أعد معهد دراسات الشرق، فى واشنطن، ورقة بحثية عن الإرهاب فى مصر، أوضح فيها أن النشاط الإرهابى اليوم تتلخص أهدافه فى استنزاف الدولة وبنيتها الأمنية، وأن هناك ضرورة لأن يستدعى العالم انتباهه لما يحدث، خصوصاً فى سيناء، فيما ينظم معهد ويلسون، القريب من دوائر بالكونجرس الأمريكى مؤتمراً عن تأثير الربيع العربى على الدولة المصرية فى 14 أبريل الحالى.
فى حين أعلن معهد دراسات الشرق الأوسط عن مؤتمر آخر تحت عنوان «مصر والريادة الناشئة»، فى اليوم ذاته. وأوضحت الورقة البحثية أن الدولة المصرية فقدت جزءاً من سيطرتها على سيناء منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، استتبعه فراغ أمنى استغلته التنظيمات الإرهابية، التى صعّدت من عملياتها الإرهابية بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، فيما ذكرت إحصائية نشرها المعهد الأمريكى أن ضحايا العمليات الإرهابية فى سيناء 54% منهم من رجال الشرطة، و26% من جنود الجيش، و20% من المواطنين، موضحة أن الهجمات الإرهابية تستهدف مراكز الشرطة ونقاط التفتيش فى الأساس، فضلاً عن فوضى فى تجارة السلاح والمخدرات فى سيناء، وزعمت الورقة أن التنظيمات الإرهابية تتلقى مساعدة من بعض البدو فى سيناء، لأنهم إحدى الفئات -حسب الورقة- التى تعرّضت لظلم كبير من الدولة المصرية على مدار عقود.
وقالت الورقة إن مصر تخوض حرباً شرسة ضد التنظيمات الإرهابية فى سيناء وتعد العمليات العسكرية الدائرة هى الأكبر منذ حرب أكتوبر 1973، وإن الجيش المصرى أعلن التحدى للقضاء على الإرهاب حتى لو ضحى الجنود بأنفسهم، لتخليص مصر من تلك التنظيمات، وهو التعهد الذى قطعه القائد السابق للجيش والمرشح الرئاسى المحتمل عبدالفتاح السيسى، منذ بدء العمليات فى أغسطس 2012. وأشارت الورقة إلى أن الحرب الدائرة الآن فى سيناء، وامتدت إلى بقاع أخرى فى مصر لم تعد شأناً مصرياً داخلياً، ولكنها تستدعى انتباه المجتمع الدولى، لا سيما أنها أصبحت مصدر قلق متزايداً لجيران مصر، خصوصاً إسرائيل التى تراقب عن كثب العملية العسكرية التى تجرى فى سيناء، والتى تستهدف ليس فقط صد هجوم الإرهابيين، ولكن اقتلاعهم من جذورهم وإعادة الأمن مرة أخرى إلى سيناء.
وحددت الورقة التنظيمات الإرهابية النشطة فى سيناء وجاء فى مقدمتها تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذى قالت عنه إنه يتبع الحركة السلفية الجهادية، ويتخذ من سيناء نقطة ارتكاز لعملياته الموجهة ضد الدولة المصرية ويركز نشاطة الرئيسى على ضرب المؤسسات الأمنية المصرية أفراداً ومنشآت، كما نفذ عمليات نوعية فى القاهرة معلناً مسئوليته عنها. أما التنظيم الثانى فهو «التوحيد والجهاد»، وهو تنظيم سنى تابع لتنظيم القاعدة وظهر فى عام 2000 داخل قطاع غزة وسيناء واستعار هذا الاسم من منظمة عراقية كان يتزعمها الأردنى أبومصعب الزرقاوى، وكان أول التنظيمات فى سيناء، التى حولت الأيديولوجية المتطرفة إلى أعمال إرهابية مباشرة، إذ كان التنظيم مسئولاً عن تفجير المنتجعات السياحية فى جنوب سيناء فى أعوام 2004، 2005، 2006، وأن مؤسسه يُدعى خالد مساعد، وهو طبيب أسنان ينتمى إلى قبيلة السواركة الشهيرة فى سيناء.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com