خاض الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مسابقة في شرب الكحول كادت تكلفه خسارة موقع الرئاسة الأميركية في عام 2000. إذ كشف بطل التنس الأسترالي السابق جون نيوكومب للمرة الأولى تفاصيل نزاله مع بوش في حلبة احتساء البيرة لينتهي بالقبض على الرئيس الأميركي السابق حين كان شابًا عابثًا في ولاية تكساس.
جرت المسابقة الثنائية قرب منزل عائلة بوش في ولاية مين، حين تحدى نيوكومب وبوش، أحدهما الآخر، في عدد كؤوس البيرة، التي يمكن أن يبتلعها كل منهما في جوفه، ويبقى صاحيًا. فكانت النتيجة إلقاء القبض على بوش، لقيادته السيارة تحت تأثير الكحول.
سر عمره 24 سنة
تمكن بوش من التكتم على الواقعة 24 عامًا. لكن أمره افتضح قبل خمسة أيام على فوزه بالولاية الأولى عام 2000، عندما كشفت قناة تلفزيونية أميركية نبأ إلقاء القبض عليه بتهمة القيادة في حالة سُكر. فاضطر بوش للاعتراف بما حدث، قائلًا للصحافيين المرافقين له في حملته الانتخابية: إنه كان شابًا طائشًا وغير مبال. أضاف "كنتُ أحتسي البيرة، نعم، مع جون نيوكومب".
في أستراليا ظلت وسائل الإعلام تلاحق نيوكومب، الذي رفض الكشف عن تفاصيل الواقعة. لكنه خرج الآن عن صمته، وقال في مقابلة مع إذاعة خاصة في أستراليا إنه وبوش، الذي سيصبح رئيس الولايات المتحدة لاحقًا، تسابقا على احتساء أكبر عدد من كؤوس البيرة "في لعبة صامتة".
كان ذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع وعطلة يوم العمل في الولايات المتحدة عام 1976. ولم يكن الاثنان التقيا من قبل، لكنهما كانا في أعمار متقاربة. وكان نيوكومب نجمًا رياضيًا في لعبة التنس في الثانية والثلاثين من العمر، حين تلقى دعوة من جورج بوش الأب، مدير وكالة المخابرات المركزية وقتذاك، لقضاء العطلة في منزل العائلة. وكان بوش الابن شابًا سكيرًا في الثلاثين من العمر.
فحص الكحول فضحه
قال نيوكومب إنه وبوش جلسا في حانة الحي، وبدأ الاثنان يحتسيان بشراهة كؤوس البيرة. وكانت ترافق لاعب التنس الأسترالي زوجته إنجي، وترافق بوش شقيقته الصغرى وبيتر روسيل المتحدث باسم بوش الأب.
روى نيوكومب لإذاعة "سين" المحلية الأسترالية أن بوش الشاب كان يسترق النظر إليه أثناء احتسائه البيرة "فقررتُ الإسراع في شرب الكؤوس، فيما كان بوش يواكب وتيرتي في الشرب كأسًا بكأس. إذ كانت هناك لعبة صغيرة صامتة بيننا". استمر الاثنان على هذا المنوال إلى أن توجّها متعثرين من شدة السكر نحو السيارة في رحلة العودة من الحانة. وأصرّ بوش الشاب على الجلوس وراء المقود رغم حالته.
قال نيوكومب إن مسافة الطريق من الحانة إلى بيت عائلة بوش كان نحو 5 كلم، ولكن بعد أقل من كيلومترين، أوقفت دورية شرطة رئيس الولايات المتحدة القادم، وأنزله الضابط من السيارة، لاختبار قدرته على المشي بثبات في خط مستقيم. وفي نهاية الاختبار، حرر الشرطي غرامة بحق بوش. عندها نزل روسيل من السيارة، وتوجّه نحو الشرطي، الذي كان اسمه كالفن، لإبلاغه بأن السائق المخمور هو نجل جورج بوش مدير وكالة المخابرات المركزية.
لست فخورًا
وفي حين أن الشرطي فوجئ بهوية السائق، الذي أوقفه، فإنه أصرّ على تحرير مخالفة بحقه، وغُرّم بوش الابن 150 دولارًا. وحين كشف صحافي واقعة إلقاء القبض على بوش بتهمة قيادة السيارة تحت تأثير الكحول في تشرين الثاني/نوفمبر 2000، قال المرشح الرئاسي لوسائل الإعلام: "أنا لستُ فخورًا بذلك، وقلتُ مرات عديدة إني قبل سنوات ارتكبت أخطاء. وكنتُ أحيانًا أسرف في تناول الكحول، وهذا ما فعلته في تلك الليلة".
قال بوش إنه لا يتذكر عدد الكؤوس التي احتساها في تلك الليلة، لكنه أضاف إن ما يثير الاهتمام أن تُذكر الواقعة جرى قبل أربعة أو خمسة أيام على الانتخابات. في النهاية فاز بوش بقرار من المجمع الانتخابي، رغم خسارته بعدد الأصوات الشعبية في أقرب نتيجة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال نجم التنس الأسترالي السابق جون نيوكومب إنه ظل يمزح مع بوش طيلة سنوات بعد الواقعة، قائلًا إن شبح الشرطي كالفن سيظل يطارده، ولكنه تكتم على ما حدث طيلة سنوات بوش في الرئاسة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com