«الله أعلم.. ماعرفش قتلته ليه.. الله أعلم.. هو ده اللى حصل.. أنا مش عارف ليه ضربته بالسكينة».. هذه أبرز ردود المجند نادى شادى، 21 سنة، المتهم بقتل النقيب ياسر مكاوى داخل معسكر الأمن المركزى فى منطقة دهشور فى الجيزة.. الردود جاءت خلال استجواب المتهم أمام مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة حسن المتناوى، الذى قرر حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات ووجّه له تهمة القتل العمد.
أوراق التحقيق فى القضية التى تشكل لغزاً تقول إن المجند من بنى سويف (180 كيلومتراً جنوبى الجيزة) وإنه التحق بأمن الجيزة مجنداً منذ 4 أشهر فقط، وبدأ فى نزول الخدمات منذ شهرين، وتشاجر الشاب مع شرطى فى المعسكر وكسر ذراعه وتقرر حبسه أسبوعين فى زنزانة انفرادية. لفت نظر الجميع أنه عندما تشاجر مع الشرطى كان يهتف: «الله أكبر».. وعندما كسر ذراعه عاود الهتاف: «الله أكبر».
الضابط الضحية إسلام على عبدالحميد المكاوى، 27 سنة، من عائلة مكاوى الكبيرة فى كرداسة، كانت علاقته طيبة مع زملائه والمجندين، يصفه ضباط فى المعسكر: «كان متسامحاً مع الجميع، لا يؤذى أحداً ولا يتعامل بعنف أو قسوة». قال لـ«المجند»: «بلاش تعمل مشاكل مع حد.. وأول ما حد يغلط فيك تعالى لى.. ومش عايزين حبسك اللى حصل ده يتكرر تانى»، واستجاب المجند الشاب لنصيحة الضابط، وتوقفت مشاكله ومشاجراته مع زملائه.
صباح أمس الأول، الجمعة، كما تقول التحقيقات التى جرت بإشراف أسامة حنفى رئيس النيابة، كان الضابط إسلام المكاوى واقفاً مع زملائه، كانت الساعة تقترب من الثامنة صباحاً. المجند حاول أن يتوجه إلى الضابط، ولكنه تراجع، دخل البوفيه وطلب «سندوتش» من زميله، غافله وأخذ السكين الذى يجهز به الطعام، تسلل خارج البوفيه، واستقر خلف لورى شرطة، وقف بين السور واللورى حتى لا يشاهده أحد.. دقائق معدودة وتحرك الضابط، وبسرعة كبيرة ظهر المجند وبيده السكين، وسدد له طعنة نافذة فى الظهر. المعاينة تقول إن الطعنة كانت قوية وأحدثت عمقاً من أعلى لأسفل فى الظهر بطول 19 سنتيمتراً. وحاول المجند أن يصيب ضابطاً آخر وهو يردد «الله أكبر».. وعاجله أحد الضباط بطلقة فى الساق، لكنه كان يحاول أن يقف ليصيب أى شخص، وعاجله الضابط بطلقة ثانية فى الساق أسقطته على الأرض، وسارع الجميع لإنقاذ الضابط الضحية ونقلوه إلى مستشفى الهرم، ولكن كان الموت أقرب إليه من الحياة.
النيابة تسأل المتهم: لماذا قتلت الضابط إسلام المكاوى، والمتهم يرد: «الله أعلم.. أنا قتلته كده وخلاص»، ويسأله المحقق: «هل كان قاسياً معك، هل حبسك، هل اعتدى عليك بالضرب؟».. ويرد المتهم: «بالعكس كان جدع معايا وانا ماعرفش قتلته ليه، ده يوم الثلاثاء ادانى (أورنيك) إجازة 5 أيام عشان أروح بلدنا وأنا مارضتش، وقطعت الأورنيك، وقلت مش عايز إجازة، والله يرحمه كان كويس جداً معايا ومع زمايلى».. يعاود المحقق سؤاله: «ليه قتلته؟».. والإجابة لم تتغير: الله أعلم.. ماعرفش.
زملاء المجند وضباط فى المعسكر وملف «القاتل» يقولون إنه كان يصلى من الرابعة فجراً وحتى الصباح.. وعثروا فى حقيبته على كتب «جهادية» وأخرى للداعية محمد حسين يعقوب. وعندما طلبوا تحريات عنه جاء الرد: «ده مجند.. مش هيعمل حاجة».. ملف «المتهم» يقول إن والده متزوج 4 مرات ولديه 8 أشقاء، ويعيش مع أسرته فى بنى سويف.
المتهم قال فى التحقيقات: «أنا أصلاً يوم الأربعاء اللى فات كنت واقف خدمة على مديرية أمن الجيزة وجمعت زملائى وقلت لهم: إحنا مكاننا مش هنا. إحنا نحارب الإرهاب. الإخوان. الجهاديين الكفرة، عشان إحنا لو فضلنا هنا هنموت زى زمايلنا فى مديرية أمن الدقهلية والقاهرة، كان فيه واحد صاحبى اسمه محمد كان واقف خدمة فى مديرية أمن القاهرة ومات. مش لازم نموت زيه».. و يسأله المحقق: هل لك انتماء سياسى أو لك علاقة بالأحداث التى يشهدها الشارع؟ والمتهم يقول: «أنا مش إخوان وباكرههم.. وباصلى وأصوم وحافظ قرآن.. بس ماعرفش ليه قتلت الضابط إسلام».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com