حين تتجاوز عتبة باب النصر لتخطو خطوتك الأولى بمنطقة الجمالية، سيقابلك ضريح سيدى "الذوق"، الذى لا يعرفه أحد من أهل المنطقة أو يسمع عن قصته، شأنه فى ذلك شأن كثير من المبروكين الذين شيدت لهم أضرحة، لتكريمهم بعد وفاتهم وبمرور السنوات بقيت أضرحتهم لكن غابت سيرتهم وطمرت قصصهم.
اللوحة الإرشادية الوحيدة فى الضريح الغامض ذى القبة الخضراء والباب الخشبى المتآكل الذى أغلق بقفل تم تكسيره كتب عليها "ضريح العارف بالله سيدى الذوق" لكن حين تسأل أهل المنطقة عن هوية سيدى "الذوق" لا تجد إجابة مفيدة.
قصة "حسن الذوق" صاحب الضريح رواها الإعلامى جمال الشاعر أحد أبناء الجمالية ومدير مؤسسة "بيت الشاعر" المعنية بشئون الثقافة والآثار، قائلا لـ"اليوم السابع": "صاحب الضريح كان شخصا مبروكا لكنه طهق من البلد وكان عاوز يمشى وفعلا قرر الرحيل، ولكن قبل ما يخرج من باب النصر مات فأنشأوا الضريح فى نفس المكان اللى مات فيه".
ويشير"الشاعر" إلى أن هناك مثلا شعبيا مأخوذا عن قصته: "الناس بعدها بقت تقول"، "الذوق ممشيش من مصر"، وكان قصدهم على "حسن الذوق" صاحب الضريح، لكن بعدها لما بقى يتردد المثل كان بيقصد منه أن الذوق بمعنى حسن التعامل والأخلاق لسه موجودة فى بلدنا وفضل حسن الذوق مغمور محدش يعرف عنه حاجة".
وتابع "يوجد عدد غير قليل من الأضرحة فى مصر ليست لدراويش أو مشايخ ولكنها لأشخاص "معاقين ذهنيا" كان الناس يعتبرونهم "مبروكين"، لأنهم أنقياء ولا يرتكبون المعاصى ويتباركوا بهم ويحدث أن يشيدوا لهم أضرحة بعد وفاتهم".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com