(شطحة من شطحات الخيال )
للشاعر فايز البهجورى
مَرَّةٌ ...سرت... وتهتُ والى الشاطِئ جئْتُ
نسمةٌ هَبَّتْ فنمتُ أخذتنى لبعيدْ
لست أدرى هل حَلِمْتُ أم صحيحا ما رأيتُ
وصحيحا... ما سمعتُ ام هو التعب الشديدْ
هَبَّتْ الريح عَليَّا هَمَسَتْ فى أذنيَّا
" أيها الحائر هَيَّا حيث تحيا فى سعودْ
قُمْ لتسبحَ فى الفضاءْ بين أرضٍ وسماءْ
تتمتع بالصفاءْ وتغنّى ... للوجودْ "
قلتُ يا ريح السماءْ أنتِ يا روح الفضاءْ
هَمْسُك الحلو غناءْ لحنك العذب نشيدْ
راقنى يا ريح همسكْ وأنا أشعر لمسكْ
ليتنى يا ريح مثلكْ لا تُقَيِّدَنى حدودْ
ليتنى مــثل الرياحْ طائراً دون جناحْ
كنتُ أمضى بارتياحْ ثم أبقى.. لا أعودْ
أنا يا ريحُ سجينْ بين قوم جاهلين
جعلوا "الأوهام" دينْ . ركعوا فيها سجودْ
بين عاداتٍ قديمهْ وتقاليد عقيمه
وقوانين ذميمهْ ما بها فكر سديدْ
بين تلك "الترّهــاتْ" مَلَّت النفس الحياةْ
إننى أرجو النجاةْ من عذابات القيودْ
( الترهات أى الخرافات )
بين ظلم... وانظــلامْ عافت النفـسُ الكلامْ
وأنا أبغى السلام " فى رحاب اللاحدود "
اسمع الطير يُغَنّى لحنه الحلو الأغنِّ
إنه أسعد منّى لا يبالى بالوعيدْ
وأنا حيث أكونْ أذرف الدمع الهَتونْ
أينما كنت سجونْ حيثما أمشى قيودْ
( الدمع الهتون أى الدمع الحار )
كل فعل قَيَّدوه كل شبــــر حددوه
كل شيئ رصدوه وضعوه فى بنودْ
آه من هذا الشقاءْ آه من ذاك العناءْ
كيف أحيا فى هناءْ لا قيودَ.. ولا حدودْ
إن قلبى فى إشتياقْ لو حيينا فى انطلاقْ
لو مضينا فى وفاقْ دون قيدٍ فى الوجودْ
قالت الريح تعالْ إننى خلف التلال
وكفى منك جدالْ وكفى منك صدودْ
سوف نمضى فى هناءْ نطوى آفاق الفضاءْ
مثلما أنت تشاءْ وكما أنت تريدْ
فى هدوء شاعرىّ فى صفاء أزلىّْ
وسلام أبدىّ فى رحاب اللاحدود
فجأه يعلو نداءْ حارسُ الشاطئ جاءْ
فلقد حل المساء وعلينا أن نعود
بعدها أدركت أنِّى كُنْتُ فىُ حلْمٍ سحرنى
أخرج المكبوت منىِّ دون وعى أو قيود
عشته حلماً جميلا لم يدم الا قليلا
ليته ظــــل طويلا ليته كان يعود
---------------------------
من ديوان ( الشاعر ... والطريق ) لفايز البهجورى.
وقد نشرت لأول مرة بجريدة " مصر " المسائية بالقاهرة فى عام1958
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com