إقبال بركة
الأخ العزيز عاصم فتحى من أشد المؤيدين للمساواة بين الرجل والمرأة، وأراد أن يؤكد ذلك بمقاله المنشور بمناسبة يوم المرأة العالمى، ولكنه مثل كل الرجال «جه
يكحلها عماها»!!
المقال يزعم أن حواء راحت عليها، وأنها عادت لقواعدها لكى تمارس إبداعها فى الكنس والمسح والطبخ وتربية الأولاد. كده خبط لزق وضع ثلاثة مليارات امرأة فى غرفة الإنعاش!
ولكنى أطمئنه، فالمرأة بخير وسوف تسود العالم قريبا جدا.
الجنس اللطيف فاز بمناصب وزارية وقيادية لا يحلم بها رجال كثيرون، وعلى سبيل المثال: هناك رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسى بيلوسى، ووزيرة المال الفرنسية كريستين لاغارد، التى أصبحت مديرة صندوق النقد الدولى، والمديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة مارغريت شان، ورئيسة جامعة هارفرد درو فوست، وكاثرين آشتون الممثل السامى للاتحاد الأوروبى، وسونيا غاندى، رئيسة حزب المؤتمر فى الهند.
الحقائق تبشرنا بميلاد عصر جديد «للنساء الحاكمات»، وأن عدد السيدات اللائى نجحن فى اختراق حاجز التقاليد البالية ووصلن إلى سدة الحكم فى ازدياد. آخر الإحصاءات تقول إن العالم تحكمه اليوم اثنتا عشرة رئيسة منتخبة، وسبع رئيسات وزراء، وست ملكات وحاكمات عام والبقية تأتى! إلى جانب أنجيلا ميركل.. هل سمعت عن السيدة بارك جوين، أول رئيسة لكوريا الجنوبية، وبراتيبها باتيل، رئيسة الهند الحالية، والشيخة حسينة فى بنجلاديش، والسيدة ينجلوك شيناواترا، رئيسة وزراء تايلاند؟!
هل بلغتك أنباء السيدة كريستينا كيرشنر، حاكمة الأرجنتين، ولورا شنشيلا حاكمة كوستاريكا، وديلما روسيف التى فازت برئاسة البرازيل فى أكتوبر الماضى، هناك أخريات على الطريق فى دول مختلفة من قارات العالم؟
ولا يعنى هذا أن نساء العالم انتهت مشاكلهن، بل مازلن يعانين سيطرة السلطة الأبوية، وعدم المساواة، والفجوة الكبيرة بين النساء والرجال فى التوظيف والأجور وفى المشاركة فى الحياة السياسية.
ولو هيمنت المرأة على السياسة ستسود القيم الأنثوية الراقية التى حافظت على النسل على مدى آلاف السنين: الحب. العطاء. التضحية. الرحمة. الجمال. لتحل محل القيم الذكورية التى أوشكت أن تفنى العالم.
إن أى قوة على الأرض لن تجبر المرأة على التراجع عن زعامة العالم. ليس من أجل أن تعزف لها المارشات العسكرية فى المطارات أو تفرش لها السجادة الحمراء، بل لكى تحقق ذاتها وتشارك فى صنع حاضر ومستقبل بلادها، وتعتق من أسر الأفكار التى اعتقلتها آلاف السنين فى قمقم الأنثى، ووأدت قدراتها ومواهبها وأحلامها.
لذلك سوف تستمر المسيرات فى العالم كله، احتجاجا على قهر المرأة فى الدول المتخلفة، ولن نكف عن المطالبة بكل حقوقنا المشروعة، منها المشاركة فى شؤون الحكم، وتحديد استراتيجية مستقبل البلاد.
لم تخرج نساء مصر فى مسيرات اليوم العالمى للمرأة.. لأنها تنتظر تنفيذ بنود الدستور الجديد، وتمتع كل المواطنين بحقوق الإنسان وسيادة مبادئ العدل والديمقراطية مع سطوع شمس الجمهورية الثانية بإذن الله، ولن تسمح بأن يصبح حبرا على ورق. ويومها لن يجرؤ أحد على منعها من تولى مناصب القضاء أو أى مناصب عليا فى البلاد.
وأخيرا، لسنا فى حاجة لقاسم أمين ليدافع عنا.. ففى مصر اليوم خمسون مليون قاسم أمين.
تقلآعن المصري اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com