بقلم : جرجس وهيب
أعلن عدد كبير من المرشحين الأقباط، خوض الانتخابات البرلمانية القادمة وهو حق لآي شخص ولكن مع كل أسف ومن وجهة نظري المتواضعة 99% منهم لا يصلحون حتى لعضوية مجلس شعبي محلي لأصغر قري مصر.
فغالبية العظمي منهم برنامجهم الانتخابي هو أنهم"أقباط" فقط دون أي تفاصيل لهذا البرنامج علي غرار برنامج النهضة الخاص بالرئيس المعزول شعبيا محمد مرسي،
وعلي الأقباط التصويت لهم لأنهم أقباط فقط دون أي اعتبارات أخري، وعلي الكنائس دعوة رعاياه للتصويت لهم لأنهم" أبناء معمودية واحدة" مع كل أسف علي الرغم من قيام ثورتين ما زال الحال والفكر كما هو ما عليه.
فالجميع مازال يعيش في زمن الحزب الوطني المنحل والذي كان قادر علي إنجاح مرشحيه بالذوق أو بالعافية بالقانون أو التزوير، الأهم أن المرشحين يدفعوا للجميع بدء من صفوت الشريف ومرورا بزكريا عزمي واحمد عز والمحافظين ومديرين الأمن ورؤساء المباحث حتى موظفي اللجان.
كما أن فصيل أخر من المرشحين الأقباط وعدد منهم من نجوم الفضائيات خاضوا التجربة سواء داخل مجلس الشعب أو مجلس الشورى، ولم يحققوا شيئا فلم نسمع أن تقدم أيا منهم بقانون لبناء الكنائس أو قانون للأحوال الشخصية لغير المسلمين ولم نري استجواب أو طلب إحاطة لوزير الداخلية عن تجاوزات عدد كبير من رجال الأمن في ملف اختفاء الفتيات القبطيات القصر وبناء الكنائس. ومع هذا جميعهم مصممين علي خوض الانتخابات وكأنهم اشتروا الأقباط أو لا يوجد في الأقباط من يحل محلهم الغريب في الأمر أن غالبيتهم العظمي لم يكن لهم أي دور في مقاومة حكم الإخوان بل قاموا بتكوين علاقات صداقة ومودة مع قيادات الإخوان.
فلابد للفريقين سواء من ليس لهم تاريخ والهواة وراغبي الشهرة أو من لهم تاريخ برلماني كبير وخاضوا التجربة من قبل أن يفسحوا المجال أمام الوجوه الجديدة و شباب الأقباط ولا اقصد الشباب ما دون 25 عامًا ،وإنما اقصد ما دون 45 عاما ومن لهم خبرة في الحياة ولديهم أيضا طاقة وحيوية ومن المؤمنين بثورة 30 يونيو المجيدة.
فأري أن أهم الشروط التي يجب أن تتوافر في المرشحين الأقباط سواء من الشباب والشابات أن يكونوا ممن شاركوا بقوة في ثورة 30 يونيو المجيدة ولديهم خبرة سياسية ونشاط سياسي واجتماعي وملم بمشاكل البلاد والملف القبطي ولديهم تصور لكيفية حل هذه المشاكل وان يكونوا من خريجي الجامعة وإلا يزيد السن عن 45 عاما، وألا يكونوا ممن شغلوا أي مناصب داخل الحزب الوطني
أو خاضوا الانتخابات علي قوائمه أو ممن تعاونوا مع جماعة الإخوان الإرهابية وإلا يكونوا من رجال الإعمال ليس كرها أو حقدا علي رجال الإعمال بل لأنهم ليس لديهم وقت من اجل حضور الجلسات والاستماع لمشاكل المواطنين، وسيكون سعيهم في المقام الأول بطبيعة الحال الحصول علي مكاسب من الوزراء والقيادات لصالح شركاتهم وأعمالهم كما أن رجال الأعمال لم يكونوا علي قدر المسئولية عندما ناشدهم منقذ مصر المشير السيسي التبرع لصالح صندوق تحيا مصر وتجاهل عدد كبير منهم هذه الدعوة.
فمحافظة بني سويف علي سبيل المثال لم نسمع أن آيا من رجال الإعمال تبرع ومن تبرعوا هما الموظفين الغلابة علي الرغم من غالبية رجال الأعمال بالمحافظة حصلوا علي مساحات شاسعة من الأراضي بدون مقابل أو بملاليم ويحصلون علي المياه والكهرباء والسولار والبنزين المدعم في الوقت الذي يحققون فيه مكاسب بالملايين.
أعود وأكرر لابد أن يكون المرشحين الأقباط للبرلمان القادم، من الوجوه الجديدة المؤمنة بثورة 30 يونيو وملم بمشاكل الوطن والأقباط، ويسعي إلي خدمة وطنه وكنيسته وأتمنى أن تتنحي الوجوه القديمة جانبا أذا كانوا يهدفون للصالح العام، فعلا إلا إنني لا اعتقد ذلك.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com