بقلم : إبراهيم صالح
يقول أحمد زكى فى مرافعته الشهيرة أمام القاضى فى فيلم ضد الحكومة :"كلنا فاسدون كلنا فاسدون لا أستثنى أحدا حتى بالصوت العاجز المواطن قليل الحيلة" هذا وقد جاء الإعتراف هنا وبغرابة درامية ولا أعلم كيف حدثت من "محامى فاسد" نتيجة صحوة ضمير إنتابته وهذه الصحوة والحق أقول نادرا ما تحدث أو هى أصلا لا تحدث اللهم إلا إذا كان وراءها حمى محمومة,
أو أكلة مسمومة, ولكن وأيا ما كان الأمر فالإعتراف قد كشف لنا عن فساد عام فساد لاشك معشش فى كل خلية من خلايانا الجسدية من الساس للراس, متوطن فى الجينات وإن كان وهو فى حالته الجينية الراكدة هذه ينتظر, وبلهفة شديدة فرصة حقيقية تأتيه للخروج والدخول إلى منطقة عنق الرحم فيستنسخ أجنة وأجنة صبيان وبنات يكبروا ويتجوزوا ويعيشوا فى تبات ونبات عشان بردو يخلفوا لنا فساد وفساد, ولم يقتصر هذا الفساد على هذا التوطن الداخلى السابق فحسب, لا بل هو داخلى وخارجى أيضا يعنى اتنين فى واحد حيث انه منتشر وبإكتساح فى كل مكان على أرضنا فى الماء والهواء, فى الشارع والحارة والوزارة ,
ولا أنكر أن الأسباب وراء ذلك المد الفسادى كثيرة جدا جدا منها ما هو طبيعى بسبب الميراث الآدمى سقطة الإنسان آدم وحرمه, ومنها ما هو تاريخى نظرا لكثرة اللاعبين فى كتاب التاريخ سواء بالحذف والإضافة أوالتعديل وقد أكد عصر مبارك كمثال حي قريب هذا فنحن قد إخترناه وبايعناه وإن كنا لم نفعلها بأيدينا بل قام بها نيابة عنا المدعو صندوق الإنتخابات,
ومنها أيضا ما هو دينى حيث كشف لنا عصر مرسى بجدارة عن هذا البعد فالدين يصلح هو الآخر للفساد لأنه جزء جوهرى من منظومة حياتنا اليومية ومن ثم فإن إستغلاله بمهارة وتصرف ضرورى إذ لا ينبغى أن يترك دون إستغلال, ومع كثرة الفساد فى حياتنا حتى أصبح أسلوب حياة كما نرى فإنه من الصعب علينا أن نحيا بدونه لأننا ولدنا به, وعشنا عليه شربنا ماءه وإستنشقنا هواءه, ومن ثم يحز على كلانا التخلى عن الآخر, ولكن الضرورة تحتم علينا التخلى الآن عن هذا التوأمة حتى نستطيع أن نأكل بلا شحاتة وديون وحتى نرى بلا دخان فحم وشموع, ومن هنا فالتخلى ضرورى أى ليس لنا بديل سوى هجر الفساد مع التغنى لهذا الهجر الجميل, والمشكلة هنا هو كيف نفعلها ونبطل فساد؟ لاشك ان الحل صعب بسبب كل ما قلناه, لكنه ليس مستحيل ورؤيتى الشخصية لهذا الحل شوية من الأحمر على وشوشنا شوية من اللى ناقصنا كلنا .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com