قضية التوريث كانت من أكبر أخطاء مبارك.. لم يستبد أحد بالسلطة كما فعل مرسى.. الشباب مشتت ومنقسم ويبحث عن الزعامات الوهمية
أكد الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، أن العواقب ستكون وخيمة حال عدم ترشح المشير السيسى لرئاسة الجمهورية، مشيرًا إلى أن مجىء السيسى كرئيس لا يعنى انعدام وجود المعارضة لأنه لا يوجد حكم بدون معارضين ، لافتًا إلى أن الوضع الشبابى سيئ لأن الشباب أصبح مفتتًا ومتشرذمًا وينشغل بصغائر الأمور ويتسابق فقط للظهور على الفضائيات، كما تتطرق إلى أخطاء حكم الرئيس الأسبق مبارك التى أدت إلى الإطاحة به، مشيرًا إلى أن حكم المعزول هو الأسوأ في تاريخ مصر، إضافة إلى عدد من الملفات الساخنة.. فإلى نص الحوار.
ما تقييمك للأداء الإعلامى بوجهٍ عام؟
أرى أن الأداء الإعلامى فى مُجمله جيد، فهو يقوم بتغطية جميع الأخبار دون تمييز ويناقش مختلف التطورات والأحداث مما يتجاوب مع المطالب التى ينادى بها الرأى العام فى مصر، وبالتأكيد هناك بعض الأخطاء المهنية ولكنها أخطاء صغيرة لا تؤثر على المنظر العام، والإعلام حاليا يحظى بحرية الرأى والتعبير ويسير فى طريق البحث عن الحقائق التى يجب أن يعلمها عامة الشعب.
ماذا لو لم يترشح المشير السيسى للرئاسة؟
أعتقد أن المشير عبد الفتاح السيسى عليه أن يتخذ قراره بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المُزمع إقامتها بعد أسابيع كى لا يشعر الناس بأنه تخلى عنهم فى هذا الظرف الدقيق من عمر الوطن، وعليه أن يعلم أنه حال عدم ترشحه سوف تكون النتائج كارثية ولن يتحملها أحد, فالبلاد فى أمس الحاجة إلى قائد وزعيم يتحمل العبء ويلتف الناس حوله ويشتركون معه بإخلاص فى بناء دولة حديثة، وأظنه قد صرَّح عدة مرات فى مناسبات سابقة بأنه تحت أمر الشعب المصرى ولن يخذله.
وما سبب تأخره فى إعلان الترشح؟
قد يكون السبب هو انتظاره لفتح باب الترشح من جانب اللجنة العليا للانتخابات، وقد يكون هناك سبب آخر وهو رغبته فى زيارة موسكو الأخيرة كوزير للدفاع وليس كمرشح للرئاسة وهناك فارق واضح بين الذهاب إلى الروس كوزير للدفاع والذهاب كأحد مرشحى الرئاسة، ومن الواضح أن المشير السيسى قد حسم أمره بالتوجه للمنافسة على مقعد الرئاسة ودلالة ذلك بعض التسريبات مثل تصريح الكاتب الصحفى الكويتى أحمد الجارالله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية بأن السيسى قد أفضى إليه بسر إقدامه على خطوة الترشح، وأيضا علمنا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد أخبره بعلمه عن نيته للترشح ورحب بهذه الخطوة، وعليه فقد صار أمر الترشح مجرد مسألة وقت.
في حال فوز السيسى بمقعد الرئاسة.. هل سنكون بصدد رئيس بلا معارضة؟
قد تتشكل المعارضة من الأحزاب الإسلامية المُعتدلة التى يخشى بعضها من أن يكون حكم السيسى هو حكم المؤسسة العسكرية، ويصبح الجيش طرفا أصيلا فى معادلة السياسة، وهذا ليس صحيحا فإذا كان لدى الإخوان المسلمين بعض المعتدلين يمكنهم أن يشكلوا حزبًا معارضًا ومعهم بعض القوى المؤيدة لهم، ومهما يكن الإجماع على شخص فلابد من وجود معارضين ورافضين، وهذا أمر طبيعى ولا يمكن أن تتحقق الديمقراطية بدون وجود معارضين.
