ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رمضان في الصومال.. صائمون يسألون العالم طعام إفطارهم

أونا | 2014-07-04 22:06:47

يعد شهر رمضان شهر التضحية لدى المسلمين، لكن للكثيرين الذين يقيمون في مخيمات للنازحين بمقديشو فإن شهر الصوم المبارك قد يشكل فترة صعبة عليهم.

وقالت فادومو وارسامي، وهي أرملة تبلغ 34 عاما وتعيش بمخيم سايدكا بمنطقة هاولواداغ مع أطفالها الثمانية، فإن الصراع اليومي للحصول على الطعام منعها من الالتزام بفريضة الصوم.

وقالت في حديث لموقع “صباحي” الإخباري الأفريقي والأمطار تنهمر على خيمتها الصغيرة “أحيانا لا يكفي المال القليل الذي أحصل عليه من الاستعطاء لشراء الطعام لي ولأطفالي لذا أعد وجبة طعام واحدة”. وتابعت “صراحة إن ذلك يجعلني ضعيفة جدا فلا يسعني أداء فريضة الصوم، وقد صمت يوما واحدا منذ بداية شهر رمضان”.

وتابعت الأرملة: “أسأل كل من أكرمه الله بالمال وأسأل وكالات الإغاثة لإمدادنا بالطعام خلال الشهر الفضيل”.

وعملت إدارة بنادير على تيسير عملية حصول السكان الأقل حظا في مقديشو على الطعام، وفقا للمتحدث باسم إدارة بنادير أحمد عثمان محيي الدين شوقي، على الرغم من انه أشار إلى وجود مئات العائلات غير الميسورة التي لم تحصل بعد على المساعدة.

وقال شوقى  لصباحي، إن “كثير من الصوماليين لا يمكنهم تحمل تكلفة وجبات الإفطار”، مضيفا أن إدارة بنادير تضمن حصول الأكثر حاجة على المساعدات الغذائية أولا من خلال السماح لمفوضي المقاطعات بتحديد أولوية التوزيع على الأفراد في كل منطقة. وأضاف “ستصل المساعدات الغذائية أولا من خلال وزارة الداخلية [والحكومة الفيدرالية] لإدارة بنادير الإقليمية والتي ستوزعها إلى إدارات المقاطعة ليتم إيصالها إلى الناس الأكثر حاجة”.

وتابع شوقي، قائلا إن الكثير من المساعدات الغذائية التي توزع بمقديشو منذ 20 يونيو منحتها تركيا وعُمان ورجال أعمال في الصومال، وتشمل الدقيق والأرز والزيت والتمور.

وأضاف شوقى، “أكثر من 1000 عائلة حصلت على الطعام عبر هذا البرنامج على الرغم من أن الحاجة أكبر بكثير ولا يمكن بالفعل تلبيتها. لكن من الممكن لبعض الأشخاص الذين حصلوا على الطعام الإكتفاء لمدة شهر واحد”.

وتابع شوقي، إن الإدارة تأمل بالحصول على مساعدات غذائية إضافية من وكالات إغاثة دولية والمجتمع الصومالي لرجال الأعمال قريبا حتى يتمكنوا من مساعدة المزيد من العائلات، من دون أن يقدم شرحا إضافيا حول الكمية المتوقعة من المساعدات.

وأردف قائلا “ننوي الوصول إلى من لم يحصلوا بعد على المساعدات الغذائية خلال الأيام المقبلة، وإن مساعدة من هم بحاجة إليها لن يتوقف خلال شهر رمضان”.

السكان يرحبون بالمساعدات

يذكر أن ذوي الإعاقة والأرامل والأمهات المطلقات كانوا من أول الحاصلين على المساعدات الغذائية في مقديشو.

وشكر ضاهر وارسامي، ويبلغ 39 عاما وهو أب لسبعة أطفال ويعاني من الشلل برجليه نتيجة حادث سيارة تعرض له عام 2000، الحكومة التركية لتوزيع المساعدات الغذائية والوقوف إلى جانب الصوماليين.

