ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

غلاية الوزير «المحلبى»!

بقلم: محمود خليل | 2014-04-03 10:38:27

هل حكومة المهندس «محلب» حكومة حقيقية أم هى أشبه بـ«حكومة ظل»؟.. فى أوروبا والدول المتقدمة يوجد ما يسمى بحكومة الظل، وهى حكومة تقوم بتشكيلها الأحزاب والقوى السياسية المعارضة وتكون مهمتها طرح أسباب المشكلات واقتراح حلول بديلة لها، خلافاً لتلك الحلول التى تتبناها الحكومة. وتهدف حكومة الظل داخل أى مجتمع ديمقراطى إلى تعرية أداء السلطة وكشف عوارها أمام الرأى العام، والتسويق والترويج للحزب المعارض، توطئة لفوزه فى أى انتخابات تالية. والفارق الأساسى بين وزير «الظل» ووزير «السلطة» أن الأول لا يقبض مرتباً أو حوافز أو مكافآت نظير أدائه دوره، بالإضافة بالطبع إلى عجزه عن تفعيل الحلول التى يتبنّاها للمشكلات بحكم عدم وجوده فى مركز صناعة القرار.

لو أنك نظرت إلى أداء وزراء حكومة «محلب» سوف تجد أنهم يؤدون بنفس الطريقة التى يؤدى بها وزراء الظل، مع فارق بسيط هو أنهم يهبشون نهاية كل شهر مرتباتهم ومكافآتهم وبدلاتهم وحوافزهم كاملة مكملة، دون «حل أو ربط» فى أى مشكلة. فكل ما يفعله الوزير «المحلبى» هو الحديث داخل استوديوهات التليفزيون عن سلوك المواطن الذى يعد السبب الأول فى أى أزمة أو مشكلة، وإذا فتح الله عليه بحل فإنه لن يزيد عن تقديم اقتراحات بترشيد سلوك المواطن بالصورة التى تؤدى إلى التخفيف من حدة المشكلة، ليذهب الوزير بعد ذلك إلى بيته قرير العين، مستريح الضمير، راضياً كل الرضا عن نفسه.

تعالَ نأخذ الدكتور «محمد شاكر» وزير الكهرباء نموذجاً، بحكم أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائى هى أكثر مشكلة يواجهها المصريون حالياً، ومن المتوقع أن تزداد حدةً خلال أشهر الصيف القادم. فجرياً وراء نظرية «التقشّف» ما يفتأ الوزير «شاكر» يؤكد أن المواطنين مطالبون بترشيد استخدام الكهرباء، ويشير إلى أن الوزارة بصدد تنظيم حملات توعية إعلامية لإقناع المواطن بـ«لمّ نفسيهم فى الكهربا»، وقد خرج علينا أحد المسئولين بالوزارة متحدثاً عن أن مصر استوردت خلال ثلاث سنوات (هى عمر ثورة يناير!) 8 ملايين غلاية شاى. وأضاف أنه إذا تم تشغيل مليون غلاية معاً خلال فترة الذروة، ستبلغ قدرتها 2000 ميجاوات، وهو ما يساوى الطاقة الكهربائية المولّدة من السد العالى. وفى هذا السياق أكد الوزير أن الوزارة بصدد إعادة هيكلة أسعار الكهرباء، لأن عدم بيع الكهرباء بسعرها الحقيقى للمواطن هو الذى يدفعه إلى عدم الترشيد، أما بيعها بـ«الغلا والكوا» فسيجعله قطاً ظلامياً أليفاً!

لست أشكك فى الأرقام أو الأفكار التى يطرحها وزير الكهرباء ومسئولو الوزارة، لكن كلامهم هذا يمكن أن يقولوه فى برنامج تليفزيونى أو حديث إذاعى أو تصريح صحفى، وهو كلام يمكن أن يردده أى شخص غير متخصص، لكن ذلك لا يعنى بحال أن يصبح وزيراً يقبض مرتباً كاملاً آخر كل شهر، خير لهؤلاء أن يجلسوا فى «الضل» ويوفروا «الفلوس» التى يقبضونها من دم هذا الشعب كل شهر، طالما أنهم لا يملكون حلاً سوى استبدال «الغلاية» بـ«الراكية»!

نقلا عن الوطن

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com