كتب – نعيم يوسف
منذ عامين وبالتحديد يوم السبت 17 مارس 2012 تلقى المصريون جميعًا، خبرًا أصابهم بفاجعة كبيرة خاصة الأقباط منهم، وهو رحيل البابا شنودة الثالث البطريرك رقم 117 في سلسلة باباوات الكرسي المرقسي، عن عمر يناهز 89 عاماً وأصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانًا، قالت فيه: المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحًا لروحه والعزاء للجميع.
طقوس للدفن
وفي اليوم التالي، الأحد، تم وضع جثمان قداسة البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسي القديس مارمرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه.
وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة, وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد سيد طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث أوصى بأن يدفن, إذ دفن في تابوت أهداه له بابا روما بندكت السادس عشر.
من هو البابا؟
والبابا شنودة الثالث أو "نظير جيد روفائيل" – وهو أسمه قبل الرهبنة – ولد في 3 أغسطس 1923 – من محافظة أسيوط في صعيد مصر، وقد التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ. حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذا في نفس الكلية في نفس الوقت.
مرحلة الرهبنة
وقد رسم راهباً باسم "انطونيوس السرياني" في يوم السبت 18 يوليو 1954، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.
خليفة البابا كيرلس السادس
وعندما انتقل البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
رعاية واسعة
وفي عهده توسعت الكنيسة وخدماتها الروحية، حيث تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
كما كان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت، وزادت الابارشيات في عهده كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر.
فم الذهب الجديد
وقد لقبه أبناؤه المحبين له بالعديد من الألقاب مثل "فم الذهب الجديد" في إشارة أى القديس يوحنا فم الذهب الذي كان له أثر كبير في التعليم المسيحي
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com