كتب : نعيم يوسف
أصل القاعدة هو أنه لا يوجد شخص بلا أخطاء، ولا يوجد "كامل" بين البشر، فالكمال لله وحده، أما ما يحدث من قبل بعض الناس من محاولة وصف أنفسهم بأوصافه الله أو الوطنية المطلقة، أو الثورية المطلقة، بهدف ربح جولة سياسية على حساب الخصوم السياسيين، فهؤلاء لا يوجد وصف محترم يمكن أن يوصفوا به!
كما أن أصل القاعدة أن يكون الشخص "الطبيعي" ولاؤه وإنتماؤه لوطنه فقط بغض النظر عن الأشخاص، الذين يمكنهم تحقيق مصالح الوطن، فإذا رأى أن دعم شخصا بعينه – من وجهة نظره – في مصلحة الوطن.. فليفعل، وإذا رأى دعم المنافس في مصلحة الوطن.. فليفعل أيضا، أما إذا رأى أن المقاطعة أو إبطال صوته هو ما يحقق هذه المصلحة.. فهو حر!
ومن الطبيعي جدا أن يدعم شخصا ما أحد المرشحين وفي نفس الوقت يكون لديه بعض التحفظات على هذا الشخص – فالكمال لله وحده – ومن الطبيعي أيضا أن يدعم شخصا ما ثم يكتشف بعض الأشياء والصفات التي يراها أنها عيوب ضد مصلحة الوطن فيعدل عن دعم "نفس الشخص" ، وهذا من حقه دون أن يتربص به أحد أو أن يصفه بما لا يليق من التحول أو البيع أو الخيانة!!
أما من غير الطبيعي أن يظل شخصا ما يدعم أحدهم في كل المواقف دون انتقاد لما يقوله أو يفعله، بل يحاول أن يبرر ذلك ويضفي عليه بعض الشرعية، وفي هذه الحالة يصبح هذا الشخص من ضمن "الخرفان" الذين ينقادوا إلى المراعي التي يسوقهم فيها رعاتهم، دون النظر إلى جودة أو سوء أو نتائج الذهاب إلى هذه الأماكن، فالأصل الذي يعتمد عليه مبدأ الوطنية هو "الإنتماء إلى الوطن"، أما الأصل الذي يعتمد عليه "الخرفان" فهو "الإنتماء إلى الشخص والإنسياق وراؤه".. وبين الوطنية وال"الخرفان" فاصل قصير!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com