توجد بها أعمدة إنارة والأسلاك متهالكة لم تستبدل منذ أن دخلت الكهرباء الجزيرة في 1984، وترتب على ذلك انتشار للسلاح وتجارة المخدرات نتيجة العزلة التي تعاني منها الجزيرة، وكثرة الطرق المظلمة، والسؤال هنا: هل من الضروري أن تحدث كارثة كي يتحرك المسؤولون.
في "جزيرة طما".. الثأر مزاج اجتماعي يُميز العائلات..!!
تحتل جزيرة طما شمال المحافظة،المركز الثاني بعد الشورانية، من حيث انتشار السلاح وتزايد أعداد الجريمة،خاصة جرائم الاختطاف ويطلق عليها أهلها ( جزيرة الدم ) بسبب كثرة الدماء التي سالت علي أرضها، والتي تعتبر أن الثأر بمثابة مزاج ٍاجتماعيّ مميزٍ لعائلاتها.
وتشتهر الجزيرة بانتشار السلاح بمختلف أنواعه، بالإضافة إلي تجارة المخدرات والآثار، ما جعلها مقصد الكثير من التجار والهاربين من القانون، حتى أصبحت ملاذ كل العناصر الإجرامية ليس علي مستوي المحافظة وحسب، بل من مختلف نواحي الجمهورية.
ويقول احمد طاهر احد المترددين علي جزيرة طما أنه لا يفوته هو وغيره من غير أبناء الجزيرة الوقوف أمام الأبراج التي تعلو أسطح المنازل والتي تستخدم في إطلاق النيران من أسلحة الجيرنوف والرشاشات البرتا والأسلحة الإسرائيلية، والتشيكية والآلية والتي تنبئ بتطور مخيف في مواجهة الأمن للعنف القبلي.
وأكد عدد كبير من أبناء الجزيرة، أن كبار العائلات ورموزها هم الهدف الرئيسي للأخذ بالثار منوها إلي أن أهالي القرى المجاورة أصابهم من الهم جانب حيث تساقط الرصاص الذي أودي بحياة العديد من الأبرياء.
وتسجل مديرية الأمن، بين أوراقها الرسمية مصرع وإصابة ضباط ومجندين وأفراد امن في المواجهات التي دارت بين الأمن وبين عناصر تلك الجُزر، والتي يبدو أنها تتلقي تحذيرات ومعلومات عن قدوم الحملات الأمنية عليها قبل انطلاقها.
"العتامنة".. الجزيرة الغامضة التي تنام علي صوت الرصاص
تُعتبر جزيرة العتامنة، واحدة من أكبر جزر النيل بمصر، والتي تقع بمحاذاة قرية العتامنة التابعة لمركز طما شمال المحافظة ،تبلغ مساحتها حوالى 500 فداناً، يُطلق عليها ( الجزيرة الغامضة ) والتي تعد الملاذ الأول للهاربين من قبضة رجال الأمن والمحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد ومخبأ للضحايا المختطفين، بالإضافة إلي كونها واحدة من البؤر الإجرامية التي انتشر فيها السلاح بجميع أنواعه وأشكاله.
كما تعد الجزيرة أحد أهم تمركزات ومعاقل التيارات الدينية بمختلف توجهاتها، ومنها تنطلق كبريات المسيرات علي مستوي المركز، وبها عدد كبير من القيادات السلفية والإخوانية .
شهدت تلك الجزيرة عدة حوادث وجرائم متتالية، أهمها حادث مقتل العميد إلهامي عبد المنعم رئيس بحث شمال سوهاج على يد 2 من الخارجين عن القانون خلال حملة أمنية على الجزيرة لضبط المجرمين والهاربين من الأحكام، بالإضافة إلي قيام عدد من أعضاء الجماعة الإرهابية بحرق نقطة شرطة العتامنة خلال الأحداث التي شهدتها المحافظة عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وتمكنت الأجهزة الأمنية مؤخرا، من إلقاء القبض علي30 متهما يحاكموا حاليا في ما يٌعرف إعلاميا ً بـ"أحداث العتامنة".
ويقول عبداللاه محمد، أحد سكان الجزيرة، أنه نظرًا لكثرة جرائم القتل والمشاجرات المتعاقبة هجر العديد من الأهالي القرية واتجهوا شمالًا إلى محافظة القليوبية وتمركزوا في الخصوص وبعض المحافظات.
وعبدربه صالح يوضح أن الباحث في تاريخ القرية يجد أنها قرية كانت لا تنام إلا على صوت إطلاق الرصاص بسبب الخصومات الثأرية المنتشرة بين عائلات القرية المختلفة، حيث أن القرية بها أكثر من 400 خصومة ثأرية، بالإضافة إلى كميات السلاح الكبيرة التي تملكها العائلات، واستحدثت في العصر الحديث بالجرينوف.
من جانبه، أكد مصدر أمني من داخل مديرة الأمن، أن بداية التيارات الدينية في الجزيرة بدأت مع بداية عمل الجمعية الشرعية، وقيام بعض الشباب بالقرية بالانضمام لها وتطور الأمر إلى انضمام عناصر إلى جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية والسلفية، وتم اعتقال أعداد كبيرة من تلك العناصر ظلت في السجون لفترات طويلة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com