من النادر جدا أن أقتنع بوزير فى أى حكومة لأن الفيصل دائما لدى هو عمل الوزير ومهنتى هى النقد وليس المدح، وحتى أصدقائى من الوزراء سواء السابقون أو الحاليون هاجمتهم كصحفى خاصة أننى لا أريد منهم شيئا.. بعضهم تقبل الأمر والبعض الآخر لم يتقبله.
ولكننى معجب بأداء وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة الذى لم ألتقه إلا مرة واحدة مصادفة، وهو خارج من أحد البرامج التليفزيونية.. صافحته وشددت على يده وقبلت رأسه اعترافا منى بحبى واحترامى له وتأييدا للقرارات التى اتخذها منذ توليه لإصلاح ما أفسده الدهر.
محمد مختار جمعة الذى يرى أن مصر لم تكتشف أبعادها بعد، ولم تحسن استغلال مواردها بعد، لأنها كثيرة، يؤكد أننا ما زلنا فى حاجة إلى مسح جغرافى وجيولوجى شامل لخريطة مصر الجغرافية فى ضوء دراسة تنموية شاملة، تعيد قراءة هذه الخريطة تعدينيا، وزراعيا، وسياحيا، لأن الثروات الضخمة لم تستغل بعد، أو لم تستغل الاستغلال الأمثل على أقل تقدير. أخذ على عاتقه البدء فى خطة تطوير الخطاب الدينى وتوحيده لمحاصرة التشدد ومحاربة فوضى الإدارة واستشراء الفساد فى تولى المناصب تشعر أنك أمام ليبرالى متجدد
وعندما يتكلم عن التطوير فى إدارة الوزارة والوقف وأنه سيستكمل الجوانب المالية التى كان قد بدأها منذ توليه الوزارة وأن الفترة القادمة سوف تشهد قرارات تدعم الجانب الاستثمارى تشعر أنك أمام عقلية تجارية استثمارية ولست أمام داعية مخضرم وهو الذى اعتلى أهم المنابر قبل توليه الوزارة.
لا أخفى احترامى للرجل ولا حبى له ولا لبساطته والقبول الذى يحظى به ولا لتواضعه الذى لمسته بنفسى عندما دعانى لزيارته.
محمد مختار جمعة مع حفظ الألقاب الذى اتخذ عددا من القرارات التى تهدف لمنع التوظيف السياسى الحزبى أو المذهبى أو الطائفى للمنبر أو للمسجد ومنعه إقامة صلاة الجمعة فى الزوايا التى تقل مساحتها عن ثمانين متراً، ومنع غير الأزهريين من الخطابة فى المساجد الحكومية والأهلية وتوحيد خطبة الجمعة فى جميع مساجد مصر استنادًا إلى أن الوزارة مسؤولة عن إقامة الشعائر الدينية يلقى مقاومة شديدة تستوجب تقديم كل الدعم له.
محمد مختار جمعة الذى استنكراستهداف المسيحيين فى ليبيا فى بيان رسمى قال إن استهدافهم إنما هو استهداف للمصريين جميعا.
محمد مختار جمعة الذى شخص مشكلة الإخوان حاليا فى جملة بليغة حينما قال: إن خروج الإخوان من السلطة أدى إلى اعتناقهم مبدأ «التقية»، بالإضافة إلى الكذب الممنهج وتكفير وتفسيق المخالف. وتربية كوادرهم بعيداً عن الجانب العلمى جعلتهم يفتون دون علم ويُكفرون خصومهم السياسيين. ألا يستحق الإشادة.
معالى وزير الأوقاف المحترم الدكتور محمد مختار جمعة.. أقدر مواقفك وأحترم شخصكم وآراءكم وأشد على يدك وأطلب كل الدعم لك العملى منه والنظرى.
فأنت رجل مستنير وفخر للمصريين مسلمين ومسيحيين أهدى لك دعوة تدعوها لى أمى إلى الآن ومن قبلها جدتى رحمها الله وهى ربنا يبعد عنك ولاد الحرام.
كل الاحترام والتقدير
المختصر المفيد
سألنى أحد المذيعين عن رأيى فى الديمقراطية.. قلت هى تحتاج إلى جزء من الديكتاتورية لكى نطبقها.
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com