"عانس" لقب مؤلم يطارد الكثير من الفتيات عند تأخر سن زواجهن، والذى يتفاوت من مكان لآخر وفقًا لاختلاف العادات والتقاليد وفكرة المجتمع عن سن زواج الفتيات، ولكن تبقى النتيجة واحدة وهى لقب سخيف تحول إلى شبح يطارد الفتيات ويجعلهن يتساءلن بمرارة "لماذا أنا عانس؟"، وهو ما تجيب عليه هبة سامى المحاضر فى علوم التغيير والعلاقات الإنسانية، وتلخصه فى 5 أسباب.
وتقول لـ"اليوم السابع"، "تأخر زواج الفتيات يرجع إلى أسباب عدة، أهمها برمجة المجتمع النفسية للبنت أنها لابد أن تنتهى من تعليمها وتتزوج وكل تأخر يصيبها بالإحباط، وكأن الرجل هو الحلم المنشود من الحياة، فهذا يقلل من ثقتها بنفسها ورغم أن لديها ميزات عديدة إلا أن برمجة المجتمع تجعلها لا ترى فى نفسها إلا العيوب وكأن الزواج شىء مستحيل فتُهمل فى نفسها، أو تُبالغ فى الاهتمام الخارجى وتنسى الاهتمام الداخلى أولاً إيمانياً وثقافيا، أو تُبالغ فى البعد عن الفكرة تماماً مرتدية قناع الاستغناء، ونجدها عاكفة على التعليم والثقافة فقط.
أما السبب الثانى فهو عدم التوازن والاستمتاع بالحياة، والنظر لغاية وجودها من الكون الحقيقية، كونها أم وزوجة رسالة عظيمة ولكن يجب أن توّجد لنفسها رسالة تعيش لأجلها إلى أن تجد نصفها الآخر وكيف ستجده وتختاره وتحدد المعايير التى تناسبها وهى تحصر السعادة وكل شىء بالزواج ثم يحدث الصدمة بعد الزواج ونجد "الأم الدجاجة" المُضحية دائماً والتى لديها الكثير من التوتر والقلق والاكتئاب المُزمن، لأنها تُصبح وتصنع من نفسها حق مُكتسب من يُحب نفسه أولاً سيصنع حياة ملِئها الحب والتوازن والنجاح الحقيقى لكن غير ذلك نجده فى ارتفاع نسب الطلاق وأيضاً الخلل فى المنظومة التربوية.
ويرجع السبب الثالث إلى المشاكل الاقتصادية، والتى تتسبب أحيانًا فى فجوة بين الجنسين وهى أن الرجل يسعى لبناء نفسه، والمرأة التى تطالب بالمساواة تريد أن تصبح مثله فى كل شىء فتتخلى عن أنوثتها ومن كثرة المطالبة بالحق بطريقة سلبية تُضيعه وتتمرد، وهو يشعر بضعف التقدير الذاتى وأحياناً بتحقيق الذات، وبدون وعى لأساس المُشكلة تحدث الصِراعات والفجوة والإحباطات فنجد إمرأة جميلة ومُثقفة وغير متزوجة ورجل لديه كل الإمكانيات ويعانى من إيجاد زوجة له، ولا يبدأ أحد بنفسه أو يسعى للوعى والمعرفة لإدارة حياته أولاً ليختار شريك حياته فيحدث العنوسة الذكورية والأنثوية، ليست لجنس بعينه.
السبب الرابع يكمن فى عدم الإجابة على سؤال لماذا أنا هُنا ؟ وكيف أُصبح ذات أثر بكل منظومة ودائرة أتواجد فيها، ما رسالتى وأهدافى وكيف أُحققها؟، كيف أعرف من أنا؟، فلابد أن لا نعيش فى عشوائية فكر وحياة ثم نقول قدر، نحن خُلقنا لنصنع أقدارنا وهذا الفرق بين الشخص الناجح والفاشل.
أما السبب الأخير فهو عدم الوعى والمعرفة بإدارة حياتها بشكل عام ومن ثم عدم إداراتها لحياتها العاطفية وإشباعها، والزوجية بشكل خاص، فانحصرت السعادة بشىء أو شخص واحد ومن ثم ضاعت السعادة، لأن الزواج ليس حلمًا بل رسالة الزواج هى الهدف، مشيرة إلى أن التوازن فى جميع مناحى الحياة هو حل هذه المشكلة التى تؤرق الكثير من الفتيات وأسرهن.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com