أجرى الحوار: جرجس وهيب
عندما علمتُ بخبر اختيار السيدة كريمة ميخائيل صقر، الأم المثالية لمحافظة بني سويف، تعجبتُ كثيرًا من اختيار مسيحية لهذا اللقب، لكنني وعندما جلست معها، وتعرفتُ على قصة كفاحها المُشرفة، أيقنت أنها تستحق هذا اللقب عن جدارة، وأن لقب الأم المثالية لمحافظة بني سويف، أقل بكثير مما تستحقه هذه السيدة المكافحة، فقد كفاحت بأقل الإمكانيات، وفي ظروف في منتهى الصعوبة والقسوة، حتى وصلت بأبنائها إلى بر الأمان، ورغمًا عن ذلك، لم تنسب ولو للحظة الفضل لنفسها، وإنما نسبت جزءًا كبيرًا من كفاحها لأختها وزوجها، لذلك كان لابد من مقابلتها، وإجراء حوار معه للتعرف عليها، وعلى قصة كفاحها، لتكون نموذجًا رائعًا يمكن لكثيرين أن يحتذوا به.
- بداية.. سألناها عن سيرتها الذاتية؟
- اسمي كريمة ميخائيل صقر، من مواليد مدينة بني سويف عام 1948، حاصلة على دبلوم تجارة عام 1969، وكنتُ أعمل موظفها بهندسة كهرباء الواسطى.
- متى تزوجتي ومتى توفى الزوج؟
- تزوجت من المرحوم سعد سليمان متى، عام 1971، وكان يعمل حينها موظفًا بمجلس مدينة الواسطى، وأقمنا بمدينة الواسطى بمحافظة بني سويف، وقد وافته المنية إثر أزمةٍ قلبية مفاجئة على شاطىء الأسكندرية أثناء وجودنا بالمصيف.
- كم استمر زواجكما؟
- 8 سنوات
- كم كان عمر الأبناء عند وفاة رب الأسرة وما عددهم؟
- كان لديَّ طفلان، هارفي 6 سنوات، وجان 4 سنوات، وولدت ماريانا بعد وفاة والدها بـ 4 شهور.
- صفي لنا شعورك لحظة وفاة زوجك..
- أحسستُ أن حياتي قد انهارت وتهدمت، ولكن سرعان ما تمالكتُ نفسي حرصًا على مستقبل أولادي الصغار.
- ما أصعب فترات حياتك؟
- بالطبع بعد وفاة زوجي، فقد أحسستُ أن مسئولية كبيرة قد ألقيت على عاتقي، فكنتُ لأبنائي أبًا وأمًا في نفس الوقت، كما أن تربية الأطفال الصغار، وخاصة في حالة غياب الأب صعبة جدًا.. وكان صعبًا عليَّ أن أوزان بين تربية أولادي وبين عملي.
- ولماذا لم تتزوجي بعد وفاة وزجك؟
- أولادي كانوا ومازالوا أغلى شيء بحياتي، بل أغلى من الدنيا وما فيها، لذا كان كل تركيزي منصبًا على تربية أولادي أكثر من أي شيء آخر.
- إخبرينا عن أكثر الشخصيات وقوفًا بجانبك بعد وفاة زوجك؟
- أختي عواطف ميخائيل وزجها الأستاذ ميخائيل فهمي، كان لهما فضل كبير في تربية أبنائي، حيث كنت أترك أبنائي لدى أختي حتى أعود من عملي.
- ما هي مصادر دخلك بعد وفاة الزوج؟
- معاش زوجي البسيط وكان 13 جنيهًا، بالإضافة إلى راتبي من عملي بهندسة كهرباء الواسطى.
- ما هي مؤهلات أبنائك ووظائهفم التي يشغلونها الآن؟
- هارفي حاصل على بكالوريوس تجارة، ويعمل محاسبًا بالتأمينات الاجتماعية، وجان حاصل على بكالوريوس طب، ويعمل طبيبًا، وماريانا حصلت على بكالوريوس تجارة، وتعمل بالشركة المصرية للاتصالات.
- ما أسعد خبر وقع على مسامعك بعد وفاة زوجك؟
* نجاح أولادي في الدراسة، وحصول ابني جان على المركز الخامس على مستوى محافظة بني سويف بالشهادة الإعدادية، وتكريمه من المحافظ، وزادت فرحتي طبعًا بتخرح أبنائي جميعًا من الجامعة، ولكنها اكتملت بزواجهم.
- من الذي قدم لكِ في مسابقة الأم المثالية؟
- موظفة اسمها سحر، هي التي جاءت إلى المنزل وأخذت الورق وقدمت لي.
- من أول من زف عليكِ خبر اختيارك أمًا مثالية؟
- أحد موظفي مديرية التضامن ببني سويف، حيث أخبرني هاتفيًا.
- هل تم تكريمك من قِبل بعض المسئولين؟
- نعم.. فقد نظمت وزارة التضامن رحلة نيلية في باخرة لمدة ساعتين، للأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، ثم كرمنا بعد ذلك لاحقًا الدكتور علي مصيلحي، وزير التضامن، بدار الأوبرا، ومنحني شهادة تقدير، ومبلغًا ماليًا، وقد قيل لي إنه سيتم عمل احتفال ببني سويف يحضره سيادة المحافظ لتكريمي، كما حضر للمنزل لتهنئتي رئيس مركز ومدينة الواسطى.
- ماذا تقولين لمن هم في نفس ظروفك؟
- الطريق شاق وصعب، ولابد من التمسك بالرب والصبر، وعندما يكبر أبناؤكم ويتخرجون وينجحون ويتزوجون، سوف تكونون أسعد من في العالم، وسوف تنسون حينها كل لحظة ألم أو تعب أو ضيق مررتم بها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com