ما تقييمك للمشاركة الشبابية فى الحراك السياسى الراهن؟
الشباب ممزق ومفتت ومشتت وتعصف به الخلافات الكثيرة والبحث الدائم عن الزعامات الوهمية والسباق على المحطات الفضائية والتنازع على المكاسب الصغيرة، ولذلك لم تُفلح الحركة الشبابية رغم دورها فى ثورة الخامس والعشرين من يناير ولكن القوى الشبابية انقسمت فى تحالفات وائتلافات وأحزاب فضاعت مجهوداتها سدىً، وكان ختام المشهد هو ما جرى داخل أروقة حركة تمرد التى أصابها مثلما أصاب غيرها من باقى الحركات الشبابية من تشتت وإنقسام وصراع، وأجد أنهم قد تعجلوا كثيرًا فى فكرة تكوينهم لحزب سياسى فكان أولى لهم أن يظلوا كما هم حركة طوعية اجتماعية تهتم بقضايا المجتمع ورفع الوعى العام وتشترك فى مشروعات خدمة البيئة ومشروعات محو الأمية كى تتمرَّس وتتعلم وتعى معنى الإلتصاق بالجماهير، ولكن للأسف أصابتها أمراض النخبة المصرية فإنقسمت الحركات الشبابية إلى شيعًا وطوائف.
كيف أخطأ الرئيس الأسبق مبارك أثناء حكمه لمصر وقد كنت أحد المُقربين إليه؟
أخطأ الرئيس مبارك فى السنوات العشر الأخيرة فى حُكمه بشكل أساسى حينما فكر فى قضية التوريث فأراد أن يولى ابنه مكانه فينقلب بذلك النظام الجمهورى إلى نظام ملكى، وأيضا جمع حوله عددا من رجال الأعمال فاختلطت الثروة بالسلطة مما أدى إلى استفحال ثروات هؤلاء بشكل بشع، كما أنه لم يهتم بقضية العدالة الاجتماعية، وأهمل مطالب الشباب بالتغيير فأصيبت البلاد بالضمور.
كيف ترى فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي؟
لقد كانت تلك السنة التى حكم فيها الرئيس مرسى هى أسوأ فترة فى تاريخ مصر، فاستبد بالسلطة ولم يحدث فى أى عصر أن استولى أحد على هذا السلطات، فقد أعلن الإعلان الدستورى الذى يمنع من اللجوء إلى القضاء اعتراضًا على أى حكم أو قرار يصدره الرئيس، إضافة إلى محاولاته لتكريس جميع مؤسسات الدولة لخدمة الإخوان فقط، ولم نجده يقيم مشروعًا وطنيًا واحدًا بل دخل فى صراعات مع كافة مؤسسات الدولة بدايةً من القضاء والإعلام وانتهاءً بالجيش والشرطة.
أريد منك توجيه رسائل للأشخاص الآتى ذكر أسمائهم:
الرئيس الأسبق مبارك:
رغم عشرين عاما جيدة من حكمك إلا أن العشر سنوات الأخيرة لم تكن صائبة بسبب قضية التوريث بشكل جوهرى، ومع ذلك فإن المصريين على استعداد أن يغفروا لك لأنك لم تتردد فى إعلان تخليك عن الحكم حقنا للدماء، بدلًا من إقحام البلاد فى أتون الحرب الأهلية.
الرئيس السابق مرسى:
فقط أقول له حصدت ما زرعت
الرئيس عدلى منصور:
أقول لهذ الرجل، إن كل مصرى يشكرك على ما قمت به من أجل مصر ونُثَّمن لك هذا الدور الكبير والأداء المحترم، فقد أثبتَّ بالفعل أنك رئيس لكل المصريين، وأكدت على سيادة القانون فى الدولة وجاءت قراراتك صحيحة وصائبة.
المشير السيسى:
الشعب يتُوق إلى أن تحسم أمرك فقد تأخرت كثيرًا في حسم هذا الأمر، ومصر تتطلع إلى عهد جديد والمصريون لا يطلبون منك المستحيل، ولكنهم فقط يطالبونك بأن تعطى نموذجًا للحكم العادل الرشيد.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com