ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أطفال الكادحين الصينيين يتفوقون على أطفال أثرياء بريطانيا

| 2014-02-19 19:23:28

أظهرت دراسة دولية تخلف أطفال المدارس البريطانيين وراء اقرانهم في الشرق الأقصى، حتى أن تلاميذ عائلات ثرية يحققون في الامتحانات نتائج أسوأ من تلاميذ أشد العائلات فقرًا في الصين.

توصلت دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن أطفال كادحين وعمال تنظيف في الشرق الأقصى متقدمون أكثر من عام على أطفال أطباء ومحامين في بريطانيا.

أداء متراجع

قال باحثون إن الدراسة التي تابعت أداء تلاميذ في سن الخامسة عشرة في الرياضيات تبين أن هناك بلدانًا قادرة على تجاوز الفوارق الطبقية والاجتماعية لرفع مستوى التعليم بين تلاميذ ينتمون إلى عائلات محرومة نسبيًا. وتؤكد نتائج الدراسة مدى تخلف التلاميذ البريطانيين الآن وراء أقرانهم في بلدان حققت أداء عاليًا في مواضيع تعتبر ذات أهمية حاسمة لآفاق تطور الاقتصاد الوطني.

وجاءت بريطانيا في التقييم الاجمالي بالمركز 26 في الرياضيات، والمركز 23 في القراءة، و21 في العلوم، في حين تبوأت شنغهاي الصينية مركز الصدارة في المواضيع الثلاثة. وقيم الباحثون الذين اجروا الدراسة قدرة التلاميذ على استخدام معارفهم ومهاراتهم الرياضية في الحياة العملية، بدلًا من تكرار الحقائق والأرقام.

تفوق الكادحين

طُلب من التلاميذ في إطار الدراسة أن يذكروا مهنة الوالدين لتحديد أثرها في أداء التلميذ. وبحسب النتائج، الأطفال من آباء مهنيين يتفوقون في سائر انحاء العالم على الأطفال الذين يزاول آباؤهم اعمالا لا تتطلب مهارات عالية، مثل عمال التنظيف وعمال المصانع اليدويين.

واكتشفت الدراسة التي شملت 500 ألف تلميذ في انحاء العالم أن اطفال عمال غير ماهرين وكادحين بسطاء في العديد من دول الشرق الأقصى تفوقوا في الأداء على ابناء وبنات مهنيين بريطانيين يحترفون الطب والمحاماة وغيرها من الوظائف التي تتطلب كفاءات عالية.

وبلغ متوسط العلامة التي سجلها اطفال المهنيين البريطانيين 526 نقطة في الرياضيات مقابل 656 نقطة سجلها اطفال لآباء مهنيين في شنغهاي في الصين، و569 نقطة سجلها اطفال لآباء كادحين وعمال صينيين غير ماهرين. وبلغ متوسط العلامة التي سجلها اطفال العمال غير الماهرين في بريطانيا 461 نقطة أو ما يعادل سنتين ونصف السنة من التخلف وراء أقرانهم في الشرق الأقصى.

الطريقة الصينية

كما تفوق أطفال الكادحين والعمال غير الماهرين في هونغ كونغ وكوريا الجنوبية وسنغافورة على اقرانهم الميسورين في بريطانيا. وتقدم تلاميذ العائلات الثرية في بريطانيا بهامش بسيط فقط على اطفال العائلات الفقيرة نسبيًا في اليابان وفيتنام وليشتنشتاين وتايوان.

وقالت الدراسة التي نُشرت نتائجها في صحيفة ديلي تلغراف: "في الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث رواتب المهنيين من اعلى الرواتب في العالم، لا يرتقي اداء التلاميذ من اطفال هذه الفئة في الرياضيات إلى مستوى أطفال المهنيين في بلدان أخرى، ولا إلى مستوى أطفال في شنغهاي وسنغافورة، يؤدي آباؤهم أعمالًا يدوية".

وقال نائب مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن أنظمة التعليم إذا كانت تريد نجاح التلاميذ كافة في المدرسة فعليها أن تمنح اطفال عمال المصانع والمنظفين فرص التعليم نفسها التي يتمتع بها اطفال الأطباء والمحامين. وسترأس وزيرة التعليم البريطانية اليزابيث تراس وفدا من مدراء المدارس وخبراء التعليم لزيارة الصين في بعثة لتقصي الحقائق، يمكن أن تسفر عن اعتماد الطرق الصينية في المدارس البريطانية.
 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com