كتب : نعيم يوسف
لا شك أن ما يفعله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمعروف باسم "داعش"، في العراق وسوريا هي أفعال طائفية بغيضة، ولا تنتمي إلى الواقع البشري المألوف والطبيعي.. ولكنها أفعال غير آدمية بالمرة... ولكن هذه الأفعال لابد أن تكون إشارة لباقي الدول التي يجب أن تتعظ مما يحدث في العراق وسوريا على أيدي هذه التنظيمات المتطرفة.
ما تعلنه "داعش" هو أنها تسعى إلى إحياء الخلافة الإسلامية، ولكن هل إقامة خلافة الآن من السهل إقامتها مثلما كانت في السابق؟؟؟ بالطبع لا. فتكلفة الحروب الآن مختلفة تماما عن الحروب منذ 1400 عام، فتكلفة الحروب حينها كانت مجرد "سيوف ورماح"، أما بالنسبة للطعام والشراب وما يستلزم التعبئة العامة لهذه الجيوش فالغنائم التي كانوا يسرقونها من المهزومين في الحروب كفيلة بذلك.. وأكثر...
ولكن تكلفة الحروب الآن أصبحت مهولة نظرا للتكلفة العالية للأسلحة الفتاكة التي تستخدم حاليا وأصبحت أعتى الدول لا تتحمل اقتصاد الحروب لمدة طويلة بالإضافة إلى أن التعبئة العامة للجيوش أصبحت تتكلف المليارات فقط في الطعام والشراب، كما أن طبيعة الحروب حاليا تجعل الدول المصنعة للسلاح هي من تحصل على الغنائم الفعلية للحروب أما المحاربون أنفسهم فلا يحصلون على أي شيء.
نقطة أخرى هامة في مسألة الخلافة وهي أن الدول التي سيطرت عليها الخلافة الإسلامية في بداياتها كانت غنية جدا، وذات إقتصاد متماسك جدا مما جعلها مثل الخزائن لتمويل حروب الخلافة آنذاك، أما الآن فبنظرة سريعة على الدول التي تطمح "داعش" في ضمها فنجد أنها -بخلاف السعودية- دول ضعيفة منهارة وذات إقتصاد متهاوي مثل سوريا والعراق...
ولكن الخطر الحقيقي من "داعش" هو الدعوى العنصرية والطائفية التي يدعوا إليها وهذه الدعاوي أثبتت على مدار التاريخ أنها ناجحة في حشد المتعصبين والمتطرفين، والذين يكونون أشد ضراوة في القتال من الجيوش النظامية فهم لا يقاتلون بإنسانية ولكن يبتكرون طرقا بشعة للتخلص من أعدائهم مثلما كان يفعل "هتلر" في اليهود، ومثلما تفعل داعش في الشيعة والمسيحيون.. وللأسف فإن هؤلاء المتطرفون أنصار هذا الفكر كثيرون في عالمنا العربي!!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com