توقعات بوصول ستيفن بيكروفت يوليو المقبل.. ومارك سيفرز يقيم حفل عيد الاستقلال بالقاهرة قبل موعده بعشرة أيام
كشفت مصادر دبلوماسية لـ"اليوم السابع"، أن الكونجرس الأمريكى لم يصادق حتى الآن على ترشيح إدارة باراك أوباما لروبرت ستيفن بيكروفت، سفير أمريكا لدى العراق، سفيرًا جديدًا للولايات المتحدة فى القاهرة.
وأشارت المصادر إلى أن الكونجرس سيعقد جلسة استماع لبيكروفت خلال الأيام المقبلة، وبناء عليها سيصدق على القرار قبل إرسال أوراق الترشيح النهائية إلى القاهرة موجهة من أوباما إلى المشير عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أوائل شهر مايو المنصرم، رسميًا، أن أوباما اختار روبرت ستيفن بيكروفت، سفير أمريكا لدى العراق، سفيرًا جديدًا فى القاهرة، بعد خلو المنصب منذ سبتمبر الماضى، وذلك قبل أيام من إجراء الاستحقاق الثانى فى خارطة الطريق والمتمثل فى الانتخابات الرئاسية والتى تمت قى 26-27 مايو وفاز فيها السيسى رئيسًا للبلاد.
ورغم مرور ما يقرب من شهر منذ تسمية اسم السفير الجديد، غير أنه لم يعلن رسميًا حتى الآن متى سيتسلم مهام منصبه الجديد، خلفا لآن باترسون، السفيرة الأمريكية السابقة التى اتهمت بانخراطها فى الشأن المصرى الداخلى بعد 30 يونيو، وانحيازها لطرف على حساب آخر.
وزادت التكهنات بأن مجئ السفير الأمريكى الجديد، الذى يوصف بأنه ذات خبرة كبيرة فى مجال الدبلوماسية، مرتبط بوجود رئيس مصرى جديد، وهو ما تم بالفعل بتنصيب السيسى رئيسًا، الأحد، مما ينذر بمجيئه قريبًا.
وقالت مصادر مطلعة، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن مجئ ستيفن بيكروفت سيكون فى شهر يوليو المقبل، بعد تصديق الكونجرس، كما ستكون الأوضاع اتضحت معالمها فيما يتعلق بالمشهد السياسى فى مصر، الأمر الذى سيسمح للإدارة الأمريكية برسم إطار مبدئى لشكل العلاقات الأمريكية- المصرية فى الفترة المقبلة مع وجود رئيس مصرى جديد ينظر إليه الغرب بعين الريبة والشك وينتظرون كيفية إدارته لبعض الملفات على رأسها ملف الحريات.
وما يعزز مجئ بيكروفت فى شهر يوليو، أن مارك سيفرز، القائم بالأعمال فى السفارة الأمريكية والذى تمكن بكفاءة خلال فترة وجوده من توجيه دفة السفارة بعيدا عن غضب الشارع المصرى، بتجنبه للتدخل فى أى شىء له علاقة بالشأن المصرى الداخلى، مع الحفاظ على التواصل مع الحكومة المصرية وحضور بعض المناسبات الاجتماعية التى تستضيفها السفارات الأجنبية الأخرى، سيغادر منصبه فى أغسطس المقبل ويعود إلى واشنطن، فى الوقت الذى تحتفل فيه السفارة الأمريكية بعيد الاستقلال فى 24 يونيو الجارى، تحت رعاية سيفرز باعتباره الرجل الأول فى السفارة الآن.
ومن المفترض أن تحتفل الولايات المتحدة بعيد الاستقلال فى 4 يوليو من كل عام، ولكنها ستحتفل به مبكرا هذا العام فى مصر، بالإضافة إلى أن شهر أغسطس يعرف بأنه شهر الأجازة الصيفية للكونجرس الأمريكى، وإذا لم يصدق الكونجرس على قرار ترشيح بيكروفت، فسيضطر إلى الانتظار حتى سبتمبر أو أكتوبر، وهذا أمر مستبعد نظرًا لأن سيفرز سيغادر فى أغسطس.
وفى هذا الصدد، يرى ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية والمعنى بالشرق الأوسط، أن السفير الأمريكى الجديد، أغلب الظن لن يشكل وصوله تغيرًا هاًما فى السياسة الأمريكية تجاه مصر، مشيرًا إلى أن مجلس الشيوخ لم يصدر قراره بعد بشأن ترشيحه.
وأوضح فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن موقف الولايات المتحدة على مستوى التصريحات والمستوى اللفظى لن يتغير فيما يتعلق بدعوتها للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، لافتًا إلى أن واشنطن ربما تستخدم مصطلحات مثل "إشمال"، ولكن المسألة لا تتعلق بما ستقوله الإدارة الأمريكية بقدر ما ستفعله.
أما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستتقبل المشير السيسى رئيسا لمصر، وستدعمه، قال براون، إن إدارة الرئيس باراك أوباما ستتقبله، "فالولايات المتحدة تقبلت مبارك ومرسى وستتقبل السيسى، ولم ألتق أحدًا فى الحكومة الأمريكية يعتقد أن الولايات المتحدة لديها المقدرة على تحديد من سيرأس مصر"، "أما الدعم فهو مسألة أكثر صعوبة"، مشيرًا إلى أنه برغم الاتصالات الوطيدة، إلا أنه سيبقى نوعًا من الشرخ فى بعض أشكال التعاون والمساعدة.
ومع ذلك، يرى الخبير الأمريكى أن هذا التوتر فى العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم يمنع وجود مجموعة من المصالح الاستراتيجية المشتركة والاحترام المتبادل، كما أن هناك مجموعة من الروابط بين مؤسسات الولايات المتحدة ومصر فى المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية، لافتًا إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية لم تكن قط ذات شعبية فى مصر، فى الوقت الذى لا تحظى فيه بمكانة بارزة فى السياسة الأمريكية الداخلية، ولكنها علاقة عمرها أطول من معظم المصريين والأمريكيين الآن.
وأشار براون إلى أن الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى، يتحدث بكل احترام عن الولايات المتحدة، مما يدل على أنه يريد رأب الصدع الذى أصاب العلاقات.
أما سامح شكرى، السفير المصرى السابق لدى واشنطن، فيرى أنه من الصعب التنبؤ بشكل العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بعد انتخاب رئيسًا للجمهورية وتعيين سفير أمريكى جديد، مؤكدًا أنه ينبغى أن يكون هناك تشاور عميق للبلدين مع الأخذ فى الاعتبار علاقاتهما الاستراتيجية القديمة التى تجمعهما، وذلك لإزالة الشوائب ولفتح صفحة جديدة دون إغفال ما حدث فى الماضى.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com