بقلم: ماجد سمير
- بالرغم من ما أكده الرئيس مبارك خلال خطابيه في عيد الشرطة وعيد الإعلاميين حول تنقية المناهج التعليمية من ما يضر بالوحدة الوطنية، إلا أن أحد عباقرة التعليم وضع الاسئلة الثلاثة لامتحان الرسم في الفصل الدراسي الأول للعام الحالي تجبر التلميذ المسيحي على رسم الكعبة وكتابة الشهادتين، والسؤال الثاني الحجيج أثناء طوافهم حول الكعبة، بينما السؤال الثالث النظري يتحدث عن الفن الإسلامي، وربما رأى من وضع الأسئلة وجوب الجهاد وغزو عقول التلاميذ وهدايتهم عن طريق الرسم مع مرعاة عدم استخدام الألوان في الرسم لأنها تحث على الفتنة والخلاعة.
- والغريب هو مرور الامتحان حتى وصل أمام التلاميذ، والأغرب هو موقف الوزير الجديد الذي لم يبدي أي اعتراض على الموضوع، رغم أنني على المستوى الشخصي كنت أكثر الناس تفاءلاً بعد تولي د. أحمد زكي بدر المنصب وراهنت على أن سياسته ستنقل التعليم في مصر، فضلاً عن أن الجميع يعلم شدته وصرامته في الحق لدرجة أنهم أطلقوا عليه وزير التعليم والداخلية معًا.
- ويخشى عدد كبير من أن الخطوة القادمة ستكون ربط مادة العلوم وكل ما تتضمنه من نظريات علمية بفكرة د. زغلول النجار العبقرية الخاصة بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم ووقتها سيتم تغير اسم مادة العلوم إلى مادة "أبو خطوة".
- والخلاف بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية حول موضوع الألوان كاد يتسبب في أزمة، لأن الوزارة المعنية بتعتيم عقول التلاميذ كانت تنوي استخدام "الفحم" في الرسم ولكن وزارة الداخلية رفضت تمامًا الفكرة لأن استخدام الفحم مرتبط في العقلية الأمنية بالحشيش، فقررت عمل كبسة على مسئولي الامتحانات.
- ولم تتنتهِ القصة عند هذا الحد، لأن عدد غير قليل من التلاميذ يستخدم القلم "الرصاص" وهو ما أصاب الأمن بقلق شديد في البداية ولم تهدأ الأمور إلا بعد أن تأكد الجميع من أن الأقلام الرصاص مرخصة، واستغلت وزارة التربية والتعليم الأمر ولم توافق على "الرسم" إلا بعد التحصيل.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com