بالفيديو.. اختراع القوات المسلحة لعلاج "الإيدز" يثير الجدل العلمي والسياسي
نعيم يوسف |
2014-02-26 16:01:39
مستشار الرئيس: فضيحة علمية.. وأبو حامد يرد: يجب فصله ومنعه من الحديث
مظهر شاهين:إنجاز غير مسبوق.. والجزيرة: مجرد هراء
كتب – نعيم يوسف
اختراع يقلب الموازين
أثار اختراع القوات المسلحة لنظام علاجي لمرض "الإيدز" وفيروس "سى" العديد من الجدل في الأوساط العلمية ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل امتد إلى الأوساط السياسية...
وتحول الأمر إلى الهجوم على النظام الحالي بأكمله من قبل الأبواق الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان ... وسط صمت من المؤسسات الحكومية وخاصة المؤسسة العسكرية صاحبة الاختراع، ووزارة الصحة المنوطة بالإشراف على الاختراع... والتي منحته شهادات الاعتماد!
محاولة برازيلية
الجدير بالذكر أن كان هناك محاولة لعلماء برازيليون لإختراع علاج لمرض الإيدز حيث وضع العلماء البرازيليون العاملون في مؤسسة الأبحاث في مدينة سان باولو دواء للإنقاذ من الأيدز(مرض فقدان المناعة). قام بهذا العمل فريق يتألف من ثلاثة أساتذة جامعيين يجتهدون في هذا المجال منذ عام 2001.
وفي عام 1982 اكتشف العلماء الأمريكيون أنه سبب مرض الايدز هو فيروس يصيب خلايا منظومة المناعة للإنسان، حيث تفقد قدرتها على حماية الكائن البشري من الأمراض.عند الإصابة يستولي فيروس الايدز على الخلية ويتلفها. وتحاول البشرية خلال ثلاثة عقود كبح جماح هذا الكائن الحي، البدائي والخبيث في نفس الوقت، وهو فيروس فقدان المناعة.
ويخطط العلماء البرازيليون هذا العام اختبار مفعول اللقاح الذي جربوه على القرود. وعلى حد قولهم فان اللقاح لا يستطيع، بوضعه الحالي، أن يخلص الكائن الحي من الفيروس إلى الأبد، لكنه قادر على منع نفل الفيروس من إنسان إلى آخر وكذلك تفادي وقوع المرحلة الختامية للمرض، عندما تتكاثر الفيروسات التي تصيب منظومة المناعة للإنسان أكثر فأكثر.
وعندما يصبح الإنسان في مثل هذا الوضع فإنه يكون غير محصن أمام تلك الفيروسات والبكتيريا التي لم قادرة على التسبب بالأمراض سابقا. ويتطور مرض فقدان المناعة عندما تعجز منظومة المناعة عن تنفيذ المهمات المسندة إليها مما يضاعف تأثير الحالات المعدية السابقة. وفي حال الحصول على نتائج إيجابية عند تلقيح القرود باللقاح الجديد فان العلماء سينتقلون إلى مرحلة اختباره على البشر.
مستشار الرئيس: فضيحة علمية
وحول هذا الاختراع قال المستشار العلمي لرئيس الجمهورية الدكتور "عصام حجي" في تصريحات لجريدة الوطن: إن الابتكار "فضيحة علمية لمصر" بالأدلة والوثائق. مضيفاً، إن الاختراع غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح من واقع العرض التوضيحي للجهاز، الذي أذيع في القنوات التليفزيونية، إضافة إلى أن البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة، مشيراً إلى أن "موضوعاً بهذه الحساسية في رأيي الشخصي يسيء لصورة الدولة، وستكون له نتائج عكسية في البحث العلمي، وتمنيت أن يكون هناك حذر أكبر حول ما قيل فى نشر هذه المعلومات".
وقال حجي في تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "الانجاز الحقيقي هو أن ندرك مشاكلنا ونحلها معاً وليس أن نبتدع حلول وهمية لمشاكل حقيقية. قد تكون مصر من أعلى الدول في معدلات الإصابة بأمراض كثيرة ولكنها ليست أمة مغيبة".
أبو حامد: اتعجب من التصريحات العدائية
وفور الإعلان عن الحدث الكبير – وهو اختراع علاج لمرض الإيدز وفيروس سى – انتقل الحديث من الجل العلمي إلى الصراع السياسى، حيث قام مؤيدو النظام بتأييد الاختراع، ثقة منهم في الجهة التى أعلنت عنه، ومنهم "محمد أبو حامد" – رئيس حزب حياة المصريين، والقيادي في جبهة مؤيدي السيسى – إنه يجب أن يتم فصل الدكتور عصام حجى مستشار الرئيس لتصريحاته المسيئة للجيش.
وقال أبو حامد: أتعجب من التصريحات العدائية لعصام حجي المستشار العلمي المؤقت للرئيس المؤقت المقيم بأمريكا و التي أنتقد فيها العرض التوضيحي لاختراع الجيش، ويجب على الرئيس عدلي منصور أن يراجع مواقف مستشاري الرئيس بعد أن أصبحت تصريحاتهم و مواقفهم تثير اشمئزاز الشعب و تعبر عن سوء نية متعمد.
وتابع: يجب أن يعاد توصيف مهام مستشاري الرئيس لأنهم تعدوا حدودهم بشكل مبالغ فيه و أصبحوا يسيئون إلى مصر و شعبها، ويجب ألا يسمح لما يسمى بمستشاري الرئيس بإدلاء تصريحات صحفية ويعلموا أنه حتى في حالة حدوث أي شيء يستدعي تدخلهم فإنهم يتكلمون مع الرئيس فقط.
إنجاز غير مسبوق
وقال الشيخ مظهر شاهين: " إنجاز القوات المسلحة الغير مسبوق في اختراع جهاز علاج الإيدز وفيروس سي يستحق منا جميعا الإشادة والفخر". " وعلي مرضي القلوب المنكوبة التوقف عن التقليل من حجم هذا الإنجاز... كل داء له دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها.
مجرد هراء ودعاية سياسية
وانقضت الأبواق الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين للتشهير بصاحب الاختراع، وقالوا بأنه كان معالج بالأعشاب في أحد القنوات الدينية التي تم غلقها.
كما أوضحت قناة الجزيرة في تقرير مصر لها إن هذا الإختراع "مجرد هراء" وقارنت بينه وبين الدعاية التي كان يستخدمها النظام الناصري خلال حقبة الستينات.