يعد سوق زنقة الستات، من أقدم الأسواق بمنطقة المنشية بالإسكندرية، ويعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، حيث اشتهر ببيع جميع البضائع النسائية،
وهو عبارة عن حارات، ومحلات متلاصقة، وليس مقتصرا على النساء فقط، مثلما يعتقد البعض عندما يسمع اسم السوق للوهلة الأولى.
ويتراوح عدد المحلات بها، إلى ما يقرب من 300 إلى 400 محل، تقوم ببيع مختلف مستلزمات الأسرة من أقشمة، وسجاجيد، وستائر، ومفروشات، وخيوط وملابس، وحقائب، ونجف من جميع الأشكال، والألوان.
عند زيارة السوق، نجد أن معظم الباعة من الرجال، عاشوا معظم حياتهم بائعين بتجارات بسيطة، وكبرت تجارتهم، وطوروها مع مرور السنين، وتطوير مستلزمات المنازال، وقد يتمسك بعض البائعين إلى الآن ببيع مشغولات الكورشيه القديمة.
ورغم قدم تاريخ الزنقة، إلا أنها تعانى الركود فى البيع، وحركة المواطنين، على الأخص "يوم الجمعة" مقارنة بباقى أيام الأسبوع.
يقول تجار "الزنقة"، " للوفد "مع إن يوم الجمعة أجازة لمعظم أبناء المدينة، ومن الطبيعى النزول للتسوق، والترويح عن النفس, إلا أنه عقب ثورة 25 يناير تبادلات الأحوال، وأصبحنا نعانى الركود فى البيع، وخاصة فى يوم الجمعة، بسبب التظاهرات، والاشتباكات التى تدور بين تنظيم الإخوان، والأهالى، وقيام قوات الأمن بفضها بمنطقة محطة الرمل, مما جعل بعض أهل المدينة، ينفرون من النزول يوم الجمعة على الأخص للزنقة، بسبب قربها من أحداث العنف, وكذلك سوء الحالة الاقتصادية، أثرت على توافد أبناء المدنية إلى السوق.
ويؤكد التجار، أيضا – أنه اختفى من السوق مكان كان يسمى "البيت الأبيض" وكان مخصصًا لحل المشاكل، والخصومات بين التجار، ويخرج منه المتخاصمون متحابين, وأصبح المتخاصمان يتصلاحان بمفردهم، دون تدخل أطرف أخرى.
وقد يتبادر إلى الذهن، بأن أهل الإسكندرية جميعهم يتوافدون إلى هذا السوق، نظرًا لتاريخه القديم, ولكن المفأجاة أن معظم شباب الجامعات لا يعلمون إلا اسمه فقط، ولا يعلمون موقعه بالتحديد، ويفضلون الشراء من المولات التجارية الحديثة, نظرًا لتواجد الكافتريات، والسلالم الكهربائية، ووسائل التسلية هناك, كما لا يرتبط اسم السوق فى أذهانهم إلا بقصة الثنائى النسائى الإجرامى "ريا وسكينة "، اللتين اتخذتا من السوق، مسرحًا لاصطياد النساء، واستدراجهن، وقتلهن بعد سرقة مصوغاتهن، وكذلك بالأعمال الفنية مثل مسرحية «ريا وسكينة» بطولة شادية، وسهير البابلي، وعبد المنعم مدبولي، وفيلم «زنقة الستات» بطولة فيفى عبده، وفيلم «صايع بحر» لأحمد حلمى, ولا يعلم شباب الجامعات تاريخ السوق والذى يعود إلى نهاية القرن الثامن عشر, وأن الشارع الذى يحتضنه يسمى شارع فرنسا، قد أطلق عليه هذا الاسم، نظرا لتواجد أسطبلات خيول لجنود الحملة الفرنسية وقتها.
ويحيط بالسوق، منازل أثرية، كانت مملوكة للتجار اليهود، والمغاربة، واليونانيين والليبين, بناؤها متميز عن باقى المبانى الحديثة، التى بنيت عقب الثورة, وقد يتميز زنقة الستات بوجوده بين عدد من المساجد الأثرية، التي تحيط بها، وتجسد عظمة العمارة الإسلامية، وجميعها من المساجد المعلقة مثل الشوربجى، وتربانة، والخراطين.
ويشتهر السوق أيضا بمحلات العطارة، التى يتوافد إليها المواطنون من شرق المدينة، إلى غربها، نظرًا لرائحة العطارة، وسعرها المتميز، الذى يختلف عن باقى تجار العطارة فى أرجاء المدينة.
ويتواجد بالقرب من زنقة الستات، سوق الخيط، وسوق ليبيا، الذى لا يبعد كثيرًا عن ميناء الإسكندرية، الذى تخصص فى بيع الملابس، والعطور، والأجهزة المستوردة، ويبعد سوق زنقة الستات عدة أمتار عن ميدان المنشية، التى تعد من أشهر المناطق تجاريًا, حيث يتواجد بها سوق الميدان الممتد من شارع الميدان الموازى لشارع النصر , ويتوافر بهذا السوق جميع مستلزمات الأسرة، من ملابس و أدوات تجميل، وأدوات مطبخ، والمأكولات، والمشروبات، ولذلك يعد من أكثر المناطق إقبالا من المواطنين، وخاصة فى أيام الأعياد، لشراء جميع الاحتياجات وللتنزه أيضًا.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com