بقلم د. غادة شريف
تصدق بالله يا حمادة؟.. إذا كنت ناوى تظل هكذا راكن مخك صف تانى، دون تفكير فيما تسمعه من افتكاسات، يبقى تستاهل أن من يسمون أنفسهم بالمثقفين والنخب إنهم يتعالون عليك!.. وآخر افتكاسة طالعة موضة فى صيف ٢٠١٤ هى تلك اللبانة الممطوطة التى يرددها السياسيون بأن المشير السيسى يفتقد الظهير السياسى!..
وتبص تلاقى اللى رايح واللى جاى ماشيين يعايروا الراجل بأنه ليس له ظهير سياسى!!.. ونفسى أعرف يا حمادة هو فين أصلا هذا الظهير السياسى الذى يتحدثون عنه؟!!.. والنبى تروح تسأل كده عند عم أحمد البقال.. لو لقيت عنده، هات واحد.. لأ، خليهم اتنين.. واحد نسلقه ونحمره، والثانى نحشيه!..الغريب أنك عندما ترد على هؤلاء بأن عبدالناصر بدأ حكمه، ولم يكن له ظهير سياسى، فإذا بهم يضعون رجلا على رجل، ويقولولك «لأ عبدالناصر ده صاحب تجربة خاصة»!..
طب، ولماذا يستبعدون أن يكون للسيسى أيضا تجربته الخاصة؟.. لو كان الساسة يقصدون بالظهير السياسى هو تلك الأحزاب الماريونيت الحديثة والقديمة، يبقى الأفضل للسيسى ألا يكون له «ظهير سياسى» على الإطلاق، وكفاهم ابتزاز سياسى للرجل، يمارسونه بتلك المقولة ليحصلوا على مناصب فى عهده بالعافية!..
ولن أعيد ما نعلمه عن افتقاد هذه الأحزاب للرؤية والبرامج والتواصل مع الشارع، لكنى أتعجب على جرأة المحللين وهم يمصمصوا شفايفهم من الحسرة، لأن السيسى ليس لديه ظهير سياسى، بينما يرون حجم وفاعلية الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى أمريكا اللذين بالفعل يوفران الظهير السياسى لأى مرشح رئاسى.. بل إن كل حزب منهما له رؤيته وطابعه المعروف عند المواطن العادى.. فمثلا معروف أن الحزب الجمهورى يميل للحروب، بينما الحزب الديمقراطى يميل للتنمية، وبالتالى يكون معروفا للمواطن منهج الرئيس المنتمى لأى من هذين الحزبين.. ونفس الحال فى أوروبا وإسرائيل وغيرهما..
أما فى مصر، فيبدو لى أن كل الشلليات التى تجمعت، وكونت أحزابا أشكالا وألوانا، تجهل أن الحزب هو مجموعة من الناس لها رؤية تجاه مشاكل المجتمع وتنميته، فتسعى لتكوين الكوادر التى تنقل هذه الرؤية إلى الناس.. ولهذا يدخل الحزب الانتخابات محاولا الحصول على أكثرية تؤهله لتشكيل حكومة، أو على الأقل يكون عاملا مؤثرا يستطيع تنفيذ رؤيته كحزب.. فهل تستطيع يا حمادة أن تخبرنى أى رؤية يتميز بها أى حزب عندنا؟.. طب بلاش أى رؤية، هل سمعت عن برنامج مشهور به أى حزب فى أى حتة أو على أى قهوة؟... الأحزاب عندنا ما هى إلا وسيلة للظهور فى الفضائيات!!..
إذن، بأمارة إيه أيها السياسيون تتصورون إنكم بتعايروا الراجل بأنه ليس لديه «ظهير سياسى»؟.. ده هو ده اللى محبب الناس فيه!.. ما لا يعرفه هؤلاء المتفزلكين أن الناس زهقت من وجوه هذه الأحزاب.. وما لا يعرفونه أيضا أن الحديث عن ظهير سياسى هو حديث لا وجود له إلا فى الديمقراطيات المستقرة، حيث تكون الأحزاب هى محور الحركة السياسية، لكن فى غيبة هذه الأحزاب، مثلما هو الحال عندنا، فإن الظهير الشعبى هو أقوى مليون مرة من الظهير السياسى.. أم أن هؤلاء المنظرين نسوا أن ظهير السيسى الشعبى طرقع رئيسين فى سنتين؟..
ثم إن كلمة «ظهير» هذه بصراحة كتيرة قوى على القوى السياسية عندنا.. فالظيهر بيكون حاجة كده تملا العين.. طول بعرض بارتفاع بعضلات.. أما هذه الأحزاب، فهى يادوب عصعوص سياسى.. يا أيها السياسيون، إذا كان السيسى وظهيره الشعبى صنعا المعجزات من قبل وانتوا بظهيركم السياسى ما عملتوش حاجة خالص، فوالنبى تنقطونا بسكاتكم!
نقلآعن المصري اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com