أبرز العديد من الصحف الأجنبية مشاركة المصريين فى اليوم الأول من الاستفتاء على الدستور، وأكدت أن أعمال العنف لم تمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم وأن أغلبية الشعب تحلم بالاستقرار فى بلد يشهد منذ ٣ سنوات ثورة دائمة تحت ستار التحول الديمقراطى، ورأت عدة صحف أن استفتاء الدستور يحسم اختيار رئيس مصر القادم، وأن الإقبال على التصويت يوضح تغير موقف المصريين من الحكم العسكرى.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن تصويت المصريين على مشروع الدستور بمثابة خطوة يمكن أن تمهد الطريق للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وسط «تزايد العنف ضد الدولة وحملة القمع ضد المعارضة»، على حد تعبيرها.
وأضافت أن الحكومة ومؤيديها صوروا التصويت على الاستفتاء كأنه اختيار ما بين «الاستقرار» و«الإرهاب»، خاصة بعدما أعلنت السلطات جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، فضلا عن حملات الاعتقال بحق الآلاف من أنصار الإخوان والنشطاء غير الإسلاميين الذين يعارضون الحكم العسكرى بموجب قانون التظاهر الجديد.
وقالت صحيفة «كريستيان سيانس مونيتور» الأمريكية إن المصريين صوتوا بـ«نعم» فى الاستفتاء، مضيفة أن الموافقة المدوية على الدستور الجديد ستكون بمثابة تأييد لما وصفته بـ«حكومة الجيش».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن مصر تجرى الانتخابات وسط تشديد لقبضة الأمن، قائلة إنه من المتوقع أن يكون الاستفتاء «ركلة البداية لعملية سياسية تجعل الجيش فى مركز القيادة والإسلاميين خارج اللعبة».
وقالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إن «حكام مصر يريدون تمرير الدستور الجديد، الذى يحمى الأقليات مثل المسيحيين والمرأة، وأضافت أن الاستفتاء على الدستور الجديد جعل الأحزاب السياسية أكثر انقساما.
واعتبرت مجلة «تايم» الأمريكية أن «الاستفتاء تصويت شكلى يضمن إعطاء النظام المدعوم من الجيش صلاحيات أكبر». وقالت إنه بعد ما يقرب من ٣ سنوات، من إجبار ثورة يناير الرئيس الأسبق حسنى مبارك على التخلى عن السلطة، عادت الدولة الأمنية «منتصرة».
ورأت شبكة «سى إن إن» الأمريكية أن التصويت اختبار لشرعية الحكومة، إذ يأتى بعد سنوات من الاضطراب السياسى والعنف الدموى. وتساءلت عما إذا كان الإقبال على التصويت سيكون كبيرا بما يكفى لدعم الحكومة؟
وذكرت شبكة «فوكس نيوز» أن «الدستور الجديد كشف الستار عن الانقسام الحاد فى مصر، بعد ٦ أشهر على عزل مرسى». وقالت إن «الناخبين المؤيدين للجيش يصطفون خارج مراكز الاقتراع يرددون الأغانى الوطنية، ويقبلون صور الفريق أول عبدالفتاح السيسى، ويتقاسمون الآمال المتفائلة تجاه بلادهم المضطربة». ورأت «فوكس نيوز» أن «التصويت على الدستور يعد حجر الأساس فى خارطة الطريق السياسية والانتقال إلى إجراء انتخابات رئاسية برلمانية، بعد عزل مرسى الذى ترك البلاد منقسمة بشدة، وأن غالبية الشعب تحلم بالاستقرار بعد ٣ سنوات من الاضطرابات والمشاكل الاقتصادية». ورأت أن التصويت سيعطى إلى حد بعيد دلالة على الشعور القومى الكاسح الداعم للفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، الذى صار من المحتمل أن يترشح لرئاسة البلاد. وقالت إن «الحكومة الحالية تبحث عن نسبة تصويت كبيرة بنعم لتحظى بالشرعية بلا منازع، وربما تحصل على تفويض شعبى لخوض السيسى انتخابات الرئاسة».
وفى الصحف البريطانية، رأت صحيفة «إندبندنت» أن المصريين يصوتون على الدستور الجديد فى استفتاء شعبى صريح على ميثاق وطنى جديد للبلاد.
وقالت الصحيفة إن «المصريين المنهكين عادوا إلى صناديق الاقتراع وكأنهم مصممون على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء». وأضافت أن «البلاد تشهد منذ ٣ سنوات ثورة دائمة تحت ستار التحول الديمقراطى»، وتابعت أن هذا الاستفتاء هو الثالث منذ الإطاحة بمبارك، وقد يمثل «عودة للحكم العسكرى تحت صناديق الاقتراع»، على حد وصفها.
وفى الصحف الفرنسية، قالت صحيفة «لوموند»، أمس، إن الاشتباكات وأعمال العنف التى وقعت فى اليوم الأول من الاستفتاء على الدستور لم تمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم. وأضافت أنه بعد ساعات من انفجار قنبلة «إمبابة»، تجمهر المئات خارج المحكمة، وهم يرفعون صور الفريق أول عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى.
وذكرت صحيفة «لوبوان» الفرنسية أن ما وصفته بـ«المعركة الدستورية» ستحسم موقف الشعب من الدستور الجديد، كما ستحسم قرار اختيار رئيس مصر القادم.
وفى الصحف الألمانية، قالت مجلة «دير شبيجل» إن المصريين اختاروا «الجنرالات» فى الاستفتاء على الدستور، وأضافت أن كثيرا من المصريين بعد ٣ سنوات من الفوضى يريدون شيئا واحدا فقط وهو السلام.
واعتبرت المجلة أن الاستفتاء هو الخطوة الأولى نحو بداية جديدة، وقالت المجلة إن إقبال المصريين على الاستفتاء يوضح تغيرا فى موقفهم من الحكم العسكرى، وقالت إن هذا التغير سببه «خيبة أمل عميقة» أصابتهم، موضحة أنه فى السنوات الأخيرة القليلة لم تجعل الديمقراطية حياتهم أسهل، فالاقتصاد مازال هشا والأمن ضعيفا والخوف من المستقبل يتفاقم، وبالتالى يتوق العديد من المصريين لحكم «رجل قوى» مرة أخرى، بحسب وصفها. وأضافت أن «حكم الجيش من شأنه أن يجلب الاستقرار والأمن ولكن سيكون له ثمنه». وسلطت المجلة الضوء على إقبال المواطنين المصريين على المشاركة فى الاستفتاء، وقالت: «حتى الديكتاتور الأسبق حسنى مبارك يريد المشاركة فى الاستفتاء والتصويت بنعم».
وتحت عنوان «مهرجان الدستور»، قالت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينة»، إن مئات الآلاف من المصريين فى القاهرة ذهبوا للتصويت لصالح الدستور الجديد، واعتبرت الصحيفة أن الدستور بمثابة اختبار لشعبية السيسى.
من جهة أخرى، قال الكاتب الإسرائيلى، آفى يسخروف، إن نتيجة الاستفتاء الذى تشهده مصر على الدستور الجديد محسومة بالموافقة، وإن الغالبية العظمى ستصوت بـ«نعم»، لكنه أضاف أن الأهم فى المسألة هو نسبة التصويت.
وأوضح يسخروف، فى مقال له بموقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، أمس، أن جماعة «الإخوان المسلمين» مررت دستورها عام ٢٠١٢ بنسبة مشاركة بلغت ٣٥%، ونسبة موافقة بلغت نحو ٦٤%، وأن مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو تراهن على تجاوز هذه النسبة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com