بقلم مدحت بشاى
لا شك أننا أمام نموذج جديد لرئيس مصرى أتت به الجماهير فى لحظة حالكة السواد.. لقد جلس عبدالفتاح السيسى على كرسى عرش مصر، وكل حاجة فيكى يا بلد ماشية غلط.. نخبة وأحزاب فى حالة توهان وضعف وأداء ركيك وانفصال عن الناس وعن المشهد السياسى.. حكومة ارتكبت ــ فى رأيى
أكبر جرم بترك اعتصام «رابعة» أكثر من ٤٠ يوما دون حتى محاولة محاصرة موقع الاعتصام بغرابة شديدة، فتركوا الإخوان يشكلون مستعمرة مدججة بالأسلحة وتأجير شقق واحتلال لمسجد لا يدخله إلا الإخوان.. يتم تجهيز وتسليح البلطجية وتأجيرهم من الشوارع والملاجئ ودور الحضانة
والمدارس التابعة لهم، ويخرجون فى مظاهرات بشعة فى كل أحياء القاهرة الكبرى، يلقون المولوتوف هنا ويحرقون هناك، ويفجرون منشآت، ثم يعودون إلى المستعمرة ولا حد بيقولهم رايحين فين؟!، فلما كان القرار بفض الاعتصامات كان حجم المواجهة بالقطع ينذر بكارثة وهو ما حدث، ورغم توقع خطورة المواجهة لم يتم الاستعداد الجيد لمواجهة تبعات اختراق أتون نار الجماعة المجرمة وجهاً لوجه.
وكل ما حدث من يومها وحتى تاريخه هو تبعات سياسية وأمنية لذلك الحدث، فقد تم منح فرص للدعم المالى وتصعيد فكرة «المظلومية» وتسويقها فى البلاد الداعمة لبقاء الإرهاب فى منطقتنا.
جاء السيسى والمشهد الإعلامى لا يزال يحتفى بغباوات مبادرات الصلح ونشر شعارات «أهلاً باللى إيديه مش ملوثة بدم المصريين» و«الإخوان فصيل سياسى لابد من إعادة دمجه».. دمج صاحب فكر إرهابى لامؤاخذة إزاى؟، و«حزب النور غير الحرية والعدالة».. مع إنه الخالق الناطق هوه وكان شريكا أصيلا ووصيفا ممتثل لأخيه فى كراسى «البريمو» بس مركب دقن، و«لابد من إقامة عقد اجتماعى جديد».. يا سلام همه دول ليهم عهد ولا لسان يتربطوا منه؟!..أليس لكم فى فيرمونت الدليل على النكوص بالعهود !!.
جاء السيسى وتحالفات أعداء الخير لمصر تتواصل فى واشنطن وأنقرة وقطر لدعم جنون الإرهاب فى مصر سياسياً وإعلامياً ومادياً، وتحدى الموقف فى غزة، ووصولاً إلى ميليشيات «داعش» وتهديدات أذنابها المباشرة وغير المباشرة فى محاولة لزرع الخوف فى نفوس المصريين عبر توصيل رسائل من عينة طرد المسيحيين وهدم دور العبادة، والدعوة لجهاد النكاح والقتل لكل من يخالف تعاليمهم المخالفة لأى دين أو حتى نهج إنسانى فطرى، حتى يفقد الناس الأمل فى الحياة ويروحوا فى حالات من الاكتئاب ليصاب بدن الأمة بالشلل، ويتم وأد أى فكر إبداعى..
وكمان كنا ناقصين محامى مبارك يصرخ فى المحكمة ويقول مافيش حاجة اسمها ثورة يناير؛ ليهيل التراب على دماء الشهداء والمصابين، ويهين جيش بلاده اللى وقف مع ثورة شعبه ويحتقر كل المؤسسات اللى وقعت على خطة المستقبل وحيت فيها تلك الثورة (الأزهر والكنيسة والجيش والأحزاب..)، واحتقر شعبا عظيما وافق على دستور بيقول « ٢ يناير» ثورة... ورغم بشاعة ما قال يتم توظيف فضائيات لتمجيد مواقفه وأقواله!!
ويأتى السيسى يوم «الثلاثاء السعيد» الموافق ٥ أغسطس.. يأتى الرجل ليضغط على زر تفجير الساتر الترابى إيذاناً ببدء حفر قناة السويس الجديدة، ويقوم (كعادته) بإخراج المشهد على الهواء فيستدعى أطفال وشباب مصر ليشاركوه الضغطة بعد مطالبته بتنظيم رحلات لهم لمتابعة أعمال شق القناة، وتزغرد الطائرات فى سماء المشهد، ويحيى الرئيس قيادات شركات المقاولات ويستدعيهم لمشهد الافتتاح.. نعم، ولا يهمك يا ريس من بلادة الحس الوطنى عند اللى ما قدروش يفهموا رسايل تفاصيل إخراج المشهد وعبقريته.
فى وسط كل اللى أشرت إليه، يقف الرجل ولا على باله إلا التنمية والأمن القومى المصرى وسعادة الناس.. معاك يا ريس،التنمية طريقنا لتحقيق العدالة والتقدم، كنا بنصرخ ونقول «إدينا أمارة يا ريس» .. وأمارة الثلاثاء السعيد كانت أكثر من رائعة.. فرص تشغيل هائلة.. تقليل ساعات انتظار السفن.. مضاعفة دخل القناة.. عشرات الفوائد.. يا رب بارك.. واحنا فى انتظار إخراج المزيد من العروض الوطنية.
medhatbe@gmail.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com