وأضاف “لقد ساعدونا خلال فترة الجفاف الحاد الذي عانى منه الشعب الصومالي [عام 2011]… ونرحب بهم لا سيما وأنهم يقفون دوما إلى جانبنا” مشيراً إلى أنه يأمل بأن تقدم دول ووكالات إغاثة أخرى بالعمل المماثل ، قائلا “أطلب منهم ألا يتوقفوا أبدا عن المساعدة التي يقدمونها لنا”.

وقالت فايزة معلم موسى، وتبلغ 30 عاما وهي أم لأربعة أطفال تعيش في ناحية يقشيد بمقديشو، “أشعر بالسعادة لأن إدارة بنادير الإقليمية أعطتنا الطعام خلال شهر رمضان. على الرغم أن ثمة حاجة كبيرة لم يتم تلبيتها أشعر بالإمتنان لكل من تبرعوا بالطعام لإدارة بنادير التي نجحت بإيصال الطعام إلينا من دون فقدانه نتيجة الفساد”.

لكن هاوو شارماكي، التي تبلغ 36 عاما وهي أم لثمانية أطفال ومنهم طفل من ذوي الإعاقة، فأكدت أن مخيم تارابونكا للنازحين في منطقة هودان بمقديشو حيث تقيم لم يحصل بعد على المساعدات الغذائية، وهم بحاجة ماسة للمساعدة.

وقالت لصباحي “لم نحصل بعد على المساعدة الغذائية، لكننا نطالب بأن يتم إرسال الطعام أو الأدوية المتوفرة إلينا. وندرك أن توزيع الطعام يتم في الكثير من المناطق في المدينة، لكننا بحاجة أكبر للطعام ممن يحصلون عليه”.

وكالات الإغاثة تحشد الدعم

وقال نائب مدير منظمة التعاون الإسلامي في الصومال، محمد إيديل صبريه، إن وكالات الإغاثة تعمل كل ما في وسعها بالأموال المتوفرة لتقديم المساعدة للصوماليين المعتازين في أنحاء البلاد.

وأضاف أنه تم تكثيف مساعدات الإغاثة من شهر آذار/مارس، بعد أن أطلق الجيش الوطني الصومالي وبعثة الإتحاد الأفريقي بالصومال عمليتهم العسكرية الأخيرة للقضاء على عناصر حركة الشباب من جنوب الصومال.

وتابع صبريه ع في حديث لصباحي “نعمل على تنسيق الجهود من خلال تعيين منطقة محددة لكل وكالة حتى لا تتركز عمليات المساعدة في منطقة واحدة”.

وأضاف “إن المنظمات تقوم بعملها بشكل متزامن”، مشيرا إلى أن الهلال الأحمر التركي وجمعية الهلال الأحمر القطري وجمعية زمزم والإغاثة الإسلامية هي من المنظمات الشريكة التي تساهم في هذا الإطار.

وأوضح أن “المناطق التي سيتم توزيع المساعدات الغذائية فيها تشمل جالجادود وهيران وشابيلي الوسطى والسفلى وباي وباكول وجيدو وجوبا السفلى”، شارحا أن الفرق الطبية المتنقلة انتشرت في المناطق المتضررة نتيجة حصار حركة الشباب، كما في حدر والبور وقوريولي.

واعترف صبريه بأن المزيد من المساعدة لازمة لتلبية حاجة الصوماليين، وأكد أن منظمة التعاون الإسلامي بالصومال تعمل على توفير الأموال اللازمة لتوسيع وزيادة جهود الإغاثة.

وختم قائلا “إن الوضع لا يزال صعبا وإن المزيد من الناس يعانون من خطر الموت، لذا سنواصل مناشدتنا الدولية للحصول على المزيد من الأموال وعقد اجتماعات منتظمة [مع أصحاب الشأن] لتوعيتهم حول الوضع”.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com