كنت قد قررت الكتابة عن المؤامرات الدولية ضد مصر، وأذرع أمريكا فى المنطقة، والتوافق بين قطر وإيران والسودان بالإضافة إلى تركيا وحماس، حول استهداف الدولة المصرية، لكنى رأيت أن تخاذل الحكومة المصرية وتراخيها ورعونتها وعشوائيتها لا تقل خطورة عن مؤامرات الخارج، وأبرز دليل على ذلك ما حدث فى التليفزيون المصرى، الذى أذاع فيلماً عن إنجازات د.محمد مرسى، وقبلها بأسابيع كانت القناة الثالثة قد استضافت عبر مذيعة كانت تتردد على «رابعة» ضيفاً يتحدث عن الانقلاب وحكم العسكر وغيرهما.. ورغم ترددى الضعيف على برامج التليفزيون المصرى، فإننى خلال هذه المرات القليلة رصدت ضجر العاملين هناك وانتقاداتهم العنيفة لأداء د.درية شرف الدين وزيرة الإعلام، رغم أننى شخصياً كنت متفائلاً بجلوسها على مقعد الوزير وتولى عصام الأمير رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لكن الأداء حتى الآن لا يختلف عن أداء د.حازم الببلاوى رئيس الحكومة وكثير من وزرائه.
هذه الأخطاء ما هى إلا نتيجة طبيعية للكسل والترهل وغياب الرؤية، سواء داخل الحكومة أو ماسبيرو، ويكفى أن هذا المبنى العريق لم يقدم حتى الآن ومنذ انطلاق ثورة 30 يونيو برنامجاً يلفت الأنظار، أو فكرة، أو حتى يدافع عن ثوابت الدولة المصرية، لدرجة أن أبدع ما أُنتج عن الاستفتاء قامت به قناة «النهار» الخاصة من إبداع المخرجة المتميزة ساندرا نشأت.. والفيلم ومخرجته يتشابهان فى البساطة والواقعية والقرب من الناس.
للأسف، هناك تباين واضح بين وزراء حكومة الببلاوى؛ ما بين أصحاب رؤية وجهد واضح ومتميز مثل د.محمود أبوالنصر، م. إبراهيم محلب، اللواء عادل لبيب، م. خالد عبدالعزيز، د. محمد مختار جمعة، وطاهر أبوزيد، وبين آخرين لم يدركوا حتى الآن أن فى مصر ثورة قام بها ملايين من الشعب، وأن الدولة تتعرض لأخطر مؤامرة دولية فى العصر الحديث تصل إلى درجة «الحرب»، وأنها تحتاج لمواجهتها حكومة قوية ومدركة للمخاطر ومتحدة وتبذل جهداً 48 ساعة فى اليوم، وليس لديها وقت للذهاب للأندية أو حتى المناسبات العامة، لكن الواقع يؤكد أن هذه الحكومة أسوأ ما فى مشهد 30 يونيو، واستمرارها يعتبر تحدياً صارخاً لإرادة الشعب بل وثورته.
كنت أعتقد أن د.درية شرف الدين بحاجة إلى أن تكون أكثر جهداً وسرعة ورؤية، خاصة أنها جاءت إلى وزارة كان يرأسها وزير إخوانى ركز كل جهوده خلال عام على أخونة الوزارة، لكن كل الشواهد تؤكد أن الأذرع الإخوانية وذيولها ما زالت تسيطر على الإعلام الرسمى، وأن يد الوزيرة مثل رئيسها مرتعشة، ولم يحدث خلال 6 أشهر ما يبهر المشاهد المصرى على شاشات تليفزيونه، فى الوقت الذى أصبح فيه الإعلام يلعب دوراً خطيراً ومؤثراً فى كل الدول، بينما قررت الوزيرة الانزواء فى مكتبها، ولولا الدور الرائع للقنوات الخاصة لانهارت الدولة المصرية بسبب الإعلام.
الإعلام الرسمى يمر بمرحلة خطرة لكنه لم يستفد من الالتفاف والحماس الشعبى حول الدولة لإنقاذه من عثرته.. وإذا كانت الفرصة قد ضاعت فإن نتائج الترهل قد انكشفت أيضاً بمثل هذه الأخطاء، لأن الوزيرة لم تنتفض ضد خلايا الإخوان ولم تبتكر على الشاشة، ويبدو أنها لا تحسن استثمار الفرص والبشر.. بالضبط كما يفعل «د.الببلاوى».. فعلاً من شابه رئيسه ما ظلم!!
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com