بقلم د. سليم نجيب
القضية القبطية ليست وليدة اللحظة لكنها دفينة منذ الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وربما أبعد من ذلك بدءاً من تراخيص بناء الكنائس مروراً بحجب التعيينات في وظائف معينة وصولاً إلى المناهج الدراسية التي ترفض الوجود المسيحي في مصر بل ولا تعلم الأطفال الأقباط حتى دينهم داخل المدرسة ولا تعلمهم أيضاً الدين الآخر.
كل ما سبق ليس بجديد فيمكنك أن تقرأ بوضوح تقرير العطيفي عام 1972 والذي أعقب حادثة الخانكة وكانت تقريبا أول حادثة تكشف عن الاحتقان داخل المجتمع لكن الدولة السنية للأسف لم تتعامل مع أي مما جاء في توصيف التقرير بل تجاهلته تماماً واهتم وقتها السادات باطلاق العنان للجماعات الاسلامية لضية لضرب التيار الاشتراكي واستمراراً للمخطط الاسلامي لقضاء على الأقباط. وأغتيل السادات وجاء من بعده عهد مبارك وأثبتت الأيام أن عهده أسوأ عهد يمر على الأقباط منذ عهد الملكية، هادفاً تطهير وتصفية وتهجير الأقباط ولكن هيهات ثم هيهات فبقاء الحال من المحال وكراسي الحكم لن تدوم إلى الأبد.
كم من مرة كتبنا وكتبت أيضاً الهيئات القبطية في المهجر وكذلك نشطاء حقوق الانسان في مصر والمهجر عما يتعرض له الأقباط من إضطهادات وانتهاكات لحقوقهم الانسانية وفقاً للمواثيق الدولية لحقوق الانسان.
وكم من مرة وجهنا نداءات لرئيس مصر ولكافة المسئولين في مصر المحروسة ولا مجيب لتفعيل دولة المواطنة وإعمال وتنفيذ الدستور المصري ذاته بالغاء المادة الثانية من الدستور التي تكرس دينية الدولة وليس مدنية الدولة ولا حياة لمن ينادي . صمت مريب من عسكري البوليس إلى رئيس الدولة إلى مثقفي مصر والاعلاميين عن حوادث واعتداءات ضد كنائسنا وأديرتنا واختطاف بناتنا القبطيات القصر ونهب ثم حرق المنازل والمتاجر وقتل المواطنين الأقباط ثم يفرضون على الأقباط أبرام صلح وذلك بلوي الذراع والتهديد.
وفي الآونة الأخيرة تغيرت خطة الدولة البوليسية فالآن كل يوم جمعة تقريباً يصعد أحد مشايخ المتعصب المسجد وينادي المواطنين المسلمين بقتل الكفرة وهذا كل أسبوع ويتم ذلك تحت سمع وبصر ضباط الأمن المركزي ومباحث أمن الدولة. هكذا حصل في نجع حمادي ومرسى مطروح وكنيسة الملاك ميخائيل بالاسكندرية (كفر عبده)، وفي العصافرة (الاسكندرية) وهلما جرا كل أسبوع تقريباً. ثم يأتي فرض قبول صلح اذعاني بعد أن يكون المسلمين سلبوا ونهبوا ممتلكات الأقباط والغرض من كل هذا الارهاب المتكرر هو تطفيش وتهجير الأقباط من الصعيد وشيئاً فشيئاً القضاء على الأقباط مثل الأرمن ومجزرتها في عهد الأتراك. إنها جريمة حكومية بحتة.
ومنذ اسابيع تحدث سيادة الرئيس مبارك في عيد الشرطة ونادى بنشر المبادئ والأخلاقية والسماحة والمثل والسلام الاجتماعي والمحبة بين أفراد المجتمع... الخ. ماذا تم بعد الحديث الجميل؟؟ اعتداءات تلو الاعتداءات ضد الأقباط في صعيد مصر والكلام الحلو المعسول تبخر. ألم تسمعوا أو قرأتم أن الدكتور مفيد شهاب صرح بأن اصدار قانون دور العبادة لن يصدر الآن لماذا يا سيادة الوزير؟؟ الم يكفيكم سنوات دراسة هذا القانون منذ 1972 حتى الان.
يا حضرات السادة،
أننا كمسيحيين سلاحنا ليس مثل الآخرين قطع الرقاب وسفك الدماء، إنما سلاحنا هو إيماننا بالله القوي وثقتنا في عدله لا تخزى.
وأبواب الجحيم لن تقوى عليها (متى 16: 18)
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com