بقلم : مايكل دانيال
لا تدينوا كي لا تُدانوا .. تلك هي الوصيه و لكن ...
هل حقاً نحن لا نٌدين !!
للأسف الشديد فنحن نعيش واقعاً يعتمد حديثنا اليومي فيه - غالباً - علي الادانه ..
فقد أصبح حديثنا ( عن ) بعضنا البعض ، أكثر جدا من حديثنا ( مع ) بعضنا البعض !!
و غالبا ما يحمل ذلك الحديث بين طياته ( أدانه ) لهؤلاء الاشخاص الذين نتحدث عنهم ...
نتيجه لذلك الواقع ، للأسف .. فأن البعض قد أعتاد علي أخذ انطباع و رسم صورة للأخرين من واقع كلمات البعض ألآخر عنهم فقط ، دون تدقيق او حتي دون أدني محاوله منهم للتحقق من مدي صحة هذه الكلمات ، مما يجعل هذا الانطباع مغلوطاً في الكثير من الاحيان و هذه الصورة مشوهه لا تمت للأصل بأدني صله !
و هذا علي جميع المستويات ..
فعلي المستوي الشخصي قد نجد ان البعض يأخذ انطباعاً عن آخرين - لم يتعامل معهم يوما سوي في حدود ضيقه - فقط من خلال حديث لشخص أخر عنهم ، و ما أكثر تلك الالسن التي تلوك سيره الاخرين في افواههم المملوءه غشاً و رياء و كذباً !!
بينما نجد ان ألبعض الاخر قد يتحدثون مع غيرهم عن انطباعاتهم تجاه شخصاً ما ، في حدود معرفتهم به منذ سنوات و سنوات ، دون ان يجول بخاطرهم للحظه أنه قد تغير سواء للأفضل او حتي للاسوأ خلال تلك الفتره ، ربما لأن البعض قد تناسي ان الزمن هو المعلم الاكبر للجميع .
فحينما نبحث بين طيات ذكرياتنا عن ما يُشبه واقعنا الحالي .. قد لا نجد ، لأن الزمن يغير فينا الكثير و الكثير جدا ، و لكن البعض للأسف قد لا يٌدرك البعض ذلك ربما لرفضهم لمفهوم الحداثه من الاساس ، ليظل انطباعهم القديم عن من لم يرونهم لفترة طويلة ( كما هو دون تغيير ) رغم مرور الكثير من الوقت علي أخر لقاء بينهم و الذي قد يكون منذ سنوات و سنوات و دون أدني محاوله لأكتشاف الآخر من جديد بعد كل هذا الوقت !!
و علي مستوي الاعلام ، فأننا قد نجد في أحد برامج الــ (توك شو) - التي يزدحم بها جدول معظم القنوات الفضائيه – حديثاً عن ( فلان ) و ربما يكون هذا المتحدث علي خلاف شخصي معه ، فأذا كان لهذا المتحدث قاعده جماهيريه او ظهير شعبي فأن هذا الشخص الآخر - محور الحديث - يتحول في أذهان المستمعين الي مسخ .
و العكس صحيح تماماً .. فاذا اردت ( تلميع ) شخص ما ، فقط كل ما عليك هو ان تتحدث كثيراً عن مميزات - قد تكون غير موجوده به - أعلامياً .. و في هذا الكفايه !
فهل أصبحنا شعباً يفكر بأذنيه !!
نقطه و من أول السطر :
ليتنا نتجنب الحديث ( عن ) بعضنا البعض ، و لنتجنب ( التطوع ) بابداء الرأي في الاخرين و دون حتي ان يُطلب منا ذلك ، هذا متي أردنا ان نرتقي و ايضاَ كي نُتيح للأخرين فرصه تكوين أنطباعاتهم الشخصيه عن الاخرين دون تشويش ..
و ليتنا نتعلم ان نسمع (منهم) بدلاً من ان نسمع (عنهم) .. لتكون انطباعتنا عن من هم حولنا أكثر دقه و أكثر واقعيه و من خلال تعاملاتنا الفرديه معهم ، و ليس من خلال انطباعات الاخرين ، حتي لا نُخطيء في الحكم عليهم .. فقد يكونوا هؤلاء الاشخاص فعلياً أفضل كثيراً من صورة رسمناها لهم في خيالنا من خلال مجرد كلمات سمعناها عنهم !
فمن سمع ليس كمن رأي و تعامل و أدرك ..
و قيل قديما >> لا تصدق كل ما تسمع و لا تصدق سوي نصف ما تراه ..فليتنا نٌدرك ذلك جيداً !
علي الهامش :
كلمه لكل من تضرر و لو للحظه من حديث البعض عنه بما ليس فيه :
** لا تنشغل كثيراً بكل من يحاول تشويه صورتك ، و تذكر دائماً انك وحدك من تملك الاصل .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com