ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

يا قبطي .. بالإيمان مصر مُباركــــة ... فلا تتركها .. !!!

نبيل المقدس | 2014-03-06 11:47:13

بقلم: نبيل المقدس
"وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. فَإِنَّهُ فِي هَذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ" "بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ" 4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ  .... عبرانيين 11: 1 – 4

تسمحوا لي أن اقول كلمة لأبنائنا المصريين وأخِصْ المسيحيين منهم و الذين ما يزالوا مصممين علي ترك مصر خشية للإضطهاد الديني من قبل الحركات الإرهابية والتي تتخذ الإسلام سندا لهم .. والإسلام منهم براء طبقا بما يصرحون به شيوخهم .. وبما نجده نحن أيضا علي أرض الواقع من معاملات كلها ود وحب بيننا وبين إخوتنا المسلمين الذين هم أنفسهم قلقون علي أنفسهم من هؤلاء الإرهابيين . وإن بدأت هذه الجماعات الإرهابية في إستخدام وسفك وحل دم المسيحيين فعلينا نحن كمسيحيين أن نشكر الرب أنه يعطينا هذه الفرصة لكي نشهد له أمام العالم ونستشهد من أجل رفع إسم مجده. وبناء عليه .. كل من يفكر ترك مصر إلي بلدة أخري هروبا من الإضطهادات وقطع الرقاب فهو خائن في نظر الله .. أو بعبارة أخري إن كنت نجوت من مصيرك لكن سوف يكون هناك عقاب اكثر شدة عندما تواجه الديان , والهروب من الشهادة في سبيل الرب هو بمثابة انكار له .. ففي إنجيل متي الأصحاح العاشر يقول الرب "17 وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ.   وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ  ...    وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ."   

تزايدت توجهات أقباط مصر إلي فكرة ترك مصر بالهجرة وخصوصا من بعد حادثة ليبيا القذر الذي كان نتاجه  سفك دماء سبعة اقباط يعملون هناك طبقا لمخطط دنيء ألا وهو تهجير جميع المسيحيين من أراضيهم .. وإن كانت هذه الجريمة قد تم تنفيذها علي أرض غير مصرية , فهي تُعتبر إعلان صريح أن ما نفذوه هؤلاء الملاعين الإرهابيين في اقباط مصر في ليبيا سوف  ينفذوه بالتباعية علي باقي الدول العربية ودول الشرق الأوسط ... بهدف إخلاء المسيحيين من هذه البلدان التي تدين بإسلامهم الملاكي والذي يبتعد تماما عما نعرفه عن الإسلام الأزهري.

وقد أعجبني جزء من تصريح وزير الأوقاف محمد مختار جمعـة " أن استهداف المصريين المسيحيين في ليبيا هواستهداف للمصريين جميعًا، وأن كل ذلك يؤكد على خطورة الإرهاب والفكر التكفيري الذي نواجهه، مستدلا بقول رئيس الوزراء  ، إننا نخوض حربًا ضد الإرهاب بالنيابة عن المنطقة كلها. "
في مقالي الأخير الذي يسبق هذا المقال  بعنوان " يا قبطي  .. إذهب إلي جبل المُر وإلي تل اللبــان " .. وفيه اظهر أسفي الشديد وحزني العميق علي أبنائنا الذين تم إغتيالهم عمدا في ليبيا لأنهم مسيحيون , وكانت كلماتي عبارة عن نوع من التعزية الروحية للشعب المصري ككل ولعائلات هؤلاء الشباب الضحايا في سبيل التمسك بديانتهم ... وقد لاحظت وقرأت تعليق مكتوب باللغة الإنجليزية إختصارها هو حث أقباط مصر ان تترك مصر طالما يوجد هناك إضطهاد وقتل  والبحث عن منطقة أخري للجوء إليها آخذا مثل يسوع المسيح " من لطمك علي خدك فإعدل له الآخر " بأنه مثال غير معقول وغير عملي .. وعليكم أن تتخذوا من الشعب اليهودي مثالا علي ذلك , بأنهم استوطنوا في منطقة صارت لهم فقط , ولا يُوجد من يقلقهم ..... أتصور ان صاحب التعليق هو ليس مسيحيا بل هو حلقة من حلقات الإرهاب التي توجه سمومها إلي أقباط مصر ومسلميها .

