سلطت وسائل الاعلام العالمية الضوء مؤخرا على المقاتلات الكرديات اللواتي يخضن الان اشرس المعارك ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف باسم "داعش" خاصة بعد قيام احداهن بعملية انتحارية ضد تجمع لمقاتلي التنظيم في مدينة كوباني "عين العرب" مؤخرا وقيام اخرى باطلاق النار على رأسها بعد وقوعها في كمين لداعش ونفاذ الذخيرة منها.
المقاتلات الكرديات في سوريا هن اعضاء "وحدات حماية المرأة" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي يتزعمه صالح مسلم.
للحزب جناح عسكري يضم عشرات الالاف من المقاتلين يسيطرون على اغلب المناطق الكردية في سوريا. وينقسم هذا الجناح الى تنظيمين منفصلين هما: "وحدات حماية المرأة" ويضم فقط العنصر النسائي والاخر يضم الرجال فقط ويعرف باسم "وحدات حماية الشعب".
تجربة حزب الاتحاد الديمقراطي هي امتداد لتجربة حزب "العمال الكردستاني" العسكرية التي تمتد على مدى اكثر من ثلاثة عقود من الزمن ضد الدولة التركية حيث يضم الحزب في صفوفه حتى الان الاف المقاتلات اللواتي يخضن القتال الى جانب الرجال في المعارك واخرها تحرير بلدة مخمور في كردستان العراق من سيطرة "داعش" قبل اسابيع قليلة.
خاضت مقاتلات حزب العمال الكردستاني معارك ضد الدولة الاسلامية في العراق
وكان الدافع من وراء تأسيس الحزب لبناء جسمين عسكريين منفصلين هو لتجاوز بعض القيود والمخاوف الاجتماعية في المجتمع الكردي رغم ان المقاتلات يخضن المواجهات العسكرية في خندق واحد مع الرجال لكنهما منفصلان من حيث الادارة والسكن والتدريب.
تأسست وحدات حماية المرأة في عام 2012 وهي الان تضم الالاف من المقاتلات تتراوح اعمارهن بين 18 و 40 سنة والاصغر سنا يقمن باعمال غير قتالية.
ومثل غيرهم من مقاتلي الحزب هن متطوعات يقاتلن دون مقابل مادي وهناك مراكز تدريب منتشرة في المدن الكردية يتم فيها تدريب المقاتلات على استعمال مختلف انواع الاسلحة اضافة الى اعداهن بدنيا ونفسيا للتعامل مع مختلف الظروف والاوضاع.
اصرار
بعد سيطرة داعش على البلدات والقرى الايزيدية في العراق وخطف الاف النساء واجبارهن على الزواج من المقاتلين وشيوع الاخبار عن المأسي التي تعرضن لها في معتقلات داعش ورواج اخبار عن بيعن، كان يتوقع ان يثير ذلك الخوف في صفوف المقاتلات الكرديات بحيث يتجنبن الدخول في مواجهات عسكرية مع التنظيم خشية الوقع في الاسر وتعرضهن لمختلف اشكال التعذيب والاذلال والاغتصاب.
لكن المقاتلات زدن تصميما على قتال داعش ومواجهتم في جبهات القتال للانتقام من التنظيم على ما اقترف من جرائم بحق النساء والفتيات اللواتي وقعن في اسره.
ثلث المقاتلين الكورد في سوريا هم من النساء
ورغم ان داعش قد فصل رأس عدد من المقاتلات وعرضهن في مدينة جرابلس السورية لبث الرعب في صفوف المقاتلات لكن رد المقاتلات كان تفادي الوقوع في الاسر مهما كان الثمن كما حدث عندما وقعت مجموعة منهم في كمين لداعش في مدينة كوباني حيث قاتلن الى ان قتلت كل المجموعة وبقيت المقاتلة جيلان اوزالب البالغة من العمر 19 عاما على قيد الحياة فاطلقت النار على رأسها بعد ان ودعت زميلاتها عبر اللاسلكي.
يذكر ان القائدة العسكرية "نالين عفرين" هي من تقود العمليات العسكرية ضد داعش في كوباني.
والمواجهات بين المقاتلات الكرديات وداعش لا يقتصر حاليا على كوباني بل تشمل عدة جبهات تمتد من الحدود السورية العراقية قرب معبر ربيعة الى ريف مدينة رأس العين "سري كانية" الواقعة على الحدود التركية - السورية.
وكانت المقاتلة جيلان اوزالب التي اطلقت النار على رأسها قد قالت لمراسل بي بي سي في اوائل شهر سبتمبر/ ايلول الماضي ان المقاتلات الكرديات لا يشعرن بأي خوف خلال المواجهات مع داعش بل العكس تماما. ووصفت مقاتلي داعش بانهم "يرتعدون خوفا عندما يشاهدون امراة تحمل بيدها بندقية. يحاولون ان يقدموا انفسهم للعالم باعتبارهم رجالا اشداء، لكنهم عندما يلموحوننا يولون الادبار.هم يحتقرون النساء ولا قيمة لها عندهم لكن المقاتلة الواحدة مننا تعادل المائة منهم".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com