هذا الشخص لا يقصد الأقباط فقط لكنه يقصد ايضا كل مسلم ضد أو خارج عشيرتهم أو فصيلتهم , لكي يستحوذوا هم علي البلاد الإسلامية كلها ويجعلوها دويلات صغيرة تحت حكم الخلاقة التركية .. لكن أود أن أقول أننا سوف نكمل المشوار , وسوف يكون لنا الشرف العظيم أن الشعب المصري أبناء أحمس ومينا هم الذين سوف يقضون علي الإرهاب الذي لم تتمكن منه أكبر دولة في العالم وهي امريكا بشراكة الدول الغربية .

 فالإيمان هو الثقة  لرؤية كاملة وواضحة لأمور غير منظورة , ونتعامل معها وكأنها من المنظورات . فبالإيمان قبلنا شريعة ووصايا الله رغم صعوبتها . بالإيمان أخذنا نطيعها ونتقبل مواعيدها بالرغم أنها تبدو من أول وهلة غير معقولة , لكننا نكتشف صدقها بعد حين ... لهذا يا أبناء مصر أجمعين عليكم أن تدركوا أن الإيمان يتطلب نفوس نشطة ومملوءة حماس , تعلو فوق الأمور الحسية وتجتاز كل التعقلات البشرية أو عقول البشر .

 يالإيمان .. نثق في قوله " لأنه من يمسكم يمس حدقة عيني " زكريا 2 : 8 .. أي من يمس أبناء الله من الأشرار كأنه مس حدقة عين الرب فلا بد له من عقاب. فالشرير بصنعه الشر يزداد عماه وفي نفس الوقت يفقد بصيرته الروحية وصلته بربه .. وكأن الشرير أو الإرهابي وهو قاصد بشره أن يؤذي جسد أخيه في الوطن أيا كانت عقيدته , إذ به يُصوب ضرباته لعيني نفسه الداخليتين  فيمس حدقة عينه هو , فلا يستطيع أن يعاين الله  ...  فطوبي لأنقياء القلب لأنهم يعينون الله.

 بالإيمان .. إتخذنا كلمات التطويب التي خرجت من فم الرب مثالا حيا نهتدي بها .. فنحن نثق أنه " طوبي للمطرودين من أجل البر لأن لهمة ملكوت السموات . كذلك طوبي لكل مَِنْ عيروه وطردوه , وقالوا عليه كل كلمة شريرة من أجله كاذبين.

 يا أبنـــاء مصــــر ... بالإيمـــــان عليكم أن تفرحوا وتهللوا , وأن تزدادوا تماسكا لأن الرب وعوده ثابتة وعهوده كالسيف ... فالنصر حليفنا علي خفافيش الظلام , وملاعين الأرض ... ستحيا مصر غصب عن عيون قـُوي الشر التي تترأسها امريكا وتركيا واوربا والإرهابيين لأن مصر قد باركها الله في كتبه السماوية .. لا تتركوها الآن فهي محتاجة إلي كل فرد فيكم .. مهما كان عمره أو عقيدته أو مكانته في المجتمع .

 فقد حان يا مسيحي مصر أن نجتاز عهد الإضطهادات والنبذ .. بالعمل الجاد , فمصر لا تستحق أن نتركها بين مخالب الجهل وهي التي كانت رائدة التقدم والعلم . كفي سوف يسجل التاريخ ما عايناه من نبذ ونكون قدوة حسنة لأحفادنا .. تمثلوا بأجدادكم فقد لاقوا الكثير والكثير من العذاب . لذلك أشدد وأقول لأبنائنـــــــــا :

بالإيمــــــــان .... علينا أن نثق في قول الرب ......... مبارك شعبي مصــــــــر.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com